‫الرئيسية‬ اقتصاد تصدير كهرباء مصر بسعر مدعم لأوروبا.. خيانة أم جنون؟
اقتصاد - سبتمبر 10, 2020

تصدير كهرباء مصر بسعر مدعم لأوروبا.. خيانة أم جنون؟

في وقت يتشدد فيه نظام السيسي العسكري في التمسك بإلغاء الدعم عن كافة الخدمات والسلع بمصر بدرجة متوحشة لا تستثني أحدا،  حتى بطالة أو شلل اقتصادي بسبب وباء كورنا أو غيره، رفع السيسي أسعار الكهرباء والمياه في يوليو الماضي، وباتت بالأسعار العالمية للمصريين سواء في المنازل أو المتاجر و المصانع، بحجة عجز الموازنة.. وهو ما تجرع المصريون بسببه مرارة الغلاء ومزيد من الفقر وارتفاع أسعار حميع السلع المرتبطة بالوقود والطاقة بصورة جنونية بالفترة الأخيرة. إلا أنه على عكس مسار التوحش في فرض الضرائب ومضاعفة الرسوم، وإلغاء الدعم عن الكهرباء، قرر السيسي بيع نفس الكهرباء للغرب وأوربا بأسعار مدعمة.. وهو الأمر الذي لا يكاد يصدقه عقل أو منطق، وجاءت تصريحات المدير التنفيذي لصندوق مصر السيادي أيمن سليمان عن مفاوضات لبيع فائض الكهرباء لأوربا وأفريقيا بسعر مدعم.. لتذبح المصريين بدم بارد.

وقال سليمان لوكالة بلومبيرج إن صندوق مصر السيادي يجري حاليا مفاوضات لبيع الكهرباء إلى دول أوربية وإفريقية بسعر 2.4 سنت أمريكي (نحو 40 قرشا مصريا) لكل كيلو وات. وهو سعر يقل عن السعر الذي تتعاممل به الشريحة الاولى في مصر وهي أقل الشرائح استخداما للكهرباء، وهو ما يمثل بخسا مقصودا لأسعار تصدير الكهرباء مقارنة بسعرها الحقيقي في الدول الأوربية نفسها.

بل إن النظام الانقلابي سيصدر الكهرباء لأوروبا وافريقيا بـ 45 قرش الكيلو، فيما يبيع نفس الكيلو بالداخل المصري بـ 145 قرشا الكيلو.

فاتورة أغسطس نار

ويأتي ذلك عقب نحو شهر من إصدار أول فاتورة كهرباء في أغسطس 2020 بالأسعار الجديدة، التي بدأ تطبيقها على المستهلكين بدءا منذ أول يوليو الماضى. وجاءت أسعار شرائح الكهرباء العام المالى الجديد 2020/2021، كالآتي:

1- الشريحة الأولى من صفر إلى 50 كيلو وات (38 قرشا بدلا من 30 قرشا)
2- الشريحة الثانية من 51 إلى 100 كيلو وات (48 قرشا بدلا 40 قرشا)
3- الشريحة الثالثة من صفر حتى 200 كيلو وات (65 قرشا بدلا من 50 قرشًا)
4- الشريحة الرابعة من 201 إلى 350 كيلو وات (96 حط قرش بدلا من 82 قرشًا)
5- الشريحة الخامسة من 351 إلى 650 كيلو وات (118 قرشا بدلا من 100 قرشًا)
6- الشريحة السابعةمن صفر إلى أقل 1000 كيلو وات لا يحصلون على دعم (118قرشًا).
7- من صفر لأكثر من 1000 (145 قرشا).

ارتفاع غير منطقي

وجاءت الزيادة الجديدة على الرغم من الانخفاض الكبير في أسعار الطاقة على مستوى العالم، ومع انخفاض سعر برميل النفط إلى النصف تقريبا مقارنة بسعره المحسوب في الميزانية السنوية لمصر.

وارتفعت فواتير الكهرباء بنسبة 21.3 في المئة هذا العام، وبنسبة 23.1 في المئة العام الماضي.

وبحسب الوزير فأن خطة خفض دعم الكهرباء بدأت في 2015-2016، وكان من المقرر أن تنتهي في يوليو 2019 بتحرير كامل أسعار الكهرباء. وأضاف أنه مع خفض قيمة الجنيه المصري في عام 2016، تم تمديد خطة رفع الدعم لمدة ثلاث سنوات، ومن المقرر الانتهاء منها بحلول 2021-2022.

وأعلن وزير الكهرباء بحكومة الانقلاب أنه بسبب وباء الفيروس التاجي وتداعياته الاقتصادية، قررت الحكومة تمديد الخطة لتحرير أسعار الطاقة الكهربائية بالكامل لمدة ثلاث سنوات إضافية تنتهي في 2024-2025.

وفي الوقت نفسه، قال شاكر إن تكاليف الطاقة ستستمر في الدعم بمعدل ثابت للاستهلاك الصناعي على مدى السنوات الخمس المقبلة، في حين سيتم تخفيض المصانع بمقدار 10 قروش (حوالي 0.01 دولار) لكل كيلو وات/ساعة عن السعر الحالي. مضيفا أنه تم احتساب التكلفة المتزايدة للمستهلكين اليومية، وفقا لسعر صرف 16 جنيها مصريا للدولار الأمريكي، مما يعني أن الأسعار سترتفع على الأرجح إذا تغير سعر الصرف.

ذلك الاتجاه التصاعدي بالأسعار، عده مراقبون واقتصاديون مبالغة في المصاعب الاقتصادية التي يعاني منها غالبية المواطنين نتيجة الإغلاق الناجم عن الوباء، إلى جانب الزيادات في الأسعار منذ انخفاض قيمة الجنيه في عام 2016. وهو ما يعبر عن توحش رأسمالي يقوده عساكر السيسي ضد المصريين، فيما التودد واللطف مع الخارد، سواء أكان ببيع كهرباء المضريين بأسعار مخفضة تنافسية لأوروبا، أو التنازل عن حصة مصر المائية بالنيل، عبر موافقة وتوقيع على اتفاق المبادئ في مارس 2015 أوصل مصر لما تعيشه الآن من أزمات مائية وزراعية.. ويبقى القادم أسوأ مع السيسي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟

ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …