‫الرئيسية‬ أخبار وتقارير بعد التفويض.. تفاصيل الخطة التركية إذا ورَّط السيسي الجيش المصري في ليبيا
أخبار وتقارير - يوليو 22, 2020

بعد التفويض.. تفاصيل الخطة التركية إذا ورَّط السيسي الجيش المصري في ليبيا

الحرب في ليبيا

توقعت صحيفة “خبر تورك” أن تزيد تركيا من نفوذها في ليبيا إذا قرر نظام الانقلاب في مصر التورط عسكريا بشكل مباشر في ليبيا عبر إرسال وحدات من الجيش المصري. وقالت الصحيفة إن تركيا سترد بخطة من مرحلتين: الأولى زيادة تواجدها العسكري والفني. والثانية رفع عدد المستشارين العسكرين. لافتة إلى أن تجهيزات معركة “سرت ـ الجفرة” قد اكتملت بنسبة 80%، وأن القوات التركية سترد بكل قوة على أي عدوان عليها مهما يكن الطرف المعتدي.

تنبؤات الصحيفة التركية جاءت في أعقاب التفويض الذي منحه برلمان الأجهزة الأمنية لرئيس الانقلاب عبدالفتاح السيسي، الاثنين، بإرسال قوات ذات مهام قتالية خارج الحدود، واتهمت الصحيفة التركية محور “الإمارات وفرنسا والسعودية وروسيا” بجر مصر نحو التدخل عسكريا بشكل مباشر في ليبيا.

وأشارت الصحيفة التركية إلى أن معركة “سرت ــ الجفرة” ربما تبدأ بعد عيد الأضحى المبارك، متوقعة أن تكون في النصف الأول من أغسطس المقبل، ما يعني أن تركيا لا تكترث كثيرا بالموقف المصري وماضية في دعم حكومة الوفاق الوطني المعترف بها دوليا من أجل تحرير كامل التراب الليبي من المليشيات والمرتزقة والخارجين عن القانون.

تدخل بعد التهديد

وكان السيسي قد هدد بالتدخل عسكريا بشكل مباشر في ليبيا منذ أن تعرضت مليشيات اللواء خليفة حفتر لهزائم مدوية أمام الجيش الوطني الليبي الذي تقوده حكومة الوفاق المعترف بها دوليا، واستضاف الخميس 16 يوليو 2020م وفدا من شيوخ قبائل بشرق ليبيا الذي تسيطر عليه مليشيات حفتر وأبدى استعداده لتدريب شباب هذه القبائل عسكريا لتكوين مليشيات قبلية داعمة لمليشيات حفتر لمنع الحكومة الشرعية في طرابلس من بسط نفوذها على كامل التراب الليبي.

وفي يونيو الماضي افتتح السيسي قاعدة عسكرية بحرية جديدة بمدينة مرسى مطروح قرب الحدود مع ليبيا فيما اعتبر رسالة تهديد لحكومة الوفاق وتركيا باعتبارها الداعم الأكبر للحكومة الليبية. كما أجرى الجيش المصري مناورة “حسم 2020” في يوليو الجاري، حيث استهدف بها السيسي تحقيق هدفين: الأول، هو رسالة تهديد لتركيا وحكومة الوفاق المعترف بها دوليا في ليبيا، بالتأكيد على انحياز الموقف المصري لمليشيات اللواء خليفة حفتر الذي يطمح في إقامة نسخة جديدة من الحكم العسكري في ليبيا بعد هزائمه المدوية وخسارته جميع المناطق التي احتلها منذ عدوانه في إبريل 2019م على العاصمة طرابلس، والتأكيد كذلك على خط العداء الصريح لأي حكومة وطنية تضم إسلاميين في أي دولة عربية. الهدف الثاني، رسالة دعاية للنظام باستعراض عضلات المؤسسة العسكرية في مناورات بالذخيرة الحية والتذكير باحتلال الجيش المصري الترتيب التاسع عالميا بين أقوى الجيوش في العالم، خصوصا في ظل فشل نظام السيسي في جميع الملفات تقريبا.

وفي ورقة بحثية للمشهد الليبي، انتهى معهد “فورين بوليسي ريسرتش” في تحليله إلى استبعاد تورط الجيش المصري في مواجهة عسكرية مباشرة مع مع حكومة الوفاق المدعومة من تركيا، وأن الوصول إلى مناطق غرب ليبيا مهمة صعبة للجيش المصري، مما يحد كثيرا من خيارات القاهرة، وقال التقرير إن تحدي الوصول العسكري إلى الجفرة وسرت، بالإضافة إلى المخاطر المحتملة للتصعيد مع تركيا، يعني أن القاهرة ستكتفي على الأرجح بتدخل رمزي بدل الانخراط في قتال فعلي، وستفضّل ترك الدفاع عن سرت والجفرة للإماراتيين والروس.

استبعاد الخيار العسكري!

واعتمد معهد “فورين بوليسي” على استبعاد خيار التدخل العسكري المصري المباشر إلى أن الجيش المصري يعاني أصلا في احتواء الجماعات المسلحة في سيناء، وقد تتعرض القوات البرية المصرية لخسارة كبيرة في ليبيا إذا استمرت المقاومة ضدها، كما أن قدرة سلاح الجو المصري على توفير غطاء جوي محدودةٌ بسبب طول المسافة، بالإضافة إلى ضعف قدراته في إعادة التزود بالوقود في الجو، وسوءِ استخدام الذخائر الموجهة وضَعف التنسيق، وأِشار إلى أن البحرية المصرية قد تتعرض هي الأخرى للردع قبالة الساحل الليبي نظرا لوجود قطع بحرية تركية، ورأى معهد “فورين بوليسي” أن النظام في مصر يفضّل تجنب أي سيناريوهات فاشلة، خوفًا من تشويه الصورة التي نمَّاها محليًا كقوة عسكرية والتي يستمد منها إحساسًا بالشرعية السياسية.

ووفقا لدراسة نشرها موقع “الشارع السياسي” بعنوان “السيسي أمام تطورات المشهد الليبي” فإن الأمور قد تنقلب فجأة إذا جرى تطور كبير مثل دخول حكومة الوفاق لسرت وتحريرها من المرتزقة ومليشيات حفتر وفاجنر، في ظل إصرار المحور “الإماراتي المصري الفرنسي الروسي” على فرض الجنرال حفتر على الليبيين، وهو ما يمكن أن يفتح الباب أمام سيناريوهات أكثر خطورة يمكن أن تفضي فعليا إلى تقسيم ليبيا بين شرق وغرب في ظل توترات مستمرة، كما جرى في السودان بين شمال وجنوب، والعراق بين بغداد وإقليم كردستان، ويجرى حاليا في اليمن وسورية، وهي ذات الحيلة التي لجأ إليها الغرب في سايكس بيكو 1916 م والتي وضعت حدودا مصطنعة ومفخخة بالمشاكل بين الدول العربية يمكن أن تفضي إلى نشوب صراعات مسلحة في أي وقت في إطار مخططات استنزاف المنطقة، وهي مخططات قائمة منذ أكثر من قرن من الزمان؛ فالهدف هو مزيد من التفتيت للعالم العربي ليبقى الكيان الصهيوني أكبر قوة إقليمية بعد التخلص من كل القوى والجهات التي تهدد وجودها وبقاءها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

دراسة رسمية تحذر من انقراض 12 نوعا من الأسماك بسبب سد النهضة

حذرت دراسة أعدها المجلس القومي للتخطيط، التابع لوزارة التخطيط بحكومة الانقلاب، من أنسد الن…