‫الرئيسية‬ عرب وعالم الشهيد أحمد ياسين ومصر.. تاريخ من الاعتقال والتوتر
عرب وعالم - مارس 21, 2015

الشهيد أحمد ياسين ومصر.. تاريخ من الاعتقال والتوتر

تأتي الذكرى الـ14 لاستشهاد الشيخ أحمد ياسين، مؤسس حركة المقاومة الإسلامية في فلسطين “حماس”، وسط اضطراب العلاقات بين الحركة والسلطات المصرية، حيث قامت الأخيرة بتصنيفها كمظمة إرهابية بعد حكم قضائي، صدر الشهر الماضي، إضافة إلى حكم آخر يحظر أنشطتها داخل مصر صدر في مارس 2014.

وتعود علاقة الشهيد أحمد ياسين بمصر لعام 1956، وذلك من خلال مشاركته في المظاهرات التي اندلعت في غزة احتجاجا على العدوان الثلاثي الذي استهدف مصر في نفس العام، حيث أظهر الشيخ قدرات خطابية وتنظيمية ملموسة، ونشط مع رفاقه في الدعوة إلى رفض الإشراف الدولي على غزة، مؤكدا ضرورة عودة الإدارة المصرية إلى هذا الإقليم.

اعتقال الشهيد

وتدهورت هذه العلاقة أثناء عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، حيث قامت السلطات المصرية، التي كانت تشرف على غزة في ذلك الحين باعتقال “ياسين”؛ بتهمة الانتماء لجماعة الإخوان المسلمين، وذلك بعد قراره بالبقاء في غزة بعد خروج رجال الحركة من القطاع خوفًا من بطش عبد الناصر.

وقررت المخابرات المصرية اعتقال الشيخ القعيد عام 1965، ضمن حملة الاعتقالات التي شهدتها الساحة المصرية، والتي استهدفت رموز جماعة الإخوان المسلمين، وذلك بعد سطوع نجمه بسبب مواهبه الخطابية، حيث أودعته السلطات المصرية في زنزانة انفرادية لأكثر من شهر، ثم أفرج عنه بعد أن أثبتت التحقيقات عدم وجود علاقة تنظيمية بينه وبين الإخوان.

وتحدث “أحمد ياسين” عن هذه الفترة قائلا: “إنها عمقت في نفسي كراهية الظلم، وأكدت فترة الاعتقال أن شرعية أي سلطة تقوم على العدل وإيمانها بحق الإنسان في الحياة بحرية”.

دعم النضال المصري الفلسطيني

وبعد هزيمة مصر في حرب 1967، التي احتلت فيها إسرائيل كل الأراضي الفلسطينية بما فيها قطاع غزة، استمر أحمد ياسين في إلهاب مشاعر المصلين من فوق منبر مسجد العباسي الذي كان يخطب فيه، محرضا على مقاومة المحتل، وفي الوقت نفسه نشط في جمع التبرعات ومعاونة أسر المقتولين والمعتقلين، ثم عمل بعد ذلك رئيسا للمجمع الإسلامي في غزة.

علاقة مصر بحماس

أما بعد تأسيس الشيخ لحركة حماس في عام 1987، فقد تحولت العلاقة بين الشيخ ومصر إلى علاقات رسمية من خلال الحركة، حيث تدخلت السلطات المصرية لرعاية المباحثات بين حركتي فتح وحماس، فكانت أول رعاية مصرية لهذه المباحثات في ديسمبر 1995، عندما كانت السلطة الفلسطينية على مشارف الانتخابات، والتي انتهت بتعهد حماس بعدم التسبب في تعطيل انتخابات رئاسة سلطة الحكم الذاتي والمجلس التشريعي، ولكنها قررت في الوقت نفسه مقاطعتها.

وعادت العلاقات بين الحركة ومصر للتوتر مرة أخرى بعد استفاضة مصر مؤتمر شرم الشيخ لمكافحة الإرهاب في أبريل 1996، والذي شاركت فيه العديد من القوى الإقليمية والدولية ودعمت الإجراءات القاسية التي اتخذتها السلطة الفلسطينية بحق حماس وعناصرها، بما في ذلك ضرب تنظيمها، ومطاردة خلاياها العسكرية، وإغلاق مؤسساتها، وتشويه صورتها، وذلك بعد انتقام حماس من اغتيال الشهيد يحيى عياش بعدة عمليات هزت أراضي الاحتلال الإسرائيلي.

وعادت حماس للمشهد الفلسطيني مرة أخرى بفضل الانتفاضة الفلسطينية، وذلك بعد تحجيم دورها في السنوات الأربع التالية للمؤتمر، حيث أصبحت الحركة تقود العمل المقاوم، فضلا عن استرجاعها زخمها وشعبيتها، وعدم قدرة السلطة على السير في مسار التسوية أو وقف الانتفاضة دون موافقة حماس.

سيارة الشيخ العالقة

وفي عام 1998، دعت السعودية الشيخ أحمد ياسين لأداء فريضة الحج، وأهدته سيارة مجهزة باستراحة وسرير وكرسي متحرك لتنقلاته، كهديةً له عقب خروجه من سجون إسرائيل، ثم أرسلت السيارة إليه للدخول إلى قطاع غزة، إلا أن السلطات الإسرائيلية التي كانت تسيطر على المعبر الفلسطيني حينذاك رفضت إدخال السيارة، فظلت عالقة على معبر رفح.

وبعد اغتياله، بقيت سيارته داخل معبر رفح البري من الجانب المصري، وحديثا أثناء إعادة الدفعة الأولى من السيارات المصرية المسروقة من غزة تناول مراسلو وكالات الأنباء والفضائيات موضوع سيارة ياسين الموجودة في الجانب المصري.

وقال مسئول فلسطيني: إذا أرادت السلطات المصرية تسليمها لنا فستكون ذكرى للشيخ، وإذا أرادت الاحتفاظ بها كذكرى للشيخ فهذا فخر لنا. على الفور كان قرار السلطات المصرية بإدخال السيارة إلى غزة، وتم التنسيق مع مسئولي الحكومة الفلسطينية، حيث تسلمها نجل الشيخ ياسين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟

ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …