فورين أفيرز: مصر بعهد السيسي كفقير يبحث عن صدقات

أفادت مجلة “فورين أفيرز” اﻷمريكية، بأن مصر تصرفت مثل الفقير الذى يبحث عن الصدقات، وأن النظام الحالي دفع تكلفة سياسية ضخمة نتيجة قرار عبدالفتاح السيسي بنقل السيادة على جزيرتي تيران وصنافير للسعودية.

وأكدت المجلة -في تقرير صحفي، تم نشره أول أمس- أن الشعب المصري اعتبر أن التخلي عن الجزيريتن ضعف واعتماد على السعودية، كما أن المساعدات التي قدمتها الرياض للقاهرة عززت الاعتقاد بأن مصر تصرفت مثل الفقير الذي يبحث عن الصدقات، وعلى هذا النحو، الخطوة جاءت بتكلفة سياسية ضخمة.

وأضاف التقرير أنه مما عمق الإحباط، وأدى إلى تفاقم الغضب الشعبي ما انطوت عليه السنوات التي تلت مرحلة مبارك المشئومة، حسب وصفه؛ حيث كان هناك اتهامات ضد الرئيس محمد مرسي بأنه سوف يقدم تنازلات عن أجزاء من سيناء للفلسطينيين، ويتخلى عن قناة السويس لصالح قطر، ويترك للسودان مثلث حلايب وشلاتين، هذه الاتهامات ولدت غضبًا شديدًا، وكانت فعالة جدًا في تقويض شعبية جماعة الإخوان المسلمين.

وأوضحت “فورين أفيرز” أنه في مسألة التخلي عن الجزيرتين، لم يكن هناك أي مشاورات، ناهيك عن الاستفتاء، ما وفر غضبا محليا ونافذة جديدة لمنتقدي نظام السيسي، خاصة على وسائل الإعلام الاجتماعية.

والسؤال المهم لنظام السيسي حاليًا، هو ما مدى عنف الغضب الشعبي؟، والشيء المميز في أحدث موجة من السخط، أنها قدمت ليس فقط فرصة لمعارضي النظام، ولكن أيضا أثارت غضب العديد من حلفائه.

كما أن اتساع نطاق الغضب من نقل السيادة على الجزيرتين يمثل تحديا كبيرا لاستقرار النظام، حيث ستحاول المعارضة الاستفادة من الاستياء الحالي من خلال تعبئة قواعدها، كما أن أنصار النظام على الأرجح، سوف يخففون من دعمهم خوفًا من زيادة خصومهم.

وعن البرلمان تقول المجلة الأمريكية إن الرفض الصريح بتمرير ترسيم الحدود البحرية أمر بعيد الاحتمال، فإن مستوى المقاومة البرلمانية مؤشر مهم على المزاج العام، ورأي النخبة، ودعم النظام، وإذا رفضها المجلس – الذي ينظر إليه غالبًا على أنه ليس أكثر من مجرد ختم مطاطي – سوف تكون نكسة كبيرة للنظام السيسي. وأكد التقرير أنه رغم نقل مصر السيادة على تيران وصنافير للسعودية من الناحية القانونية، إلا أنه لا يعتبر تنازلا كبيرا، لكنها خطوة غير متوقعة أظهرت الانقسامات الكبيرة التي تعصف بالسياسة الداخلية والإقليمية.