‫الرئيسية‬ عرب وعالم هل يقود “متعب” انقلابًا مع واشنطن ضد “عبد الله” ليصبح “الملك الجديد”؟!
عرب وعالم - نوفمبر 22, 2014

هل يقود “متعب” انقلابًا مع واشنطن ضد “عبد الله” ليصبح “الملك الجديد”؟!

يبدو أن الأمير متعب بن عبد الله بن عبد العزيز، وزير الحرس الوطني، سيكون هو ملك السعودية المقبل بعد وفاة الملك الحالي عبد الله، لا “سلمان” ولي العهد المريض، ولا “مقرن” الذي عينه الملك عبد الله وليًا احتياطيًا للعهد لو توفي “سلمان” أيضًا، وأن هناك تنسيق أمريكي مع فرع داخل العائلة السعودية يمسك بزمام الأمور، وقد نشهد انقلابا داخل الأسرة الحاكمة يخالف ما خطط له “عبد الله” لصالح “متعب”.. هذا ما تقوله علي الأقل المصادر الأمريكية. 

فرغم أن الملك عبد الله حسم خلافته بنفس الطريقة السريعة التي سعي بها لشغل فراغ وفاة منصب “ولي العهد” بعد وفاة سلطان ثم نايف وعين الأمير سلمان بن عبد العزيز وليًا للعرش حقنًا لخلافات محتملة علي المناصب داخل الأسرة الحاكمة، كما سعي لحسم مستقبل الحكم لسنوات مقبلة بقراره الأخير تعيين أخيه غير الشقيق “مقرن” وليًا لولي العهد الحالي (ولي عهد احتياطي) حال توفي الملك عبد الله وولي عهده سلمان معًا وكلاهما يعانيان، أظهرت زيارة “متعب” التي بدأت الثلاثاء الماضي سيناريوهات أخري للحكم بالمملكة عقب وفاة الملك الحالي.

فلم تحتف بالزيارة فقط الجهات الأمريكية العليا وتنسق معه الكثير من ملفات القضايا الإقليمية خصوصًا تدريب المعارضة في سوريا لإسقاط “الأسد”، ولم تنشر الصحف الأمريكية- خصوصًا واشنطن بوست- أنه “الملك المقبل” وتتعامل معه على هذا الأساس.

وإنما شاركت مواقع وفضائيات ممولة من السعودية في الحفاوة بالملك المقبل بطريقة تبدو مخططة ومدروسة وتعكس صراعًا حقيقًا داخل الأسرة الحاكمة يعني أن قرارات الملك الأخيرة لحسم الخلافة علي الحكم في المملكة ليست هي القول الفصل، وأن هناك نارًا تحت الرماد وخلافات داخل الأسرة الحاكمة ورفض لقرارات الملك خصوصًا أنه أصدرها بعيدًا عن برلمان العائلة.

فمع أن الملك سمى مجلس البيعة الذي يضم 34 أميرًا من الأسرة الحاكمة كي يدير المملكة (أشبه ببرلمان للعائلة)، فهو قد تعجل تعيين ولي و”ولي ولي” للعهد بقرار منفرد، وتردد رفض 7 من الأسرة الحاكمة لهذا الترشيح، بل وأكد الملك في قراره أنه: (لا يجوز تعديله أو تبديله بأي صورة كانت ومن أي كائن كان)، ما يثير تساؤلات أيضًا حول دور مجلس البيعة طالما أن خلافة الحكم مرتبة لملكين مستقبليين، ولماذا ذكر الملك هذه العبارة؟ وهي يقف وراءها خلاقات داخل مجلس العائلة الحاكمة، يسعي “متعب” وأنصاره حاليًا للتمكين له تدريجيًا بالمخالفة لوصية الملك الحالي؟

سيناريو الانقلاب 

فمنذ وصول الأمير “متعب بن عبد الله بن عبد العزيز” الثلاثاء الماضي في زيارة رسمية إلى الولايات المتحدة، تلبية لدعوة تلقاها من وزير الدفاع الأميركي “تشاك هيغل”، ولقاؤه الأربعاء الرئيس “باراك أوباما”، والحديث لا ينقطع في وسائل الإعلام ومراكز التفكير الأمريكية عن “الملك القادم”.

فبحسب ما ينشر في وسائل الإعلام الأمريكية وبعض الوسائل السعودية القريبة من “متعب” ورئيس الديوان الملكي السعودي خالد التويجري، المؤيد له، يبدو وكأن الأمير متعب أبن الملك عبد الله بن عبد العزيز يقوم بوضع اللمسات الأخيرة على السيناريو الذي سيصل به ملكًا على المملكة العربية السعودية، خلفًا لوالده الذي باتت أحواله في الفترة الأخيرة محاطة بسرية تامة بسبب وضعه الصحي الذي يضعه ومن خلفه المملكة، وجهًا لوجه أمام استحقاق “موت الملك” المتوقع بأي لحظة هو وولي عهده “سلمان”.

وجاءت زيارة متعب إلى أمريكا ولقاؤه الرئيس الأمريكي باراك أوباما، لتأكيد الاعتقاد الذي يصل إلى حد القناعة بأنّ الأمير متعب بن عبد الله بن عبد العزيز سيكون الملك السعودي الجديد، بسبب طريقة تعامل الإعلام السعودي والغربي معها، والتسريبات التي تخرج من القصر الملكي عبر تغريدات “مجتهد” الذي يتردد أنها تصدر من داخل القصر لصحة أخباره وتنبئه بزيارة “متعب” لواشنطن قبل وقوعها بشهر كامل.

فالمغرد السعودي “مجتهد” هو أول من توقع هذه الزيارة، عبر تغريدة له نشرها في أول نوفمبر أعلن فيها اقتراب موعد زيارةٍ للأمير متعب إلى أميركا وذلك في إطار سلسلة من التغريدات يكشف خلالها تحضير الأمير متعب للانقضاض على الحكم بعد وفاة والده وإبعاد أبناء عمومته عن العرش الذي يطمحون اليه، وذلك بمساعدة رئيس الديوان الملكي السعودي خالد التويجري الذي يسعى جاهدًا لإخراج سيناريو سلس يوصل متعب الى العرش. 

“مجتهد” قال في تغريدته إنّ تلك الزيارة ظاهرها رسمي أما باطنها فيحمل تنسيقًا مع الجناح الأمريكي المؤيد لوصوله الى سدة الحكم وذلك في إطار الخطة التي يعدها والتويجري.

ولم تمضِ بضعة أيام حتى نشرت صحيفة “واشنطن تايمز” مقالاً 12 نوفمبر الجاري للكاتب “روب سبحاني” بعنوان “الأمير السعودي الذي قد يصبح ملكًا” The Saudi prince who could be king مرفق بصورة الأمير متعب، تمدح فيه الأمير وتسلط الضوء بشكل لافت ومثير للشك على إنجازات متعب وسيرته الذاتية في تلميع وأضح وفاضح لصورته أمام الرأي العام الأمريكي والعالمي. 

وقد أكد “مجتهد” أن “كاتب المقال “روب سبحاني” (أستاذ جامعي سابق) معروف بشخصيته الارتزاقية”، وقال إن “التويجري اشتراه عن طريق أكاديمي مصري تابع لـ”االعبرية” كان في نفس الجامعة”.

ويتحدث المقال الدعائي، الذي حمل عنوان: “الأمير السعودي الذي قد يصبح ملكًا” عن “متعب بن عبد الله” على أنه الأفضل لخلافة والده، مشيرًا إلى قدرته على التصدي للإرهاب واتخاذ القرارات الحاسمة السريعة وكذلك خبرته وانغماسه في العمل العسكري لفترة طويلة ما أكسبه مهارات عدة.

حيث ذكر مقال واشنطن تايمز أنه في: “عام 2011 أمر الحرس الوطني بالتدخل في البحرين، وبالتالي منع حليف للولايات المتحدة من الانزلاق نحو النفوذ الإيراني، وخلق مزيد من عدم الاستقرار في منطقة الخليج”.

وفي محاولة أخرى لتسويق “متعب” للمجتمع الأمريكي على أنه رجل وسطي غير متشدد قال: في عام 2013 تحدث الأمير “متعب” في مهرجان “الجنادرية” عن الحاجة لمزيد من “العلمنة” في المملكة العربية السعودية وتقليل دور الإسلام السياسي، مشيرًا إلى أن هذه التصريحات “لاقت قبولاً بأغلبية من الرجال السعوديين والنساء الذين لا يريدون للمملكة أن تبقى رهينة لضيق أفق رجال الدين، وأن التفكير في الجهاد ينبغي أن يكون حول إنشاء وبناء وابتكار وليس تدميرًا.

كما أشار الكاتب الأمريكي إلى أن الأمير “متعب بن عبد الله” يرغب في تأسيس مركز – بالتعاون مع وزارة الدفاع الأمريكية – في المملكة العربية السعودية لفريق تدخل سريع يتكون من الحرس الوطني السعودي وشخصيات عسكرية أمريكية للتعامل مع الكوارث الطبيعية في جميع أنحاء العالم مثل الإعصار المدمر الذي ضرب الفلبين العام الماضي.

واختتم “سبحاني” مقالته التي يظهر فيها “متعب بن عبد الله” على أنه الحليف الاستراتيجي الأفضل للولايات المتحدة الأمريكية بدعوة واشنطن إلي اتخاذ خطوتين فورًا للتقارب مع “الأمير متعب”،وهما:

أولاً: ينبغي دعوة الأمير لجلسة مشتركة للكونجرس وتحديد رؤيته لكيفية عمل شراكة أقوى بين الولايات المتحدة والسعودية لمواجهة التحديات العالمية والإقليمية التي تواجه الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية والعالم المتحضر. 

ثانيًا: ينبغي للأكاديمية الوطنية للعلوم تنظيم جولة في الجامعات والشركات الناشئة الأمريكية للأمير متعب لتلبية الاحتياجات بشأن الجيل القادم من المبتكرين الأمريكيين.

وكان واضحًا أن المقال يأتي في الإطار نفسه الذي تحدث فيه “مجتهد” وغيره من المعارضين السعوديين عن تسويق يجري لوصول متعب إلى العرش الملكي، مؤكدةً على ما قد لمح إليه المغردون عن حملة إعلامية ستجري من أجل تلميع صورة متعب.

تركيز الإعلام السعودي على متعب

كان من الملفت أيضًا مواكبة الإعلام السعودي زيارة “متعب” لأمريكا بطريقة مبالغ فيها، حيث ذخرت الصحف والمواقع السعودية بالمقالات والتحليلات التي تحدثت عن الزيارة وأهميتها والإنجاز الذي حققه متعب عبرها.

فموقع قناة العربية أختار عنوان “متعب بن عبدالله.. أوباما: لقاء الكبار” في حديثه عن اللقاء والزيارة، ونشر مقالاً لا يختلف عن مقال صحيفة واشنطن تايمز بشيء من ناحية تلميع صورة الأمير السعودي ووضعه في موقع القائد القادم و”أمل المملكة”، وموقع “إيلاف” سوق الزيارة بعنوان “لقاء قمة يجمع الأمير متعب وأوباما” بما يحمله هذا العنوان من دلالات وغايات ترويجية.

وقد كان لافتًا تناول معظم التقارير المعدة في الإعلام السعودي حول الزيارة للمقال الذي نشر في واشنطن تايمز دون الإشارة لعنوان المقال (الأمير السعودي الذي قد يصبح ملكًا) بأي شكل من الأشكال، لما قد يحمله ذلك من استفزاز لباقي أفراد العائلة الحاكمة من آل سعود، وتوتير للشارع السعودي، الذي بدأ صوت سؤاله عن حال المملكة بعد وفاة الملك عبد الله يرتفع وسط تنافس واضح بين العائلة الحاكمة والورثة على العرش. 

وذكرت صحيفة “واشنطن تايمز” الأمريكية أن زيارة الأمير متعب بن عبد الله لواشنطن “تعد بمثابة لحظة تاريخية بالنسبة للولايات المتحدة للتواصل مع الحاكم القادم المحتمل للسعودية، البلد ذات الأهمية الإستراتيجية الهائلة للولايات المتحدة”.

وأوضحت، الصحيفة، أن الأمير متعب هو نجل الملك عبد الله وقد ولد بالرياض، وأتم تدريبه العسكري في الأكاديمية العسكرية الملكية في ساندهيرست، وتخرج كملازم وارتفع في صفوف الجيش السعودي، وبدأ حياته العسكرية عام1980 وفي نهاية المطاف عين قائدا للحرس الوطني السعودي في نوفمبر 2010، ثم عين لاحقًا وزيرًا للحرس الوطني في مايو 2013، وهو حاليًا عضو بمجلس الوزراء السعودي.

ورأت الصحيفة أن السيرة الذاتية للأمير متعب، توضح أنه صاحب قدرة وتأثير، وهذا ما يخوله لقيادة المملكة العربية السعودية. 

وقالت: إن نفوذ الأمير متعب ليس مرتبطًا فقط بالمناصب التي تقلدها، بل بالإجراءات التي اتخذها خلال السنوات القليلة الماضية والتي ارتكزت على أربعة مبادئ أساسية. 

وأضافت “واشنطن تايمز”: أما القاعدة الأولي فهي تقوم على أهمية الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط الكبير؛ حيث إن متعب يدرك جيدًا أن الاستقرار في دول مثل العراق والبحرين واليمن ومصر يمنع القوى الإقليمية التخريبية من اكتساب نفوذ غير مبرر، مستشهدة بما فعله عام 2011 حينما أمر الحرس الوطني للتدخل في البحرين وبالتالي منع حليف الولايات المتحدة (البحرين تستضيف الأسطول الخامس الأمريكي) من الانزلاق بعيدًا نحو النفوذ الإيراني وخلق المزيد من عدم الاستقرار في الخليج العربي.

وتابعت: لقد أظهر الأمير متعب أيضًا القدرة على التصرف بسرعة وبشكل حاسم ضد الهجمات التخريبية لمجموعة من التنظيمات مثل تنظيم الدولة الإسلامية “داعش”، وهذا هو المبدأ الثاني الذي يتعامل به متعب وهو الحاجة للتوحد ضد التطرف.

وأشارت إلى ما قاله عام 2013 في مهرجان الجناردية؛ حيث أكد على أن السعودية بحاجة إلى ” المزيد من العلمنة”، وقلل من دور الإسلام السياسي، لافتة إلى أن تصريحاته فازت بترحيب أغلب الرجال السعوديين والنساء كذلك، والذين لا يردون أن تبقى السعودية رهينة لضيق الأفق 

وتابعت: أما القاعدة الثالثة فهي تبينه للابتكار التكنولوجي لمواجهة التحديات التي تواجه البشرية- على نفس نسق والده الملك عبد الله- لافتة إلى أنه يتبنى المؤسسات التي من الممكن أن تخلق أفكار جديدة لمحاربة السرطان والتوسع في مجالات الطاقة الشمسية. 

واستطردت: “أما القاعدة الرابعة فهي تبنية للأعمال الخيرية لمساعدة الأسر المتضررة من الهجمات التخريبية”.

وأشارت إلى أن متعب يرحب كثيرًا بالشراكة الأمريكية، مؤكدًا أنه سيكون سعيدًا لإقامة تعاون مع وزارة الدفاع الأمريكية من أجل توفير مكان في المملكة لفريق تدخل سريع من الحرس الوطني السعودي والعسكريين الأمريكيين، للتعامل مع الكوارث والأزمات الطبيعية حول العالم.

واختتمت الصحيفة، بالتأكيد على أهمية إقامة علاقة قوية بين واشنطن وبين الرجل الذي سيستطيع الحفاظ على إرث الملك عبد الله وعمل المزيد من الإصلاحات، وهذا الرجل هو الأمير متعب بن عبد الله، بحسب كاتب المقال الترويجي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟

ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …