‫الرئيسية‬ عرب وعالم أمريكا تعود لاحتلال العراق مجددًا بقوات إضافية وقواعد عسكرية
عرب وعالم - نوفمبر 9, 2014

أمريكا تعود لاحتلال العراق مجددًا بقوات إضافية وقواعد عسكرية

جاء قرار الرئيس الأمريكي باراك أوباما بإعادة إرسال 1500 جندي إلى العراق تحت ذريعة محاربة الإرهاب، فضلا عن ما تم الكشف عنه من اتفاق “أمريكي عراقي” على إنشاء خمس قواعد عسكرية ثابته للجنود في البلاد، ليثير المخاوف من احتلال ثان.
ووافق البيت الأبيض، الجمعة الماضية، على مضاعفة عدد القوات الأمريكية في العراق ليصل العدد إلى 3100 جندي، غالبيتهم يحملون صفة مستشارين، وممن سبق أن عملوا في العراق خلال الفترة الممتدة بين العام 2003 والعام 2010.
يأتي إرسال الجنود الأمريكيين تزامنا مع ما كشفه أحد المسئولين العسكريين العراقيين لوسائل إعلام عربية، من اتفاق سري بين الولايات المتحدة والسلطات العراقية، على تحديد خمس قواعد عسكرية رئيسة في العراق لتكون مقرا ثابتا للجنود الأمريكيين.
وتشمل القواعد معدات ثقيلة ومتوسطة وأسلحة مختلفة، فضلاً عن معدات الاتصال ووحدات دعم لوجستي مثل كتيبة طبية وأخرى فنية، فضلاً عن مروحيات قتالية وأخرى للنقل من طراز أباتشي وبلاك هوك وشينوك”.
وأوضح المسئول الذي يشغل منصبا رفيعاً في هيئة رئاسة أركان الجيش العراقي -بحسب صحيفة العربي الجديد- أن القواعد الخمس التي تم اختيارها هي الحبانية (30 كيلومتر غرب الفلوجة)، وعين الأسد (90 كيلومتر شمال غرب الرمادي) والاثنتان ضمن محافظة الأنبار، كما تم اختيار قاعدة سبايكر (15 كيلومتر جنوب شرق تكريت)، وقاعدة بلد العسكرية (80 كيلومتر شمال بغداد)، أما القاعدة الخامسة فهي الدبس قرب كركوك، فيما ستكون هناك قوة إضافية للقوات الموجودة أصلا في قاعدة هولير جنوب أربيل عاصمة إقليم كردستان لتدريب ودعم البشمركة الكردية.
هيئة علماء المسلمين من جانبها عبرت عن قلقها الشديد ازاء استمرار الإدارة الأمريكية بإرسال قواتها العسكرية إلى العراق تحت ذريعة محاربة الإرهاب، وسعيها الرامي إلى إقرار واقع حال الاحتلال المتواصل في هذا البلد الجريح.
وأوضحت الهيئة، في بيان لها اليوم، أنه بموافقة الرئيس باراك أوباما على نشر تعزيزات عسكرية أمريكية إضافية قوامها (1500) جندي؛ بناءً على طلب من حكومة العبادي، سيربو عدد القوات الامريكية في أرض العراق على أكثر من ثلاثة آلاف مقاتل، إضافة إلى ما هو موجود أصلا في هذا البلد قبل ذلك.
وأكدت أن هذه الخطوات مع تشكيل التحالف الدولي وتأسيس ما يشبه القواعد العسكرية في شمال العراق والقيام بطلعات جوية، وقصف شبه يومي، للمناطق المدنية بحجة محاربة الإرهاب؛ يعد إعادة انتشار للقوات الأمريكية.
ولفت البيان الانتباه إلى أن هذا يؤكد أن الرئيس أوباما لم يستفد من خطأ سلفه بوش، وأنه يمارس الهروب إلى الأمام، عائداً بالعراق إلى المربع الأول، بهدف تعقيد المشهد في هذا البلد وتقوية حالة الصراع المتواصل على أرضه وفي عموم المنطقة، فضلا عن أن الشعب العراقي عندما يصل إلى قناعة بأن احتلالا أمريكيا جديدا سيفرض عليه، فانه لن يتوانى عن اللجوء إلى خيار المقاومة وبإطار أوسع، مستفيدا من السلاح الذي تركته القوات الحكومية بعد فرارها من مواقعها العسكرية في بدايات الثورة العراقية، ومستعينا بالخبرة التي اكتسبها خلال مقاومته للاحتلال الغاشم خلال السنوات الماضية.
وأضاف البيان “إننا ننصح بتجنب المزيد من التصعيد العسكري في المنطقة ولا سيما العراق، والنظر إلى أصل المشكلة التي تكمن في الاحتلال العسكري والمشروع السياسي الذي وضع الأمريكيون أسسه في هذا البلد، وكان وما يزال مصدر المشكلات والبلايا العظام للعراقيين جميعا، وسببا رئيسا في تمكين إيران من الهيمنة على العراق وإحكام نفوذها فيه”.
ودعت الهيئة من يتحكمون في أمر العراق ومصير شعبه من اللاعبين الدوليين والإقليميين إلى العمل على إيجاد الحلول الجذرية لأصل المشكلة؛ وتوفير الأجواء الصحيحة لعودة الأمن والاستقرار لهذا البلد، ليكون سلما لأهله والمنطقة والعالم.
وقال عدد من الخبراء العراقيين، إن إعادة واشنطن إرسال جنود إلى العراق هو بمثابة احتلال ثان. وأوضح الباحث العراقي حسين كريم أن ضربات قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية الموجهة ضد تنظيم داعش، لم تأت بأي نتيجة إيجابية، مبينًا أن التنظيم ما زال يحرز تقدمًا، ويسيطر على مناطق جديدة، تزامنًا مع تلك الضربات.
 
وقال كريم، في تصريحات لوكالة الأناضول: “كان الشعب يعتقد بأن تلك الضربات ستدمر البنية التحتية للتنظيم، ولكن بعكس ذلك تمامًا، فإني أرى أن هذه الخطوة (إرسال قوات عسكرية) تعد تحضيرًا لاحتلال ثانٍ للعراق”.
من جانبه أعلن عدنان الوندي، شيخ أكراد الفيلي بوسط وجنوب العراق، معارضتهم للقرار، مرجعًا ذلك إلى وجود قوات عسكرية، ووحدات شعبية في البلاد تكفي لقتال داعش.
وأشار الوندي إلى عدم وجود أي ضرورة للقوات الأمريكية المخطط لإرسالها إلى العراق، مضيفًا “بذلك تريد الولايات المتحدة الأمريكية أن تضع قدمها مرة أخرى في العراق، ولكن يجب علينا أن نكون حذرين هذه المرة”.
أمّا الناشط كمال عبد المؤمن فأوضح أن إرسال أمريكا للقوات يثير علامات استفهام عديدة، مشددًا على أن العراق بحاجة إلى دعم جوي ولوجستي أكثر منه إلى دعم بالمستشارين العسكريين.
وأكد عبد المؤمن الحاجة إلى مساعدة بلدان المنطقة من أجل إيقاف تدفق الإرهابيين إلى العراق، داعيًا المجتمع الدولي لإيجاد حل للوضع الإنساني المأساوي في البلد ومشكلة اللاجئين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟

ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …