‫الرئيسية‬ اقتصاد “المستريحون الجدد” .. غابت الحكومة فحضر النصابون
اقتصاد - أبريل 17, 2015

“المستريحون الجدد” .. غابت الحكومة فحضر النصابون

منذ أن تم الإعلان عن سقوط أحمد مصطفى إبراهيم، الشهير بـ”المستريح”، والقبض عليه عقب اكتشاف نصبه على المئات من أبناء محافظتي قنا وكفر الشيخ وغيرهما، لم يتوقف الإعلان عن “مستريحين جدد”، يغرون ضحاياهم بعوائد مالية سريعة ومرتفعة في مقابل تحصيل أموال بمبالغ خيالية، دون وجود مشاريع حقيقية أو استثمار فعلي.

ورغم تكرار الأزمة؛ إلا أنها مستمرة بشكل متصاعد، فلا يكاد يسقط “مستريح”، إلا ويتم الإعلان عن غيره، في موقف أكد مراقبون أن سببه عدم اقتناع المواطنين بالفوائد البنكية، وعدم توفر مشاريع موثوقة يقومون باستثمار أموالهم فيها، إضافة إلى الربح الكبير الذي يتم توفيره عبر تلك المشاريع الوهمية .

المستريح الأصلي

وظهر أحمد المستريح على سطح الأحداث في مصر فجأة، لنكتشف أنه تلقى مبالغ مالية كبيرة من المواطنين قدرها هو شخصيا بـ 200 مليون جنيه تقريبا، فيما أشار مودوعون إلى أنها تتجاوز ملياري جنيه، وحددها النائب العام بأنها 54 مليون جنيه، وهو إجمالي المبالغ التي تقدم أصحابها بشكاوى ضد “المستريح”.

وتركز نشاطه في مجالات تجارية مثل “تجارة بطاقات شحن التليفونات المحمولة، والاستثمار العقاري” .

نصاب الغردقة

وفي الغردقة ظهر “مستريح جديد” ألقت مباحث البحر الأحمر القبض عليه في الغردقة، بعد اتهامه بالنصب على عدد من مواطني البحر الأحمر بمبلغ 350 ألف دولار؛ حيث قام 4 مواطنين بتحرير محاضر ضد “محمد. أ. ع” صاحب شركة استشارات مالية، بمنطقة الكوثر بالغردقة يتهمونه بالنصب عليهم فى مبالغ مالية لتوظيفها.

وتبين أنه يدير شركة فى مجال الاستشارات المالية ويقوم بتوظيف الأموال والمضاربة بها فى البورصة، وذلك مع آخر يدعى “ماهر. ح” هرب إلى جورجيا بعد أن خسرت الشركة أموال المواطنين فى البورصة .

تجارة مطروح

تمكن “مستريحون” بمطروح من الاستيلاء على مليون جنيه من المواطنين بغرض توظيفها في أعمال التجارة، وحاولوا الهرب، لكن المودعين كانوا لهم بالمرصاد.

وكان اللواء عناني حسن حمودة، مدير أمن مطروح، كشف عن تلقي مباحث الأموال العامة بالمديرية عدة بلاغات من 9 ضحايا بينهم 5 سيدات تفيد قيام كل من: “نسمة.ع.ع” و”عبد العزيز.ع.أ موظف” و”محمد.ف.م مدرس” بتحصيل مبلغ منهم قدره مليون و170 ألف جنيه وإيهامهم بتوظيف الأموال عن طريق شركة يمتلكونها، وأن الشركة تقوم بتشغيل الأموال في عدة مشروعات مختلفة، وأنهم سوف يقومون بصرف أرباح شهرية.

طالب الجامعة

أما طالب الهندسة “الإسكندراني” فقد نصب على 7 مواطنين وجمع منهم مبالغ مالية، بلغت 30 ألف جنيه بعد إيهامهم بقدرته على استثمار أموالهم في مجال السياحة والاتجار في بعض السلع عبر شبكة الإنترنت.

كَشْف الطالب الجامعي جاء من خلال بلاغ تقدم به مدرس يدعى محمد سعد و6 آخرون، أشاروا إلى قيام مازن عطا “22 عامًا – طالب بكلية الهندسة جامعة الإسكندرية” – بالنصب والاحتيال عليهم والاستيلاء منهم على مبالغ مالية قدرها30 ألف جنيه بعد إيهامهم بقدرته على استثمار أموالهم في مجال السياحة والاتجار في بعض السلع والمنتجات عن طريق التسويق الشبكي، إضافة إلى إمكانية تنظيم رحلات سياحية لهم، إلا أنه قام بالنصب عليهم وتهرب من رد أموالهم .

مهند الإسماعيلية

وأغرى العمل في أحد البنوك، أحد السعاة الذي درس فترقى إلى درجة كاتب – بالحصول على أموال لتشغيلها، وأوهم ضحاياه بأنهم سيحصلون على أراح قيمتها 60% ربحا، والطريف أن مدير الموظف في البنك كان أحد الضحايا.

وقد تجمع عدد كبير من ضحايا “مستريح السويس” أمام منزله في منطقة فيصل، ما دفعه إلى الهروب وترك وظيفته في البنك، بعد أن طالبه مدير البنك برد الأموال لأصحابها، وهرب الموظف للقاهرة، وقام بتسليم نفسه إلى مباحث الأموال العامة، معترفا بالنصب على أبناء محافظته.

“سندس” المنوفية

وفي المنوفية، ظهر مستريح آخر في مجال المستلزمات الطبية، ويمتلك شركة “سندس”، وقام بالنصب على أكثر من 50 ضحية من أصحاب شركات أدوية ومستشارين وضباط شرطة وكثير من المواطنين، نظير نسبة متفق عليها بينهم بمبالغ كبيرة تقدر بالملايين، وتوزع ضحاياه بين المنوفية والغربية والدقهلية.

أسباب الاستمرار

خبراء الاقتصاد، أرجعوا أسباب لجوء المواطنين لتوظيف الأموال في العقبات والمشكلات التي تواجههم، وعدم وجود فرص استثمارية حقيقية، خاصة في ظل الوضع الذي تعيشه مصر بعد ثورة يناير، إضافة إلى ضعف ثقة المودعين والمستثمرين في الأجهزة المصرفية والبنوك، وخسائر البورصة وعدم استقرارها على مدار العقود السابقة .

وأضاف الدكتور عبد المطلب عبد الحميد، أستاذ الاقتصاد بأكاديمية السادات للعلوم الإدارية – في تصريحات صحفية- أن مشاكل ضحايا “المستريحين” من مودعين سوف تبدأ مع الحكومة، بعد أن فجرت الأزمة قضايا توظيف الأموال، والمتمثلة في مطالبتهم بصرف تعويضات، والحصول على مستحقاتهم ومدخراتهم، وأن رد مدخرات الضحايا يحتاج إلى أعوام، حتى يتم بيع أصول وأملاك “المستريحين” غير الصالحة للاستثمار لرد الإيداعات لأصحابها .

ومن جانبه قال الدكتور يوسف محمد، المستشار الاقتصادي بهيئة الاستثمار: “إن هناك اختلافًا كبيرًا بين المستثمرين والمودعين، فهناك من يحب أن يغامر بأمواله ظنا منه أنه سوف ينسحب بها في الوقت المناسب قبل أن تتم عملية النصب، لكن الأرباح الكبيرة التي يحصل عليها في البداية تجعله في ثبات ونوم عميق، لا يصحو منه إلا بعد فوات الأوان وقيام النصاب بسرقة أمواله”.

وأضاف، أن أسباب ذهاب المدخرين لشركات توظيف الأموال يتمثل في: “طمع بعض المستثمرين في تحصيل فوائد كبيرة، وتدني أسعار الفائدة بالمصارف، وتراجع جاذبية وفرص الاستثمار في الذهب والبورصة والعملات، خاصة الدولار”.

أما الخبير الاقتصادي مالك سلطان، فأوضح في تدوينة له على حسابه بموقع “فيس بوك” أن معظم “المستريحين” ليسوا نصابين؛ بل يقومون بالتجارة في مجالات تدر دخلا كبيرا كلما زادت الأموال المستثمرة فيها، فيقوم بإعطاء المستثمرين الذين يجمع منهم الأموال نسبة من هذا الربح، ويحصل على النسبة الباقية، ويضرب مثالا على ذلك بالتجارة في كروت الشحن، التي تحقق عائد 2% شهريا، بإجمالي عائد 24% سنويا، وبافتراض مبلغ تجارة مليون جنيه، يجمع 900 ألف منها من معارفه وأقاربه، ويدفع هو الباقي، فإنه بعد مرور عام يحقق أرباحا نسبتها 24 %، أي 240 ألف جنيه، فلو أعطى 140 ألف لأصحاب الـ900 ألف، فإنه سيحصل على 100 ألف تمثل 100 % من رأس ماله.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟

ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …