‫الرئيسية‬ أخبار وتقارير الجيش للشرطة بعد 30 يونيو “”إحنا الكبار فى عهد السيسى”
أخبار وتقارير - نوفمبر 12, 2014

الجيش للشرطة بعد 30 يونيو “”إحنا الكبار فى عهد السيسى”

فتحت الأحداث التي شهدها قسم محرم بك بمحافظة الإسكندرية، في ساعة متأخرة من مساء أمس الثلاثاء 11 نوفمبر 2014، بين قوات الجيش والشرطة، ملف العلاقات المتوترة بين المؤسسة العسكرية ووزارة الداخلية في مصر، والذي يصفه البعض بالصراع المكتوم بين الأجهزة الأمنية، رغم مزاعم الأجهزة الرسمية الدائمة أن “الجيش والشرطة إيد واحدة”.
وكانت اشتباكات كلامية قد وقعت، أمس، بين نائب مأمور قسم شرطة محرم بك وأحد ضابط البحرية؛ بسبب خلافات قديمة، قام على إثرها نائب المأمور باحتجاز ضابط البحرية في القسم، ليفاجأ بعدها بدقائق حضور مجموعة كبيرة من ضباط البحرية وأفراد من الشرطة العسكرية وحاصروا القسم من جميع الاتجاهات؛ تحت مزاعم الخوف على زميلهم من تعرضه لأي مخاطر داخل القسم.
وأكد شهود عيان أن القوات البحرية قامت بإغلاق شارع محرم بك أثناء تمركزهم أمام القسم، ووقعت اشتباكات بينهم وبين أفراد الشرطة أسفرت عن إصابة أمين شرطة، إلا أن شريف عبد الحميد، رئيس مباحث الإسكندرية، وعددا من المسؤلين، تدخلوا على الفور وأنهوا الشجار الذي كاد أن يتطور، وتم إخلاء سبيل ضابط البحرية، وعاد جميع أفراد القسم مباشرة إلى عملهم.
صراع النفوذ بين عصري مبارك والسيسي
وبحسب مراقبين، فإن الحادثة السابقة كان من الممكن اعتبارها مشاجرة شخصية بين ضابط شرطة وضابط جيش إلا أن تكرار تلك الحوادث من حين لآخر- وتحديدا منذ قيام ثورة 25 يناير وارتفاع حدة وتيرتها بعد 30 يونيو- يكشف عن حقيقة صراع نفوذ حقيقي بين جهازي الأمن في مصر “الجيش والشرطة”، لكنه يظل حتى الآن صراعا متكوما يتم تحويله في ما يظهر منه لمشاجرات فردية.
ويرى المراقبون أن السر في ذلك هو انكسار شوكة ضباط الشرطة ووزارة الداخلية بشكل عام عقب ثورة يناير، حتى وصل الحال إلى أن ضباط الجيش هم الذين يؤمنون ضباط الشرطة داخل أقسامهم، بعد أن كانت الداخلية وجهاز أمن الدولة صاحبة الكلمة الأولى والأخيرة في عصر المخلوع مبارك، وكان ضباط الشرطة يعتقدون دائما أنهم أعلى من القوات المسلحة، إلا أن الثورة أسقطت تلك الأسطورة، وارتفعت كفة الجيش على الداخلية عقب ثورة يناير.
وبعد أحداث الثلاثين من يونيو وعزل المؤسسة العسكرية بقيادة السيسي للرئيس السابق الدكتور محمد مرسي، وسيطرة القوات المسلحة على مقاليد الأمور، وشعور ضباط الجيش بفرض سيطرتهم ونفوذهم على كل الأجهزة في مصر بما في ذلك الداخلية وضباط الشرطة أنفسهم، أخذت حوادث الاشتباكات بين قوات الشرطة والجيش تعاود في الظهور من جديد، وهو الذي يفسره البعض بانتقام قوات الجيش مما كان يفعله بهم ضبط الشرطة في عهد مبارك.
كما ازدات حدة الصراع بعد بعدما تولى المشير السيسي رئاسة الجمهورية، وأصدر قرارا يقضي بالتعامل مع كافة المؤسسات الدولة على اعتبار أنها مؤسسات عسكرية ممنوع الاقتراب أو المساس منها، ما أعطى الجيش صلاحيات أوسع داخل البلاد.
الجيش يُكِّدر الشرطة في بورسعيد
ويرجح كفة تفسير الانتقام والعداء في كل أحداث الاشتباكات بين الجيش والشرطة ما نشره موقع “المصري اليوم”، القريب من المؤسسة العسكرية بتاريخ 13/ 10/ 2014، وجاء في تفاصيل الخبر وقتها أن مشاجرة جرت فى كمين أمام بوابة تحصيل الرسوم بالكيلو 40 طريق «بورسعيد- الإسماعيلية»، بين ضابط جيش وضابط الشرطة المسئول عن الكمين، بعد تعدي ضابط الشرطة لفظيا على ضابط الجيش وزوجته، فأبلغ الشرطة العسكرية التى تحركت إلى الموقع واقتادت أفراد قوة الكمين إلى أحد معسكرات الجيش لتكديرهم.
وأظهرت الصور التي نشرها الموقع، وحصل عليها بلا شك من أجهزه أمنية معينة، “ضابط مباحث و4 أفراد شرطة وهم يقفون في طابور تكدير أجبرتهم عليه قوات الشرطة العسكرية، وبدا أفراد الشرطة في معكسر للقوات المسلحة وهم يخفضون رءوسهم إلى الأرض بطريقة مهينة.
الشرطة تهتف بسقوط العسكر
وفى مارس الماضى، وقعت مشاجرة كبيرة بين قوات الشرطة فى قسم إمبابة وقوات الجيش المتمركزة أمام القسم لحمايته، وتبادل الطرفان إطلاق الرصاص، وقالت مصادر أمنية “إن السبب كان اعتداء أمين شرطة على مجند بالجيش”، واشتعلت الأحداث لتطلق قوات الجيش قنابل الغاز على قوات الشرطة التى تحصن أفرادها داخل القسم، لنرى واحدًا من أكثر المشاهد طرافة، حين هتف العشرات من رجال الشرطة “يسقط يسقط حكم العسكر”.
وفي القاهرة أيضا حدثت واقعة مماثلة حينما أقدم ضابط شرطة على معاملة ضابط جيش بطريقة اعتبرها الأخير غير لائقة، أثناء استيقافه في كمين أمني. وحاصرت قوات من الجيش قسم شرطة ثاني القاهرة الجديدة، وحطم ضباط من الجيش بعض سيارات الشرطة، وتدخلت قيادات في الجيش في الأزمة وتم احتواؤها.
كما شهدت مدينة بورسعيد أيضا اشتباكات مماثلة في شهر مارس 2013، في أعقاب وفاة مجند جيش؛ بسبب إطلاق قوات من الشرطة الرصاص عليه بطريق الخطأ، أثناء فض تظاهرة شعبية، وتبادلت قوات الجيش والشرطة إطلاق الرصاص.
وبحسب المراقبين فإنه بالرغم من محاولات السلطات إظهار الوحدة دائما بين قوات الجيش والشرطة، خاصة في قمع المعارضين وتيارات الإسلام السياسي، إلا أن تلك الأحداث وغيرها تؤكد أن تغييرا كبيرا سيطرأ على المشهد السياسي والأمني في مصر إذا ما استمرت حدة التوترات بين الجيش والشرطة في مصر بهذه الطريقة.
 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟

ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …