‫الرئيسية‬ أخبار وتقارير الأزمة مع إثيوبيا.. هذه الدول شماعة السيسي لتبرير فشله
أخبار وتقارير - نوفمبر 15, 2017

الأزمة مع إثيوبيا.. هذه الدول شماعة السيسي لتبرير فشله

تعود نظام العسكر القمعي دائما على تعليق فشله على شماعة الآخرين وعلى ذرائع واهية تجنبا للحرج أمام الشعب الذي يراقب فشل رئيس الانقلاب عبدالفتاح السيسي من ملف إلى آخر بصدر مكتوم مليء بالغضب والغليان.

وكان أخطر الملفات على الإطلاق التي شهدت فشلا ذريعا لجنرال العسكر، التفريط في تراب الوطن ببيع جزيرتي “تيران وصنافير” للسعودية وإهدار حقوق مصر المائية بعجزه عن وقف أثيوبيا عند حدودها.

وبعد إعلان وزارة الري بحكومة الانقلاب يوم الاثنين الماضي 13 نوفمبر2017م، عن فشل المفاوضات مع أثيوبيا حول سد النهضة، بدأت وسائل الإعلام الموالية للعسكر في البحث عن شماعة تعلق عليها الفشل الكبير، ولم تجد سوى اتهام قطر وتركيا والسودان شماعة ترمي عليها أثقال الفشل الذريع.

توجهات إعلام العسكر
وجاءت توجهات وسائل الإعلام الموالية للعسكر تصرح بذلك أحيانا وتلمح أحيانا أخرى، حيث جاء في مانشيت المصري اليوم «القاهرة تتحرك لشرح خطورة “سد النهضة”.. السعودية تدعم مصر.. و”ديسالين” يبحث التعاون العسكرى مع “تميم”»، وهو ما يوحي بأن هناك تحالفا عسكريا بين أديس أبابا والدوحة ضد نظام العسكر بالقاهرة، ويحمل هذا المانشت اتهاما صريحا للدوحة بتحريض أثيوبيا وتمردها على القاهرة.

أما عنوان صحيفة الشروق فيتهم السودان بأنها تنظر إلى مصالحها أولا، على الرغم من أن هذا مبدأ أساسي في العلاقات الخارجية التي تقوم على المصالح لا العواطف.. بينما يكشف تقرير صحيفة الوطن نقلا عن تقرير حكومى أن نصيب الفرد من المياه تراجع 550 مترًا مكعبًا سنويًا.

أما مانشيت البوابة فكان أكثر وضوحا في اتهاماته لقطر حيث يتحدث عن «”مؤامرة “النهضة”.. رئيس وزراء إثيوبيا يتجه إلى الدوحة فى زيارة مريبة.. دعوة شخصية من تميم بن حمد ليلة فشل المفاوضات.. قفزة فى الاستثمارات القطرية بأديس أبابا خلال 10 أشهر»، على الرغم من أن استثمارات السعودية والإمارات كذلك تضاعفت في أثيوبيا خلال الشهور القليلة الماضية.

نظرية المؤامرة
ويتفق الكاتب الوفدي الموالي للعسكر عباس الطرابيلي في مقاله اليوم بصحيفة المصري اليوم تحت عنوان «السد.. وزيارات أردوغان وديسالين المشبوهة!»، مع نظرية “المؤامرة” التي تحدثت عنها نشرة “البوابة” الممولة إماراتيا، متسائلا: «هل يكفى أن «تعرب» مصر عن قلقها من التسويف الإثيوبى فى قضية سد النهضة.. أم أن إثيوبيا تستغل «طول بال المصريين» وأنهم ملوك الصبر، أم يا ترى فى الجعبة سهام أخرى تستعد بها مصر لمواجهة التشدد – بل التعنت – الإثيوبى؟!

كما يتساءل الطرابيلي: «هل يا ترى زيارة رئيس حكومة أديس أبابا بريئة تماماً.. ولماذا يزور قطر فى نفس هذا التوقيت.. هل من أجل «الثمن».. خصوصاً أننا نرى أن التشدد الإثيوبى ازداد بعد زيارة حاكم قطر الشيخ تميم لإثيوبيا فى إبريل الماضى؟!».

ويضيف «السؤال الثانى: لماذا يتواجد رجب طيب أردوغان اليوم فى الدوحة وهو رئيس تركيا الذى يقود عمليات الإرهاب ضدنا.. والداعم الأول مع قطر للإرهاب ضدنا؟ أكاد أقول إن هناك تنسيقاً واسعاً وتحركاً أوسع بين كل الأطراف ضدنا وهى إثيوبيا، وقطر، وتركيا.. هل هو لتقديم مزيد من الدعم المالى والسياسى من قطر وتركيا لإثيوبيا.. أى تلتقى مصالحهم كلهم.. ضد مصر؟!».

اتهام السودان
ولا يفتأت نظام العسكر على اتهام السودان بالانحياز إلى أثيوبيا، خلال جولات التفاوض التي امتدت لأكثر من عامين.

عكس هذه التوجهات ما كتبه كريم عبدالسلام باليوم السابع المعروف عنها خضوع جميع هيئة محرريها لأجهزة الأمن، حيث عنون مقاله كالتالي: «تعنت إثيوبيا مفهوم لكن بم نسمى موقف السودان؟».

ومع تأكيد كاتب المقال على تعنت وتلاعب الجانب الأثيوبي بالطرف المصري، إلا أنه يتهم السودان صراحة بالانحياز إلى أثيوبيا متجاهلا أن العلاقات الخارجية بين الدول تقوم على المصالح، كما تجاهل الخلافات الحادة بين الخرطوم والقاهرة حول مثلث حلايب وشلاتين.

يقول كاتب المقال «الموقف الإثيوبى كان متوقعًا لمن يدرسون احتمالات المواقف وطرق المناورة ورغبة إثيوبيا فى كسب الوقت لإنهاء السد، بعد أن توفر لديها التمويل القطرى، ولم تعد أسيرة للشروط الدولية الحاكمة لتمويل المشروعات المتنازع عليها، لكن ماذا عن الموقف السودانى المطابق لموقف إثيوبيا؟ كيف يمكن أن نسميه؟ وكيف يعمل السودان ضد مصلحته كدولة مصب فى هذه القضية المصيرية لمجرد الكيد فى مصر؟».

ويصف الموقف السوداني باللغز مضيفا «هذا اللغز الذى يمثله السودان فى مفاوضات سد النهضة، هو بالإجمال نتيجة اتخاذ مواقف سياسية غير مسؤولة تجاه مصر، حتى لو كانت تعود بالضرر البالغ على السودان، وللأشقاء السودانيين نقول: مصر لن تفرط فى حقوقها المائية وخياراتها كثيرة وفق الاتفاقيات والأطر القانونية والأعراف الدولية، ولن يضعف موقفنا كيدُ الكائدين»! 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟

ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …