‫الرئيسية‬ أخبار وتقارير لماذا يكثف الموساد الإسرائيلي تجنيد أهالي سيناء ومصر صامتة؟
أخبار وتقارير - مارس 19, 2015

لماذا يكثف الموساد الإسرائيلي تجنيد أهالي سيناء ومصر صامتة؟

قال سكان المناطق الحدودية من سيناء إن جهاز المخابرات الإسرائيلي “الموساد” كثف خلال اليومين الماضيين اتصالاته بالأهالي لحثهم على العمل معه داخل سيناء، وأوضحت مصادر بدوية أن الأهالي يرفضون ما يقوله ضباط الموساد لهم، كما يرفضون المبالغ المالية الكبيرة التي تعرض عليهم للعمل مع الجهاز؛ حيث يقوم أغلب متلقي هذه الاتصالات بإغلاق هواتفهم على الفور وعدم السماح للضابط بإكمال حديثة معهم.

يذكر أن اسرائيل توزع مجانًا أو بأسعار مخفضة شرائح موبيل في سيناء من إنتاج شركة (اورانج) الإسرائيلية، وكشف عملاء سابقين للموساد أنها شرائح للتجسس يتصل من خلالها بها ضباط المخابرات الإسرائيلية بالأهالي عارضين مبالغ مالية ضخمة، أو شحنات مخدرات، مقابل تعاونهم معهم في الإرشاد عن أنشطة “ولاية سيناء” أو التجسس.

وتعمل أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية في سيناء منذ وقت طويل من خلال عملاء لها بالمنطقة، إلا أن عناصر تابعة لها تم الإمساك بهم بواسطة ولاية سيناء اعترفوا خلال التحقيق معهم بإلقائهم شرائح اتصال على أهداف في سيناء، ترصدها الطائرات “بدون طيار” الإسرائيلية ومن ثم تقصف أهدافها.

وقال حساب “سيناء 24” على فيس بوك أن هذا “يأتي هذا دون أي تدخل أو تحقيق من الأجهزة العسكرية، سواء المخابرات العامة او الحربية الموجودة داخل سيناء، وهو ما ترك علامات استفهام كبيرة لدى أهالي المنطقة”.

ورفع الجيش الإسرائيلي حالة الاستنفار العسكري على الحدود مع مصر منذ أربعة أيام لأقصى درجة، بعد رصد معلومات عن تخطيط ولاية سيناء لشن هجوم ضخم على إسرائيل بأسطول من سيارات الصهاريج المفخخة، سواء الخاصة بالوقود أو “فناطيس المياه”، وفق ما أورد موقع “ديبكا” الإسرائيلي، القريب الصلة من المخابرات الإسرائيلية.

وقال مصدر أمني رفيع المستوى بمدن القناة وسيناء: إن الجيش الإسرائيلي أعلن الاستنفار منذ عدة أيام على الحدود مع مصر، ونشر قوات إضافية لمنع تسلل عناصر من تنظيم أنصار بيت المقدس لأراضيه، مضيفًا أنه كثف كذلك من تدريباته العسكرية، باستخدام المدفعية والأسلحة الثقيلة والآلية.

ويوم 11 مارس الماضي ترددت أنباء عن هروب جماعي للمجندين في منطقة “المدفونة” برفح شمال سيناء بعد سماعهم أنباء عن عملية كبيرة لـ”ولاية سيناء” تماثل عملية العريش، وقال شهود عيان إن المنطقة الحدودية مع إسرائيل بين العلامتين الدوليتين 11 و 13 شمال “الشلالفة” خلت من الجنود بشكل كامل، وكانت هناك مدرعة تطلق النار بكثافة، في محاولة من بعض الضباط لترهيب الجنود وإجبارهم على العودة لمواقعهم دون جدوى.

وأكد شهود عيان توجه عدد من الهمرات نحو المنطقة لتعقب الجنود الفارين، مع حركة نشطة للدوريات الإسرائيلية على الحدود في أعقاب هروب المجندين المصريين، وأن الطائرات بدون طيار (الزنانة) الإسرائيلية انتشرت في منطقة الحدود لمحاولة ملء الفراغ الناجم عن هروب المجندين من أماكن خدمتهم بداية من نقطة المدفونة وحتى 4 كيلو مترات جنوبًا، ثم انصرفت بعد عودة الجنود المصريين لمواقعهم على الحدود.

نشاط الموساد في سيناء

وسبق إن قال تقريرًا لشبكة “المونيتور” إن السلطات المصرية تحصل على معلوماتها الأمنية عن الإرهابيين بشبه جزيرة سيناء من الاستخبارات الإسرائيلية “الموساد” ومن مهربي وتجار المخدرات في هذه المنطقة، مشيرًا إلى أن الموساد يعمل بسيناء عبر شبكة من الجواسيس بالمنطقة، ومن خلال شبكات اتصال إسرائيلية للتجسس على الهواتف وأجهزة اللا سلكي.

وقالت في تقرير تحت عنوان: “كيف تتجسس إسرائيل في سيناء”How Israel spies on Sinai الثلاثاء 23 سبتمبر 2014 لمراسلها في سيناء إنه “وفقًا للمعلومات الميدانيّة من الأهالي وبعض العاملين في شبكات التّهريب، الذين فضّلوا عدم الإفصاح عن هويّتهم “لجأ الموسّاد الإسرائيليّ إلى تجنيد خليّات من العاملين في تهريب السجائر والمخدّرات عند الحدود، عن طريق اعتقال بعض العناصر أثناء عمليّات التّهريب وتهديدهم بالعقوبات المرتفعة ومحاكمتهم بتهم تنفيذ عمليّات إرهابيّة داخل إسرائيل في حال لم يوافقوا على العمل على جمع المعلومات المطلوبة، وفي حال موافقتهم يتلقّون مبالغ ماليّة وخدمات طائلة”.

وأوضح أحد المهربين للصحيفة الأمريكية تفاصيل عن الخدمات المغرية التي تقدم لشباب المنطقة وخاصة من يعمل في مجال التهريب على خط الحدود ” أتصل بي ضابط موساد وله أسم حركي أبو سويلم، وطلب مني بعض المعلومات عن العناصر التي تنتمي إلى السلفية الجهادية في كل من قرية المقاطعة و الظهير والمهدية وسادوت والمسورة، مقابل أن يسهل لي عملية تهريب 10 كيلو بودرة كوك خام وبسعر مدعم من داخل إسرائيل إلى سيناء، وأخبرته بالرفض وحاول الاتصال بي أكثر من عشرة مرات وقام بالاتصال ببعض المهربين الذين أعرفهم ومنهم من وافق”.

وأضاف المهرب: “الموساد يدخل إلى كل شخص بإغراءات حسب شخصيته، فهناك من يعرض عليه مبلغ من 1000 إلى 2000 دولار شهريا، والدخول إلى إسرائيل عبر الحدود في أي وقت والجلوس في فنادق فاخرة في تل أبيب مع نساء إسرائيليات ومعظمهن يعملن في الموساد.. أما من يقدم لهم خدمات لوجستيه في عملية اغتيال بعض المطلوبين في تنفيذ عمليات هجومية ضد إسرائيل فقد يحصل على مبالغ مرتفعة تصل إلى 20 ألف دولار”.

خطوط موبايل إسرائيلية مراقبة 

وقال شاب من قرية المقاطعة، الواقعة على مقربة من الحدود الإسرائيلية- جنوب رفح في حديث لـ”المونيتور”: “إحدى المهمّات التي نفّذها أحد أبناء المنطقة، كانت إغراق المنطقة بشرائح الاتّصالات (الموبايل) القادمة من إسرائيل، عن طريق أحد المهرّبين، بعد أن أقنعه بجني الأرباح وحده، وبعد فترة، تمّ اكتشاف أن المهرّب الذي أمدّه بالشرائح، يعمل لدى شبكات الموسّاد الإسرائيلي، وأنّ تلك الشرائح الموزّعة على الأهالي زرعت فيها خلايا إلكترونيّة بقصد التجسّس وجمع المعلومات من المكالمات الهاتفيّة.

وأكّد أنّ كلّ المناطق الحدوديّة تعتمد على شبكات الاتّصالات الإسرائيلية لغياب تغطية الشبكات المصريّة عن مناطقهم، مؤكّدًا أنّ ذلك يعرّض الأمن القوميّ المصريّ للخطر.

ولم تكن هذه الشبكات الإسرائيليّة المنتشرة في المنطقة، مجرّد هواتف مراقبة فحسب، بل تمّ الاتصال – من خلالها – ببعض الشبّان الذين ترى فيهم أجهزة الاستخبارات الإسرائيليّة الكفاءة لتنفيذ بعض المهمّات، عن طريق تحليل الحديث ومدى المعلومات ودقّتها حول تحرّكات الجهاديّين أو حركات تهريب وتجارة الأسلحة المتّجهة إلى غزّة، وتقديم إغراءات لهم من قبل الموسّاد هاتفيّاً، بناء على مكالمات سجّلت لهم عبر هذه الشرائح من الموبيل القادمة من إسرائيل.

وفي هذا الصدد يوضح شاب أنه تلقى مكالمة من ضابط بالموساد حاول إغراءه بعد التجسس علي هذه الشريحة الإسرائيلية التي يحملها في موبيله قائلاً: “كنت أتحدث مع أبن عمومتي من الهاتف المزود بشريحة أورانج الإسرائيلية، وأقول له إن فلان ابن فلان من شلة الذقون كان بيجري وراء مدرعات الجيش بالبكاسيه والعساكر بتشرد (في إشارة إلى أحد عناصر الجماعات الدينية المتطرفة والبكاسيه نوع من أنواع الأسلحة الرشاشة المتوسطة والشرود يعني الهروب في اللهجة المحلية الدارجة بين أهالي سيناء).

ويتابع الشاب: “طلب مني ضابط الموساد – عبر الهاتف – أن أخبره أين يعيش من ذكر أسمه في المكالمة وتحركاته، مقابل الحصول على 4000 دولار فقمت بإغلاق الهاتف في وجهه وكسر الشريحة الإسرائيلية”.

وقال إن “إحدى أهمّ المهمّات التي نفّذت أيضاً عن طريق العناصر التي تمّ تجنيدها في المنطقة الحدوديّة، زرع خلايا إلكترونيّة داخل أسلحة كانت معدّة للتّهريب إلى تنظيم “حماس” في قطاع غزّة، بقصد تتبّع مخازن الأسلحة وضربها لاحقاً، وإنّ بعض تلك العمليّات كشفتها “حماس”، على حدّ تأكيد أحد المطّلعين لـ “المونيتور”.

—–
اقرأ أيضًا:
“المونيتور”: مصر تستمد معلوماتها عن سيناء من الموساد الإسرائيلي
“الزنانة” الإسرائيلية فى سيناء .. تنسيق أمنى أم خرق لسيادة مصر؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟

ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …