قرار “إسرائيلي” بتحويل قاعدة عسكرية لمطار مدني وإستراتيجية جديدة لعزل حماس
قررت السلطات “الإسرائيلية” تحويل قاعدة عسكرية جوية إلى مطار مدني، يكون بديلاً لمطار “بن غوروين” والذي فرضت المقاومة الفلسطينية حصارًا كاملاً عليه بعد استهدافه بالصواريخ أثناء العدوان الإسرائيلي على غزة.
يأتي ذلك ضمن إستراتيجية واسعة لإسرائيل لمواجهة الإخفاق الذي تعرضت له الدولة العبرية أمام المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، بالإضافة إلى تحركات أخرى بدأت إسرائيل في إقرارها لعزل حركة حماس سياسيًا داخل القطاع، ووأد تحركات السلطة السياسية لإقامة دولة فلسطينية.
“جاليل” بديلا لـ”بن غوروين”
فبعد أكثر من 77 عامًا من الاستخدام العسكري للقاعدة الجوية “رمات دافيد”– شمال إسرائيل- بالنسبة لسلاح الجو الإسرائيلي؛ حيث أقيم أول مدرج له أثناء حكم الانتداب البريطاني، تقرر أن يتحول خلال السنوات الخمس القادمة الى مطار مدني يكمل ويتكامل مع مطار بن غوريون على أن تعود المقاتلات لاستخدامه مطارًا عسكريًا في حالات الطوارئ فقط حسب ما نشرته صحيفة “يديعوت احرونوت” العبرية اليوم.
وقالت الصحيفة إن مدير عام وزارة الجيش “دان هرئيل” اتفق خلال الأيام الماضية بالتعاون مع مدير عام وزارة المواصلات “عوزير يتسحاق” على تحويل مطار “رمات دافيد” إلى مطار مدني بعد إخلائه من المقاتلات والمروحيات العسكرية، ولن يعود كقاعدة عسكرية بعد استكمال الإخلاء سوى في حالات الطوارئ فقط، وسيتم إقامة بنية تحتية مدنية كبيرة تحمل مكان المنشآت والبنى التحتية العسكرية بينها مسار ومدرج مدني كبير يصلح لاستقبال الطائرات المدنية الكبيرة.
كما ذكرت صحيفة “إسرائيل اليوم” أن المطار الجديد سيقام في منطقة “رامات دافيد” شرقي حيفا المحتلة، ويأتي إقامته كجزء من تداعيات العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة.
وحسب الصحيفة فإن إقرار الحكومة الإسرائيلية بناء المطار الذي سمي “جاليل” جاء خلال نقاشات ميزانية العام 2015.
ومن المتوقع أن يكون المطار جاهزًا حتى العام 2019 في حين سيكون قادرًا على استيعاب شتى أنواع الطائرات ويشكل تنوعًا جغرافيًا للمطارات في الكيان وبديلاً لمطار “بن غوريون” الذي توقف عن العمل عدة أيام خلال العدوان على غزة بسبب سقوط الصواريخ بالقرب منه.
استراتيجية جديدة
وبجانب سعي إسرائيل لتدارك إخفاقاتها أمام المقاومة الفلسطينية، بدأت في استراتيجية جديدة للتحرك سياسيًا لمواجهة سيطرة حركة المقاومة الإسلامية على قطاع غزة، وأيضًا قطع الطريق الذي تسعى السلطة من خلاله إلى اعتراف دولي بدولة فلسطينية مستقلة.
وبحسب المعلق العسكري رون بن يشاي في تقرير له لصحيفة “يديعوت أحرونوت” الجمعة (10-10)، فإن إسرائيل بدأت بتقديم تسهيلات للفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة؛ بهدف إدارة الصراع بدلاً من العمل باتجاه حل الدولتين كتوجه حكومي في إطار تغيير اتجاهاتها نحو الفلسطينيين وإفشال خطوات السلطة في الأمم المتحدة للمطالبة بدولة مستقلة وإنهاء الاحتلال بهدف بسط السلطة سيطرتها على الضفة ما يشكل خطرًا كبيرًا على الأمن الإسرائيلي، بحسب قوله.
وحسب بن يشاي، فإن تسهيلات كبيرة سيتم تقديمها للفلسطينيين في الضفة من أجل منع قيام انتفاضة ثالثة، فيما ستهدف التسهيلات في غزة لخلق هوة بين حماس وسكان القطاع بعد تسهيل عملية إعادة الإعمار وتصويب مسار بعض القرارات لصالح السكان الذين حينها سيضغطون على حماس لعدم الدخول في مواجهة جديدة مع الجيش الإسرائيلي.
وقال مصدر أمني إسرائيلي للصحيفة إن سكان غزة سيكون في مواجهة حماس مستقبلاً، خاصةً في حال نجحت التسهيلات في إعادة وجه غزة أفضل مما عليه منذ سنوات الحصار بسبب حكم حماس.
فيما قال مصدر سياسي للصحيفة إن السماح لحكومة الوحدة الوطنية جاء بناءً على فهم إسرائيلي بضرورة قبول فهم وجود هذه الحكومة ولأنه سيكون أحد معالم التوجه الجديد لدى الحكومة الإسرائيلية تجاه الفلسطينيين.
ورأى المصدر أن حل الدولتين سيؤدي لسيطرة حماس على أراضي الدولة الفلسطينية كما جرى في غزة، مشيرًا إلى أن إسرائيل ترى في أن أي حل سياسي يجب أن يكون بعد إعادة الاستقرار للشرق الأوسط والتخلص من المنظمات الإسلامية “المتطرفة”.
وقال بن يشاي إن السياسة الجديدة الإسرائيلية نحو “إدارة الصراع” مع الفلسطينيين تتم بتنسيق كامل مع مسئول المخابرات المصرية محمد التهامي ومسؤول دائرة الشؤون السياسية والأمنية في وزارة الدفاع عاموس جلعاد ومنسق المناطق بالجيش يؤاف مردخاي ومبعوث الأمم المتحدة لعملية السلام روبرت سيري ورئيس وزراء حكومة الوفاق الفلسطينية رامي الحمد الله.
إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟
ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …