‫الرئيسية‬ أخبار وتقارير رغم رشاوى “حزب السيسى”.. لماذا قاطع الشعب جولة الإعادة لـ”هزلية الشيوخ”؟
أخبار وتقارير - سبتمبر 10, 2020

رغم رشاوى “حزب السيسى”.. لماذا قاطع الشعب جولة الإعادة لـ”هزلية الشيوخ”؟

انتخابات الشيوخ

واصل المصريون مقاطعتهم لهزلية مجلس شيوخ السيسي فى جولة الإعادة فى يومها الثانى والأخير، وشهدت اللجان الانتخابية عزوفا عن التصويت، ما يؤكد عدم اقتناع الشعب المصري بهذه الهزلية ورفضه لعودة ما يسمى بمجلس الشيوخ وتحميل خزانة الدولة مليارات الجنيهات من أجل إنشاء مجلس مطبلاتية لنظام الانقلاب الدموى بقيادة عبد الفتاح السيسي.

يشار إلى أن جولة الإعادة لهزلية شيوخ السيسي كانت قد انطلقت صباح أمس الثلاثاء، وتجرى في 14 محافظة هى: الجيزة، القليوبية، بورسعيد، الإسماعيلية، المنوفية، كفر الشيخ، دمياط، بني سويف، أسيوط، سوهاج، قنا، الأقصر، أسوان، مطروح، ويخوضها 52 مرشحا على 26 مقعدًا بالنظام الفردي.

ومع الإقبال شبه المنعدم على التصويت يحاول بلطجية الانقلاب بزعامة حزب مستقبل وطن الذراع المخابراتى لنظام السيسي حشد أعداد من المواطنين مقابل رشاوى انتخابية سواء مالية أو كراتين مواد غذائية خاصة فى القرى والنجوع الفقيرة من أجل التصوير وعمل شو إعلامى وتقديم صورة للخارج بأن هناك إقبالا على التصويت.

تزوير الانتخابات

فى المقابل انتقد خبراء وبرلمانيون سابقون عودة مجلس الشورى بمسمى جديد هو مجلس الشيوخ وقالوا إن التجربة البرلمانية فى عهد الانقلاب سيئة ولا تعمل لصالح الشعب وإنما من أجل التصفيق والتطبيل للعسكر.

وأكدوا أن مجلس نواب الدم كان الأسوأ فى التاريخ المصري كله مشيرين إلى أنه انحاز لنظام الانقلاب تماما ولم يمثل الشعب ولم يدافع عن مصالحه.

وقالوا إن هذا الوضع كان طبيعيا لأعضاء جاءوا بالتعيين والتزوير فى الانتخابات وليس بالانتخاب الحر أو باختيار الصندوق.

من جانبه كشف مصدر مسئول بحكومة الانقلاب أن جميع العاملين في القطاع الحكومي بالمحافظات التى تشهد جولة الإعادة تلقوا تعليمات شفهية من رؤسائهم في العمل، بضرورة المشاركة في هزلية مجلس الشيوخ مع تهديدات بتوقيع جزاءات مالية وإدارية في حالة التخلف عن المشاركة من دون عذر.

وقال المصدر إن التعليمات تضمنت منح كل موظف ساعتين (إذن بالغياب عن العمل)، للإدلاء بالصوت في اللجنة الانتخابية المختصة، مع توجيه الموظفين والعاملين في كافة المؤسسات بالتصويت لصالح المرشح الذى يريده نظام الانقلاب.

وأكد أن التعليمات نفسها وردت للعاملين في أغلب شركات ومؤسسات القطاع الخاص، بناءً على اتصالات جرت بين جهات أمنية، لا سيما جهاز أمن الانقلاب، وأصحاب هذه المؤسسات، على مدار اليومين الماضيين، من أجل التصويت لصالح المرشحين المدعومين من أجهزة دولة العسكر.

تزكية وتعيين

وقال الدكتور عمرو هاشم ربيع، نائب رئيس مركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية، إن هزلية مجلس الشيوخ في الشق المرتبط بالقوائم الانتخابية المطلقة، والتي تأخذ بها فقط أربع دول في العالم، عابها عدم وجود قوائم انتخابية متنافسة، ما جعل الانتخابات تبدو أمام الناخبين وأمام دول العالم كما لو كانت تزكية أو تعيين. ويظهر الأمر كما لو كان تعيين لثلثي أعضاء المجلس وليس الثلث، ومنح حصانة تشابه حصانة مجلس نواب الدم لـ200 من المعينين ضمن 300 عضو.

وأوضح ربيع فى تصريحات صحفية أن تأسيس قائمة واحدة، سميت بالقائمة الوطنية للإيحاء للجميع بأنها تضم كافة أطياف المجتمع، وإن ما عداها غير وطني، لم يكن على الإطلاق سببًا مقبولًا لوجود انتخابات غير تنافسية. مشددا على ضرورة أن يقوم على إدارة العملية الانتخابية من لديهم حس سياسي بغية إجراء انتخابات حرة ونزيهة وتنافسية، تأتي بمنتخبين لا معينين.

