‫الرئيسية‬ أخبار وتقارير حزب النور.. لماذا يعقد مؤتمره السنوي في الظلام؟
أخبار وتقارير - يناير 6, 2019

حزب النور.. لماذا يعقد مؤتمره السنوي في الظلام؟

وقف حزب “النور” السلفي الأمنجي ضد أول رئيس شرعي مدني منتخب، هو الدكتور محمد مرسي، ووضعت قيادات الحزب أيديهم في يد قائد الانقلاب السفيه عبد الفتاح السيسي، ومحمد البرادعي قبلة العلمانيين في مصر، وتواضروس بابا الأقباط، وبدلا من الشعور بالقوة جراء خيانتهم، عقد الحزب مؤتمره السنوي بمدينة الإسكندرية، في جو من السرية، ودون حضور الغالبية العظمى من أعضائه.

ودأب الحزب في السنوات الثلاث الأخيرة على عقد مؤتمراته العامة واجتماعاته بعيدا عن أعين وسائل الإعلام، والاكتفاء بحضور كبار قياداته، على رأسهم يونس مخيون رئيس الحزب، وياسر برهامي نائب رئيس الدعوة السلفية، وأحمد فريد النائب الثاني للدعوة السلفية، وعبد المنعم الشحات المتحدث باسم الدعوة السلفية، ونواب الحزب في برلمان الدم.

وأثار هذا التوجه من جانب حزب النور تساؤلات حول الأسباب التي تدفع هذا الحزب إلى الاختباء بعيدا عن الأعين، ولماذا يخشى مواجهة الإعلام أو مشاركة قواعد الحزب في مؤتمراته، ولماذا يعجز الحزب عن مواجهة الانتقادات التي توجه له.

حنلبس في الحيطة!

يقول محمود عباس، عضو سابق بالهيئة العليا لحزب النور: “صرح برهامي في فيديو مسجل أن الذي ضغط عليهم ليأخذوا موقفًا ضد الدكتور مرسي في 3 يوليه هو أنهم وجدوا الجيش والشرطة والقضاء والإعلام ورجال الأعمال والأقباط (الثورة المضادة) كلهم ضد الدكتور مرسي، فقال باللفظ “حنلبس في الحيطة”.

وأضاف عباس: “خاف برهامي على نفسه وأتباعه من الاعتقال والقتل ولذلك أخذ موقفًا مؤيدًا للانقلاب، في حين أنه لو اعتزل الأمر وقال هذه فتنة لا أعلم الخير من الشر فيها ما لامه أحد، ولو اعتزل الحياة السياسية كلها بدعوى عدم جدوى التصارع على الكرسي ما لامه أحد ولنجا أيضًا هو ومن معه من الاعتقال والقتل”.

وتابع: “ولكنه للأسف ترك المظلوم ووضع يده في يد الظالم، ترك المقتول ووضع يده في يد القاتل، والمصيبة أنه يطلب من المظلوم والمقتول أن يضع يده في يد الظالم والقاتل ويقبل بشروطه من قبل أن يكون هناك عدالة تقتص للمظلوم والمقتول”.

عضو جبهة علماء الأزهر الشيخ محمد عوف قال: إن “سلطة الانقلاب العسكري لا تتعامل مع حزب النور باعتباره شريكا مثل الجيش والشرطة ولكن كتابع أمني واستخباراتي”، وأضاف أن “الحزب ينفذ الأجندة السياسية التي تمليها عليه السلطة، ولكن النظام لا يُكافئ النور بجعله يستمر سياسيا ولكنه يُبقي عليه لأن الثوّار ما زالوا في الشارع فهو يستغله إعلاميا للتضليل الداخلي والخارجي فقط”، واختتم حديثه بتأكيد أن الانقلاب سيتخلص من حزب النور عندما ينتهي من دوره الذي يلعبه.

وليس مستغربا على المستوى السياسي توالي مؤتمرات حزب “النور”، لدعم السفيه السيسي، إذ عادة ما يلجأ العسكر للتيار السلفي باعتباره غطاءً إسلاميًا يخدم وجوده السياسي، في ظل الصراع مع ثورة 25 يناير التي تتصدرها جماعة الإخوان المسلمين، لكن هناك من يرى أن هذا التيار السلفي المؤيد تضاءل كثيرا وانفض المعترضون على الانقلاب من حول قيادته.

مصيرهم أسود

ولا يتأخر حزب النور عن دعم العسكر، وطالب ياسر برهامي، أتباعه العام الماضي بالخروج والتصويت لصالح السفيه السيسي من أجل فترة رئاسية ثانية، قائلاً: “سيأتي يوم تقولون الله يرحم أيام السيسي، كما قولتموها من قبل على أيام حسني مبارك”، مضيفا: “علينا جميعا الخروج لمنح السيسي الشرعية الدولية”.

وكتب ستيفان لاكروا، أستاذ العلوم السياسية في معهد الدراسات السياسية في باريس، دراسة يرصد فيها الظاهرة السلفية في مصر، منذ تأسيسها، ونموها الملحوظ فى الثمانينيات، وفتاواهم التي تحرم المشاركة في العملية الديمقراطية قبل ثورة 25 يناير، ومواقفهم بعد تلك الثورة التي مثلت انقلابا حادا في الأبجديات السلفية.

الباحث فريد مولانا شدد كذلك على أن “بقية الكيانات والرموز السلفية ثابتة على موقفها من رفض الاعتراف بشرعية الانقلاب العسكري وما ترتب عليه، وهؤلاء يمثلهم شيوخ القاهرة مثل محمد عبد المقصود ونشأت أحمد وفوزي السعيد، والجبهة السلفية وغيرهم”.

وعن سبب تبني تيار حزب النور السلفي بقيادة برهامي، موقفا داعما في المطلق للعسكر، اعتبر الباحث أن “مصير برهامي صار مرتبطا بمصير السيسي منذ مشاركتهما لبعض في الانقلاب العسكري، وبالتالي اختار الأول الدعم المطلق للنظام في كافة المواقف والأحوال”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟

ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …