أسباب الاستقالة الجماعية لـ280 طيارًا من “مصر للطيران”
في خطوة جديدة تضر بسمعة الخطوط الجوية المصرية، أعلن نحو 280 طيارا مصريا من أصل نحو 900 طيار يعملون بشركة مصر للطيران الـ(حكومية) عن توقيعهم على استقالات جماعية تم تقديمها، اليوم الأربعاء، إلى المسئولين؛ اعتراضا منهم على اللائحة المالية الجديدة التي وصفوها بالغير عادلة، بحسب قولهم.
وأصدر مجلس إدارة رابطة “طياري الخطوط الجوية المصرية”، جهة مستقلة برئاسة شريف المنياوي، بيانا، اليوم الأربعاء، جاء فيه: “بناء على الاجتماع بحضور رئيس مجلس إدارة شركة مصر للخطوط الجوية لمصر للطيران الطيار هشام النحاس، أمس الثلاثاء، وحضره 280 طيارا”.
وتابع البيان: “أجمع الحضور برفض اللائحة المالية الجديدة؛ مطالبين بتحسين أحوالهم الأدبية والمادية، وتم تقديم أكثر من 185 استقالة جماعية مسببة، بالإضافة إلى عدد من الطيارين في رحلات خارج البلاد، أكدوا تضامنهم في الاستقالة الجماعية عند عودتهم؛ ليبلغ إجمالي عدد الاستقالات 280 حتى الآن”.
فيما أعلن مجلس إدارة الرابطة أنه في حالة انعقاد دائم بحضور الطيارين لحين تنفيذ المطالب المشروعة؛ مع العلم أن جموع الطيارين هي الفئة الوحيدة بالدولة التي لم تطالب بأي شيء، وتحملت جميع الإضرابات والاعتصامات داخل الشركة؛ لإحساسها بالمسئولية تجاه الوطن.. وحان وقت رد الجميل؛ وفق بيانهم.
وبناء على البيان السابق، تقدم أكثر من 250 طيارا باستقالات جماعية مكتوبة ومسببة، بالإضافة إلى عدد آخر من الطيارين، الذين منعتهم رحلاتهم خارج البلاد من حضور الاجتماع، والذين أكدوا تضامنهم مع زملائهم المستقيلين، واستعدادهم لتقديم استقالاتهم فور عودتهم إلى البلاد.
وفي تصريحات صحفية، أكد شريف المناوي- رئيس رابطة الخطوط الجوية المصرية- أن الاستقالات الجماعية تمت خلال اجتماع الرابطة الطارئ الذي عقد، مساء أمس الثلاثاء، واستمر حتى الساعات الأولى من اليوم الأربعاء لبحث اللائحة المالية الجديدة.
وأوضح المناوي أن اللائحة الجديدة ضد قوانيين العمل، مشيرا إلى أن بها عوارا كبيرا، ومنحازة إلى فئة معينة “تميز فئة الإدارة عن فئة الطيارين”.
نص الاستقالة
وبحسب مصادر صحفية، فإنه جاء في نص الاستقالة المقدمة إلى رئيس شركة مصر للطيران للخطوط الجوية، والتي ضمت أسماء وأكواد العمل لـ280 طيارًا، أن سوء بيئة العمل والأحوال المحيطة بالطيارين، وتدني دخل طياري الشركة الذين باتوا أصحاب أقل دخل بين طياري العالم، أوجبت “تقديم استقالة جماعية مسببة لمحاولة إيجاد فرصة للعمل بأي شركة أخرى تدرك معنى وقيمة الطيار”.
وقال الطيار علي رشدي، عضو مجلس إدارة رابطة الطيارين: إن مسئولي الشركة الذين حضروا اجتماع الرابطة، أمس، رفضوا تعديل لائحة الطيارين بالشركة التي لا تتوافق مع قوانين العمل، وتجحف حقوق الطيارين، وتؤدي إلى التمييز بينهم، مضيفا أن اجتماع الرابطة في حالة انعقاد تام لحين الانتهاء من تلك الأزمة.
الشركة ترد: سنتخذ الإجراءات اللازمة
في المقابل، أصدرت شركة مصر للطيران بيانا رسميا، ظهر اليوم، قالت فيه “بعد اجتماع الطيار هشام النحاس، رئيس مجلس إدارة شركة مصر للخطوط الجوية، وقيادات الشركة مع رابطة الطيارين، مساء أمس، لعرض رد الإدارة على مقترحات تعديل بعض بنود لائحة الطيارين، وفي ضوء تقدم الرابطة بطلبات مالية لم تكن مدرجة على طاولة المفاوضات، تم التصعيد المفاجئ، صباح اليوم، بتقديم رابطة الطيارين بطلب لاستقالة عدد 224 طيارا بمصر للطيرن، “ارتفعت إلى 280″ تؤكد الشركة أنها تقوم حاليا باتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة للنظر في قبول الاستقالات خلال المدة المنصوص عليها بالقانون”.
وأشارت الشركة، في بيانها، إلى أن تشغيل رحلاتها منتظم، ولم يحدث أي تعطيل أو تأخيرات في مواعيد الرحلات، وأن مصر للطيران تعتبر مرفقا عاما حيويا لا يجوز تعطيله وفقا لأحكام القانون.
كما أكدت الشركة ثقتها في ولاء طياري مصر للطيران لشركتهم التي ترفع علم مصر على مدار 83 عاما حول العالم. وتدعو الشركة وسائل الإعلام المختلفة بالحصول على التصريحات من الجهات الرسمية؛ تجنبا للبلبلة والمعلومات الغير دقيقة.
خسائر الطيران تتزايد بعد 3 يوليو
وبحسب مراقبين، فإن قطاع الطيران يعاني خسائر فادحة منذ عدة سنوات، إلا أن وتيرة الخسائر ارتفعت حدتها بعد عزل المؤسسة العسكرية للرئيس مرسي في الثالث من يوليو 2013؛ حيث أوقفت دول أجنبية رحلاتها لمصر، وحذرت رعاياها من السفر إلى القاهرة لعدة أشهر بعد عزل الرئيس مرسي، وارتفعت كذلك حدة الخسائر بعد أحداث “رابعة والنهضة”، والتي تم إلغاء العديد من الرحلات التي كان معدًّا لها مسبقًا إلى القاهرة في العديد من دول العالم.
كما أوضح المراقبون أن عام 2014 كان شاهدًا أيضًا على تكبد شركة “مصر للطيران” خسائر إضافية، وذلك حينما قامت شركات الشحن الجوي بإيقاف “شحن بضائعها” عن طريق “مصر للطيران”، منذ 17 مارس 2014 وحتى نهاية أكتوبر الماضي، وذلك بعد مطالبة الأخيرة بسداد الشركات 180 مليون جنيه؛ للسماح لها بالعمل على شحن البضائع، وهي الأزمة التي استمرت 10 أشهر، تكبدت فيها مصر للطيران خسائر كبيرة.
10 مليارات جنيه خسائر في 4 أعوام
وكانت شركة “مصر للطيران” الحكومية، قد أعلنت- الشهر الماضي- عن تعاقدها مع شركة “سيبر” الأمريكية؛ من أجل إعداد خطة لإعادة هيكلة الشركة المملوكة للدولة التي تكبدت خسائر بنحو 10 مليارات جنيه، منذ عام 2010.
وأوضحت الشركة، في بيان لها، “أنها اضطرت للتعاقد مع شركة “سيبر” العالمية للحلول التقنية لشركات الطيران، وهي مؤسسة استشارية في مجال الطيران مقرها “تكساس”؛ من أجل إعداد خطة لإعادة هيكلة الشركة المملوكة للدولة، التي تكبدت خسائر بمليار دولار، منذ عام 2010.
إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟
ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …