‫الرئيسية‬ عرب وعالم آلاف المشردين يشككون في وفاء المانحين بأموال إعمار غزة
عرب وعالم - أكتوبر 12, 2014

آلاف المشردين يشككون في وفاء المانحين بأموال إعمار غزة

ستبقى قضية إعادة إعمار قطاع غزة المحاصر برا وبحرا وجوا، مجرد كلام فض مجالس عندما يقوم الراعي الامريكي للاحتلال الاسرائيلي الذي يمد إسرائيل بما تحتاجه من سلاح وعتاد عسكري يمكنها أن تفي بوعودها في إعادة إعمار غزة وتمنح حماس 118 مليون دولار، لأنها باختصار كما يقول المغرد “the outsider ‏@” اقتصاد امريكا حاليا اقتصاد حرب..يبيع الاسلحة لتدمير البلدان ليعيد اعمارها عن طريق شركات اعادة الاعمار وصندوق النقد الدولي.

بل إن الأكثر غرابة أن واشنطن دعت إسرائيل – دولة الاحتلال – إلى المساهمة بإعادة إعمار غزة، وهو ما ثار سخرية المغرد محمد القطراوي، بقوله:”اسرائيل تتحدث عن اعادة ترميم غزة بعد انتهاء العدوان ..و لكن ما فائدة الاعمار و هى قتلت الأرواح؟ ما هذا الكيان الأعور؟”.

وأكاد أسمع صيحات التكبير وزغاريد النساء الثكلي استبشارا بمشاركة كيري في مؤتمر إعادة إعمار غزة اليوم في مصر، كذا استبشارهم بالمساع الأممية لإدخال مراقبين دوليين لإعمار غزة.

هذه السخرية أخف وطأة مما ذكره nabilfaraj)‏@) عندما نشر صورة لأغلى مربع في العالم قبل سنتين في مدينة دبي وعلق بجوارها:”مخطط لما سيكون عليه حي الشجاعية بعد اعادة الاعمار ان شاء الله..هو دبي احسن منا!”

الأغرب أن دولة مثل مصر بصفتها راعية اتفاق وقف إطلاق النار، وتغلق المعابر بوجه الفلسطينين؛ تسبب حالة من الاحباط لأكثر من عشرين ألف أسرة غزّية تعيش بلا مأوى، يخشون من تكرار سيناريو تأخر الإعمار، ومن ضياع فرصة إعادة الإعمار كما حصل في تجارب مريرة في اعتداءات إسرائيلية سابقة مثل حربي 2009 و2012، تهيمن على أذهان الأسر المشردة.

إهمال الأسر المشردة سيشكل أزمة إنسانية دائمة تشبه أزمة مخيمات اللاجئين الفلسطينيين على الحدود السورية الأردنية والعراقية المستمرة منذ سنوات، وقد نسيها العالم وبقي الناس في العراء”.

وقدر رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمد الله إجمالي تكلفة إعادة إعمار غزة بنحو أربعة مليارات دولار على مدى ثلاث سنوات، وهو نفس تقدير السلطة الفلسطينية حسبما صرحت لاسوشيتد برس، حيث دمرت إسرائيل ما يقدر بـ18 ألف منزل، وألحقت أضرارا جسيمة بالبنية الأساسية في القطاع.

وتشارك في رعاية المؤتمر المقرر له اليوم 12 أكتوبر الجاري، مصر والنرويج بالتعاون مع الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والجامعة العربية، وينتظر أن يفتتح المؤتمر الرئيس عبد الفتاح السيسي، وسيشارك فيه نحو ثلاثين وزير خارجية، وأكثر من خمسين وفدا من دول مختلفة وممثلين لنحو عشرين منظمة إقليمية ودولية.

غير أن رئيس الوزراء الفلسطيني الأسبق إسماعيل هنية ونائب رئيس المكتب السياسي لحماس والذي التقى رئيس الوزراء الحالي رامي الحمد الله في غزة أكد أنه “لا مفاوضات مباشرة مع الاحتلال ولا يمكن القبول بالمقايضة على سلاح المقاومة مقابل اعادة الاعمار في قطاع غزة”.

كما قال د. ابراهيم حمامي في تغريدة له:”ما لم يحققه نتنياهو ومجرمي جيشه في ساحات القتال يحاول عبّاس الحصول عليه، اعادة الاعمار مقابل نزع السلاح هي خلاصة ما يريدونه حرباً أو سلماً”.

ودعم الخبير الاقتصادي عمر شعبان، مدير مؤسسة “بال ثنك” للدراسات الإستراتيجية، في تحليله للمؤتمر الخاص بإعادة الاعمار في 3 أسباب رئيسية تقف حائلا أمام الاعمار أولها؛ إبطاء السلطة الفلسطينية في ملف إعادة الإعمار يهدف إلى إثارة غضب الناس ضد حركة حماس.

اما ثاني المعوقات، كما أوضح شعبان في حديثه للجزيرة نت أن الكثير من الدول الغربية والعربية استبدلت ضعف إراداتها السياسية بشأن الضغط على الحكومة الإسرائيلية لرفع الحصار عن غزة والسماح بإعادة إعمار، بمعالجة ظواهر المشكلة عبر تقديم مساعدات إنسانية أو طبية أو غذائية اولة لسد الفراغ الناجم عن عدم الفعل السياسي.

ورأى أن خلافات القطبين الفلسطينيين الكبيرين (فتح وحماس) ستنعكس بالضرورة على ملف إعادة الإعمار، وتأتي كمعوق “ثالث” لافتا إلى أن قضية إعادة الإعمار في ظل المعطيات الحالية ستسيّس مرة أخرى في ضوء محاولة كل طرف استخدام الإعمار لصالحه.

اعتراف امريكي بالشكوك

حتى أن مسؤولا في وزارة الخارجية الأميركية أبدى شكوكه في وفاء مؤتمر دولي للمانحين تستضيفه غدا العاصمة المصرية القاهرة، بالأموال اللازمة لإعادة إعمار غزة بعد العدوان الإسرائيلي الأخير عليها الذي استمر 51 يوما.

وقال مسؤول أميركي في تصريحات للصحافيين “من الإنصاف أن نقول إن هناك تساؤلات جادة يثيرها المانحون”، مشيرا إلى مخاوف من “العودة إلى هنا وفعل الشيء نفسه من جديد خلال عام أو عامين”.

وبدوره تحدث دبلوماسي غربي -طلب عدم الكشف عن اسمه- عن إرهاق أصاب الجهات المانحة، موضحا أن مشروعات البنية التحتية التي أسهمت في تمويلها هذه الجهات تم تدميرها في الحروب الإسرائيلية ضد القطاع.

واستبعد المسؤول الأميركي أن تفي الدول المانحة بالمبلغ المطلوب المقدر بأربعة مليارات دولار، وأشار المسؤولون إلى أنه من المتوقع أن تقدم دول الخليج معظم أموال المانحين.

السلام مقابل الاعمار

وقال مسؤول أميركي إنه على الرغم من عدم مشاركة إسرائيل في مؤتمر القاهرة، فإن واشنطن تطلب منها “الاستمرار في تسهيل المساعدات الإنسانية لقطاع غزة”.

وفي سياق متصل، قال مسؤول أميركي إن وزير خارجية بلاده جون كيري يعتزم لقاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس في القاهرة سعيا لإثناء القيادة الفلسطينية عن التحركات الدبلوماسية التي تباشرها في الأمم المتحدة، وذلك في اتجاه اتخاذ قرار أممي لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي وفق جدول زمني.

ذكر موقع “صوت إسرائيل”، أنه من المتوقع أن يدعو وزير الخارجية الأمريكي جون كيري لدى حضوره مؤتمر المانحين لقطاع غزة غدا في القاهرة إلى استئناف عملية السلام الإسرائيلية الفلسطينية.

وأوضح مسؤول في الخارجية الأمريكية أن الوزير كيري سيلتقي رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس على هامش أعمال المؤتمر وسيؤكد مجددا التزام الولايات المتحدة بمساعدة الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني على تحقيق النجاح في المفاوضات بينهما يتمثل بحل الدولتين.

وأضاف المسؤول الأمريكي أن واشنطن معنية بكسر دائرة الحرب وبعدها إعادة الاعمار التي تمر بها المنطقة خلال السنوات الست الأخيرة.‏.وبدأت وفود المشاركين في المؤتمر الوصول إلى القاهرة.

حكومة التوافق 

توجه أعضاء حكومة التوافق الفلسطينية الجديدة من الضفة الغربية إلى قطاع غزة لحضور أول جلسة يعقدها مجلس الوزراء هناك برئاسة الحمد الله، وذلك في إطار اجتماع يقصد به الإشارة إلى انتهاء سيطرة حماس المطلقة على القطاع، وإظهار أهلية الحكومة باستلام مقررات وأموال الاعمار.

ومن خلال الاجتماع في غزة للمرة الأولى، يأمل مجلس الوزراء، الذي يرفع تقاريره إلى عباس المدعوم من الغرب، في طمأنة الدول المانحة بشأن قدرتها على قيادة جهود إعادة الإعمار.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟

ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …