“من أسقط الطائرة الروسية في سيناء؟”

“من أسقط الطائرة الروسية في سيناء؟” سؤال يطرح نفسه بقوة في خضم التصريحات والبيانات المتضاربة التي خرجت من الجانبين المصري والروسي أو بيان تنظيم “الدولة الإسلامية” الذي تبنى العملية.
 
فلم تمر ساعات قليلة على الحادث، حتى تم تداول فيديو منسوب لـ”الدولة” يتبنى فيه عملية إسقاط الطائرة الروسية بسيناء، ويظهر في الفيديو، إسقاط طائرة بأحد الصواريخ بعد اختراقها للجو، الأمر الذي استبعدته مصادر روسية؛ حيث قالت هيئة تنظيم الطيران في روسيا، لم يتضح حتى الآن أي سبب لسقوط الطائرة الروسية فوق سيناء، ومن ضمن ذلك تعرضها لـ”عمل خارجي”، وأعلنت هيئة تنظيم الطيران أنه لم يتضح حتى الآن أي سبب لتحطم الطائرة، سواء كان عطلًا فنيًّا أو خطأ بشريًّا أو عملًا خارجيًّا.

من جانبه، قال وزير النقل الروسي ماكسيم سوكولوف: إن الادعاء بأن “إرهابيين” هم سبب تحطم الطائرة الروسية “لا يمكن اعتباره دقيقا”، وصرحت الناطقة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، أن الوزارة تبذل كل ما بوسعها لبدء الخبراء الروس بالعمل في موقع حادث تحطم طائرة الركاب الروسية في سيناء، لافتة إلى أنه من السابق لأوانه الحديث عن أسباب الحادث.
 
وقالت زاخاروفا: “لا بد أن أهم ما يمكن فعله الآن هو تقديم المعلومات، لا سيّما من خلال هياكل الدولة بعد التأكد منها، إننا مسئولون عن كل كلمة نقولها، ذلك فلا نتحدث عن الأسباب، مضيفة: “نفعل كل ما يمكن لجمع المعلومات المطلوبة واللازمة من أجل التحقيق، لذلك فإنَّ الحديث عن الأسباب حاليًّا ليس من اختصاصنا، إنَّنا نفعل ما يجب أن نقوم به”.
 
عدم التوصل لأسباب الحادث ، صاحبة اعتراف حكومة الانقلاب بالفشل في معرفة أسباب حادث تحطم الطائرة، وقال شريف إسماعيل، رئيس حكومة الانقلاب: خلال مؤتمر صحفي، مساء أمس السبت، إنه سيتم الاستعانة بخبراء عالميين ومحليين لدراسة الموضوع بالمنهج العلمي وإيضاح سبب سقوط الطائرة، مشيرا إلى العثور علي الصندوق الأسود الخاص بالطائرة الروسية المنكوبة في وسط سيناء.
 
وأضاف إسماعيل: “حسم سبب سقوط الطائرة يأتي بعد تحليل الصندوق الأسود، ولا توجد شواهد جنائية حتى الآن، ولدينا مجموعة من الصور تعكس الواقع الحقيقي، وفرصة وجود ناجين شبه منعدمة لأنها سقطت من ارتفاع كبير يصل إلى 31 ألف قدم”.
 
عجز سلطة الانقلاب عن التوصل لأسباب الكارثة دفع بروسيا وعدد من الدول الأجنبية للإعلان عن إرسال محققين لمكان الحادث، حيث أعلن مكتب التحقيقات والتحليلات الفرنسي لسلامة الطيران المدني أنه سيوفد اثنين من محققيه و6 مستشارين في شركة إيرباص لتصنيع الطائرات، إلى مصر، الأحد، للمشاركة في التحقيقات الجارية حول حادث سقوط الطائرة الروسية في سيناء، التي راح ضحيتها 244 من ركاب وطاقم الطائرة، على الرغم من إعلان نيابة العامة للانقلاب أنها الجهة الوحيدة التي تتولى التحقيق في حادث تحطم طائرة الركاب الروسية.
 
وذكر بيان النيابة العامة أنه فور تلقي النيابة العامة إخطارًا بسقوط الطائرة تم ندب فريق تحقيق من أعضاء المكتب الفني ونيابة استئناف الإسماعيلية ونيابة شمال سيناء الكلية للانتقال إلى موقع الحادث لإجراء المعاينات اللازمة ومباشرة كافة إجراءات التحقيق وصولاً إلى سبب الحادث، مشيرة إلى أن النيابة العامة وحدها من قامت بكل التحقيقات.