‫الرئيسية‬ تواصل اجتماعي تناقضات “نيابة الانقلاب”: مخرج كليب “بلحة” شرب كحول بالخطأ وتعرض “للتصفية الجسدية داخل محبسه”!
تواصل اجتماعي - مايو 6, 2020

تناقضات “نيابة الانقلاب”: مخرج كليب “بلحة” شرب كحول بالخطأ وتعرض “للتصفية الجسدية داخل محبسه”!

شادي حبشي

لم تفلح محاولات سلطات الانقلاب للتغطية على جريمتها بحق المخرج الشاب شادي حبش والذي توفي جرَّاء الاهمال الطبي داخل سجون الانقلاب، منذ عدة أيام؛ حيث كان يقبع قيد الحبس الاحتياطي، على خلفية مشاركته في إخراج أغنية “بلحة”، والتي كانت تنتقد قائد الانقلاب العسكري عبدالفتاح السيسي عام 2018.

تصفية جسدية

وكشفت نيابة عام الانقلاب عن تعرض “شادي” لعملية تصفية جسدية وإهمال طبي داخل محبسة، وقالت النيابة، في بيان لها: إنها “تلقت إخطارا من قطاع مصلحة السجون، مساء أول مايو الجاري، بوفاة شادي حبشي، بالعيادة الخاصة بسجن القاهرة بمنطقة سجون طرة، وبسؤال الطبيب المنوب المكلف بسجن القاهرة يوم الواقعة؛ قرر بإخطاره فجر هذا اليوم بإعياء المتوفى، وبتوقيعه الكشف الطبي عليه تبين تناول شادي خطأً كمية من الكحول ظهيرة اليوم السابق على وفاته، ما تسبب في شعوره لذلك بآلام بالبطن، فأعطاه مطهرا معويا ومضادا للتقلصات وأعاده لمحبسه لاستقرار حالته”.

وأضاف بيان نيابة الانقلاب: “في صباح ذات اليوم أُبلِغ مرة أخرى باستمرار إعياء المذكور وإصابته بقيء، فكشف عليه وتأكد من طبيعية معدلات علاماته الحيوية، وتم حقنه بمضاد للقيء وأعاده لمحبسه، الا أنه تم إبلاغه ظهيرة ذلك اليوم باستمرار شكوى المتوفى خاصة من آلام بالبطن، فتم حقنة بمضاد للتقلصات، وفي المساء استمر إعياؤه، فتم نقل المتوفى إلى عيادة السجن، فتبين من توقيع الكشف عليه اضطراب درجة وعيه وضعف نبضه وضغطه، فتم أتخاذ قرار بترحيله لمستشفى خارجي، إلا أنه توفي”

وتابع بيان نيابة الانقلاب: “في صباح يوم الوفاة، استغاث المحبوسون رفقة المتوفى بأفراد الحراسة لإسعافه وتوقيع الكشف الطبي عليه، فنُقل فجرًا إلى عيادة السجن، ومكث فيها قرابة عشرين دقيقة ليعود بعد حقنه بعقار مضاد للقيء، ثُم سقط حال تحدثهم إليه وابيضت عيناه وأصابه القيء مرة أخرى، فحاولوا إطعامه ولكنه استمر في التقيؤ وأصيب بهذيان، فاستغاثوا له مرة أخرى مع مطلع النهار، فنقل لعيادة السجن في غضون العاشرة صباحا ومكث بها قرابة ساعتين ثم عاد إلى محبسه لحين حضور الطبيب الذي لم يكن وصل للسجن بعد، وآنذاك شكى المتوفى إليهم مِن عدم تمكنه من الإبصار بوضوح وخشيته من العمى، فظلوا يستغثيوا له حتى نُقل في الثانية ظهرًا لتوقيع الكشف عليه”.

إهمال طبي

واستطرد بيان نيابة الانقلاب: “وفي مغرب هذا اليوم استيقظ المتوفى متألما بشدة جاحظ العينين فاقدا للوعي مصابا بحالة من الهذيان، فاستغاثوا لإسعافه، ونُقل لذلك إلى عيادة السجن ثم توفي”.

من جانبه، انتقد الحقوقي هيثم أبوخليل البيان، وكتب عبر صفحته على فيسبوك:” المسخرة يا عالم.. سبب وفاة شادي حبش.. شرب كحول مطهر بالخطأ!! طيب اللي هيشرب بالخطأ ده هيشرب كمية أد إيه علشان توصل لمعدته؟! لماذا لم تعمل له غسيل معدة؟ لماذا لم تحوله لمستشفى أو لمعهد السموم؟ هل في طبيب في العالم يعطي مضاد للقيء في البداية لحالة تسمسم أم تحفيزه للقيء لتخلصه مما شربه بالخطأ؟!

وشادي حبش من مواليد 21 أغسطس 1995، هو مخرج ومصور مصري، اشتهر بإخراجه أغنية مصورة لرامي عصام عنوانها “بلحة”، صدرت في فبراير 2018، وتسببت تلك الأغنية في اعتقاله في مارس 2018، وظل قيد الحبس الاحتياطي حتى وافته المنية في 2 مايو 2020 عن عمر ناهز 24 عامًا.

وأرسل شادي رسالة من محبسه في أكتوبر 2019 جاء فيها أن “السجن لا يقتل، لكن الوحدة تقتل.. أحتاج أن تذكروهم أنني ما زلت محبوسًا وأنهم نسوني وأنني أموت ببطء كل يوم لأنني وحيد أمام كل هذا، وأنني أعلم أن لي أصدقاء كثيرين يحبونني، ولكنهم يخافون أن يكتبوا بشأني أو يعتقدون أنني سأخرج دون دعمهم.. أحتاج إليكم وأحتاج دعمكم أكثر من أي وقت مضى”.

يأتي هذا في الوقت الذي طالبت فيه الأمم المتحدة، بإجراء تحقيق شامل في وفاة المخرج شادي حبش في محبسه، السبت، بعد تجاهل سلطات السجن المطالبات بإنقاذ حياته إثر مرضه، وقال الأمين العام الأممي ستيفان دوجاريك، خلال مؤتمر صحفي: “أثرنا قضايا حقوق الصحفيين مع السلطات المصرية ونطالب بإجراء تحقيق كامل في ملابسات وفاة المخرج (شادي حبش)”.

من جانبها، تطرقت صحيفة لوموند الفرنسية إلي وفاة المخرج شادي حبش في سجون الانقلاب، وقالت الصحيفة، في تقرير لها: إن “شادي كغيره من آلاف الشباب الآخرين في سنه، من الناشطين السياسيين أو مجرد أصوات تنتقد السلطة، تم وضعه قيد الحبس الاحترازي  للمحاكمة بعد اتهامه “بنشر أخبار كاذبة”، ومنذ أكثر من عامين، كان الشاب يقبع في زنزانة بسجن طرة مشدّد الحراسة في القاهرة، بانتظار المحاكمة، لكنه توفي يوم السبت الماضي بعد ليلة من العذاب”.

وأشارت لوموند إلى أن “بعض زملاء شادي المعتقلين أخبروا أقاربهم أنهم نبهوا الحراس إلى تدهور حالة شادي الصحية، ولكن دون جدوى، وإلى أن الشاب كان عبر في رسالة كتبها في شهر أكتوبر ونشرها أصدقاؤه بعد وفاته، عن يأسه، قائلا: “السجن لا يقتل .. الوحدة تقتل”، مشيرة إلى عدم تمكن أقاربه ومحاميه من زيارته منذ 10 من شهر مارس، كما تطرقت الصحيفة إلى أرقام  العديد من المنظمات غير الحكومية، والتي قدّرت عدد السجناء السياسيين في مصر بـ60 ألفا من بين 100 ألف سجين، من بينهم إسلاميون وليبراليون تعرضوا إلى حملة قمع عقب انقلاب الجيش عام 2013 على الرئيس المنتخب محمد مرسي.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

دراسة رسمية تحذر من انقراض 12 نوعا من الأسماك بسبب سد النهضة

حذرت دراسة أعدها المجلس القومي للتخطيط، التابع لوزارة التخطيط بحكومة الانقلاب، من أنسد الن…