وفيما يتعلق بالشق الفردي أشار إلى عودة أسلوب احتلال رمزي الهلال والجمل لرأس أوراق الترشيح. موضحا أنه وفقًا لما ورد بموقع الهيئة الوطنية للانتخابات، جاء ترتيب مرشحي حزب مستقبل وطن في أول المتقدمين للترشيح في المحافظات الـ26 وكان اسمهم في أوراق الاقتراع في المرتبة الأولى.

وأكد ربيع أنه لم تكن هناك رقابة من الهيئة الوطنية للانتخابات على الدعاية الانتخابية، خاصة الأساليب غير المشروعة التى تسيئ لصورة مصر في الداخل والخارج. لافتا إلى أنه كان هناك استغلال واضح لعوز من لهم حق الاقتراع، فباتت تستخدم أساليب الرشى بالمواد التموينية لحث الناس على الذهاب لصناديق الاقتراع.

وطالب هيئة الانتخابات بأن تعلن نسب المشاركة على مستوى الدوائر الانتخابية ومحافظات الجمهورية، حتى يتبين أي من تلك المحافظات يتسم أداء ناخبيها بالمشاركة، وأي منها يتسم بالعزوف مشددا على ضرورة الإفصاح عن كافة البيانات عقب الانتهاء من هزلية مجلس شيوخ السيسي.

غياب الحريات

وقال ممدوح الولي نقيب الصحفيين الأسبق إنه لا يوجد اكتراث مجتمعي بهزلية مجلس شيوخ السيسي، مؤكدا أن المصريين لا يعرفون شيئا لا عن هذه الانتخابات ولا عن المرشحين بعد أن شغلتهم رحلة البحث عن لقمة العيش وسط حالة ركود تعم الأسواق، زادت حدتها إثر تداعيات فيروس كورونا.

وأشار الولى فى تصريحات صحفية إلى أنه حتى المستفيدين من هذه الهزلية لم تعد لديهم ثقة بالعملية السياسية برمتها، في ظل غياب الحريات في مرحلة ما بعد يوليو 2013، واستمرار حبس العديد من الرموز، سواء من التيار الإسلامي أو غيره من التيارات الليبرالية واليسارية. وبعد أن عاشوا طوال السنوات الأخيرة غياب الدور البرلماني الرقابي على قرارات السلطة التنفيذية، التي قلصت دعم المحروقات والكهرباء وزادت من تكلفة الخدمات الحكومية، بل وتحول البرلمان إلى أداة لتنفيذ ما تريده السلطة التنفيذية.

وتساءل إذا كان هذا هو حال مجلس نواب الدم المختص دستوريا بالتشريع ورقابة الحكومة، فهل يمكن التعويل على مجلس شيوخ السيسي القادم المنزوع الصلاحيات أصلا بحكم قانونه؟

وأضاف الولى: لهذا السبب يحتفظ الناس بآرائهم سواء في مجلس شيوخ السيسي أو في غيره من الأمور التي تدور حولهم، مثل اقتطاع نسبة 1 في المائة من أجور العاملين في الحكومة مدة عام، واقتطاع نسبة نصف في المائة من أموال أصحاب المعاشات لمدة عام أيضا، أو زيادة أسعار الكهرباء، في حين أن انتخابات مجلس الشيوخ لن تقل تكلفة إجرائها، من مكافآت للقضاه والموظفين والتأمين، عن المليار جنيه، إلى جانب مكافآت ونفقات جلسات مجلس الشيوخ التي لن تقل عن نصف مليار جنيه سنويا.

وأكد أن الكثيرين أيقنوا أنه لا فائدة من إبداء آراء قد تكون سببا في إلحاق الضرر بهم، ولهذا وكما تعايشوا مع الفيروس فإنهم يتعايشون مع أي إجراء انقلابى مهما كان غريبا ومجحفا، ويتخذ البعض من التقية وسيلة للتظاهر بالرضا والموافقة على التصرفات الالانقلابية رغم إضرارها بهم.

التواصل الاجتماعي

وحول فشل إعلام العسكر فى جذب الجمهور للتصويت فى هزلية شيوخ السيسي قال حسن علي رئيس جمعية حماية المشاهدين، إن الجمهور تجاوز وسائل الإعلام التقليدية منذ فترة وأضحى ارتباطه الأساسي بمواقع التواصل الاجتماعي.

وأكد على فى تصريحات صحفية أن تكثيف الانقلاب ما أسماه حملات التوعية والحشد لن يأتي بنتائج إيجابية حتى وإن استمرت لفترات طويلة، مشيرا إلى أن فشل الإعلام الحالي لا ينفصل عن سوء إدارة حكومة الانقلاب للمشهد برمته.

وأضاف أن ضجيج إعلام العسكر لا يحقق توعية سياسية موضحا أن، تقديم تغطيات متشابهة في جميع وسائل الإعلام يؤدي إلى عزوف الجمهور عن مشاهدة جميع هذه الوسائل.
وكشف على أن الإعلام الانقلابي تورط في تغطيته لهزلية مجلس شيوخ السيسي بتقديم رسائل متناقضة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟

ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …