اللاجئون بين مطرقة تفجيرات باريس وسندان الإسلاموفوبيا
على خلفية هجمات باريس بدأت المخاوف تدب لدى جزء من الرأي العام الألماني والأوروبي الذي بدأ ينظر بعين الريبة للاجئين المسلمين، لا سيما بعد التعرف على هوية أحد منفذي الهجوم، الذي تبين أنه دخل الاتحاد الأوروبي ضمن اللاجئين.
أخذ البعض يستغل هجمات باريس الدموية للتحريض على اللاجئين والادعاء أن استقبالهم يحمل مخاطر كثيرة على الأمن والسلم الاجتماعي، وهو ما عبر عنه على سبيل المثال رئيس الوزراء السلوفاكي روبرت فيكو الذي قال: “إن هناك مخاطر أمنية هائلة مرتبطة بالهجرة وكلنا أمل في أن يفتح بعض الناس أعينهم الآن”.
المسئول ليس لاجئا
لكن في نفس الوقت هناك أصوات تدافع عن اللاجئين والمسلمين عموما وتدعو لعدم تحميلهم المسئولية بشكل جماعي عن أفعال لا علاقة لهم بها؛ لأن “المسئول عن الهجمات في باريس عنصر مجرم وليس لاجئا أو ساعيا إلى اللجوء.. وعلينا ألا نخلط بين الفئات التي تتوافد على أوروبا”، حسب قول رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر.
مستقبل اللاجئون فى ألمانيا
على الصعيد الألماني لم يكن الوضع مختلفا فقد وجد المعارضون لسياسة الحكومة الخاصة باللجوء تبريرا لحججهم المناوئة لاستقبال اللاجئين، وفي المقابل هناك من يدعو للعقلانية وعدم تحميل آلاف اللاجئين تبعات أفعال فردية ليس لهم علاقة بها.
وتدور هذه المعارك الكلامية في وسائل الإعلام وبالذات في مواقع التواصل الاجتماعي إلى حد أن موقع أحد أكبر المجلات في البلاد “شبيجل” أغلق باب التعليقات على الموضوعات المتعلقة باللاجئين، نظرا للعدد الكبير من التعليقات التي تتضمن “شتائم وإهانات” ما يحول دون القدرة على مراقبتها وتحريرها، كما ذكر الموقع.
فيما حذر موقع قناة إخبارية تلفزيونية شهيرة في ألمانيا “تاغسشاو” زواره على صفحة فيسبوك من أنه سيتم حذف التعليقات التي “تساوي بين المسلمين والإرهابيين”، وهذا من النادر أن تلجأ إليه وسيلة إعلامية ألمانية.
وزير العدل الألماني هايكو ماس غرد على صفحته في تويتر يقول إنه “لا ينبغي لأحد أن يستغل هجمات باريس للتحريض على اللاجئين أو على المسلمين المسالمين في بلادنا”.
هذه التغريدة للوزير الألماني قوبلت بسيل من التعليقات المؤيدة والمعارضة، فقد طالبه أحد المغردين بـ”مراقبة الناس الذين يدخلون إلى البلاد، بدلا من رفع شعارات مناوئة للذين ينتقدون سياسة اللجوء”، فيما تساءل أحدهم قائلا “هل صورة المسلمين بالنسبة لوزير هايكو ماس أهم من أمن مواطنيه؟”. وعلق آخر قائلا “أهذا هو ما يقلق وزير العدل عندنا في هذا الوقت وفي هذه اللحظة؟ شيء مخجل”، فيما عبر آخر عن اعتقاده أنه “وسط هذا الكم الهائل من المهاجرين يتخفى إرهابيون، وهايكو ماس يريد أن نبقى صامتين حيال ذلك”.
ميشائيل روث، عضو البرلمان الألماني عن الحزب الاشتراكي الديمقراطي الألماني والوزير المكلف بالشؤون الأوروبية بوزارة الخارجية الألمانية، غرد على حسابه بتويتر يقول “لسنا بحاجة لا إلى لغة التملق ولا لبت المخاوف، فالحديث بشأن اللاجئين يزداد سوءا. إننا بحاجة إلى لغة التشجيع وليس لأصوات زرع الخوف”.
رئيس وزراء بافاريا
كذلك على خلفية هجمات باريس كتب هورست سيهوفر، رئيس وزراء بافاريا في حسابه على فيسبوك يقول ” بالنسبة لنا هناك شيء واضح وهو أنه يجب أن تكون لدينا صورة واضحة عن من يأتي إلى بلدنا، ومن يقيم فيه ومن يمر عبره. يجب أن نطبق القواعد القانونية التي للأسف تم تعطيل العمل بها منذ أسابيع”.
كما اعتبر زيغمار جابرييل نائب المستشارة الألمانية ورئيس الحزب الاشتراكي الديمقراطي، على حسابه على فيسبوك بأنه يجب ان لا نسمح بأن يصبح القتلة من تنظيم داعش مساعدة لتحريض اليمين الراديكالي. “فاليمين الراديكالي سوف يحاول استغلال ضحايا باريس لدعايته ضد اللاجئين المسلمين”.
وشهدت العاصمة الفرنسية باريس يوم الجمعة الماضي عدة هجمات مسلحة متزامنة أودت بحياة 130 مدينا، إضافة إلى إصابة المئات، فيما أعلن تنظيم “الدولة” مسئوليته عن الحادث، مبررا ذلك بالموقف الفرنسي المعادي للشعوب الإسلامية والتدخلات العدائية في سوريا وغيرها.
إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟
ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …










