نكشف.. كيف نقل الأمريكان للسيسي حواراتهم مع رجال مرسي؟
كشف محمد فهمي- الصحفي بقناة الجزيرة الإنجليزية الذي تنازل عن جنسيته المصرية وأبقى على الكندية للخروج من السجن فيما سمي بـ”قضية الماريوت”- عن أن عصام الحداد، مساعد الرئيس السابق محمد مرسي، أبلغه داخل السجن أنه طلب من الرئيس الأمريكي خلال حكم مرسي، “معلومات ونصائح عن التحكم الديمقراطي في القوات المسلحة”.
ونقل عن الحداد قوله: “وعدني (أوباما) بإرسال ملف من البنتاجون فور وصولي إلى مصر”، وأكد الحداد أن “تلك كانت غلطة منه ندم عليها بعد ذلك”، مشيرا إلى أنه “بعد عودته إلى مصر، كشف لواء في المجلس العسكري الموضوع الذي دار بينه وبين أوباما، حيث قال له اللواء “بقى أنت رايح لحد أمريكا وأوباما علشان تقوله عاوز نصيحة في التحكم في القوات المسلحة… السيسى عرف بالموضوع، يا راجل عيب كده”.
ويكشف علم السيسي بهذه الحوارات السرية التي جرت بين أوباما والحداد، عن نقل الأمريكان- عبر وزير دفاعهم السابق “هاجل” الذي قال السيسي إنه كان على اتصال دائم به قبل انقلاب 3 يوليو- تفاصيل لقاءاتهم السرية مع الإخوان لقادة المجلس العسكري، ما عجل بالانقلاب على الإخوان، الذين كانوا يسعون أيضا مع نواب إسلاميين سلفيين لتقليص حجم ما أسموه “إمبراطورية الجيش الاقتصادية” عبر تشريعات في البرلمان الذي تم حله.
جاءت هذه التصريحات للحداد في حوار أجرته صحيفة “المصري اليوم”، اليوم الأربعاء، مع “فهمي” عقب خروجه من السجن حول حواراته مع جماعة الإخوان داخل السجن.
وأضاف “فهمي”: “وأضاف الحداد في حواره معي أن أوباما كان يريد أن يطبق النموذج التركي في مصر، وهو أن يكون الإخوان هم من يسيطرون على أجواء الأمور في الدولة، وأن يكون هناك حوار مستمر حول ما يسمى الإسلام السياسي الوسطى، وأن ذلك ما أكد عليه أوباما له.
ومعروف أن “الحداد” زار أمريكا في ديسمبر 2012، والتقى الرئيس أوباما وعددا من المسئولين، ونقلت عنه صحيفة واشنطن تايمز حينئذ قوله: إن الحكومة تسعى لاتخاذ جميع الضوابط والتوازنات من أجل الحصول على الديمقراطية المتطورة، وليس خلق صورة نمطية للدولة، على غرار الدولة الدينية المرفوضة من الإخوان”.
كما أن الرئيس السيسي كشف في حوارات أجراها مع قناتي “سي بي سي” و”أون تي في”، في مايو الماضي 2014، كمرشح رئاسي عن أنه كانت هناك اتصالات مكثفة بينه وبين وزير الدفاع الأمريكي هاجل والسفيرة الأمريكية بالقاهرة قبل انقلاب 3 يوليه 2013 بأيام، ما يشير إلي احتمالات أن يكون وزير الدفاع الأمريكي هو من أبلغه بطلب عصام الحداد من الرئيس أوباما.
وقالت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية حينئذ، إن تصريح وزير الدفاع عبد الفتاح السيسي خلال حواراته التلفزيونية، تؤكد أن “الولايات المتحدة سعت لتأجيل استيلاء الجيش على السلطة من الرئيس المنتخب في 3 يوليو الماضي، وأن ذلك “يعد أول تأكيد صريح معلن من السيسي أنه نسق مسألة استيلاء الجيش على الحكم مع مسئولين أمريكيين قبل التنفيذ بأيام، وأنهم كانوا يعلمون”.
وهو ما أشارت له جريدة وول ستريت جورنال، في 7 يونيه 2013، أيضا بتأكيدها أن “الانقلاب العسكري الذي وقع في مصر تم بتنسيق سري بين وزير الدفاع المصري عبد الفتاح السيسي ووزير الدفاع الأمريكي شاك هاجل، وأن هذا التنسيق هو الذي تحكم بمجرى الأحداث في مصر”.
وأضافت أن العسكريَين كانا ينسقان ليس فقط فيما يخص توالي الأحداث في مصر، وإنما أيضا الموقف في الشرق الأوسط عموما، وأن وزير الدفاع الأمريكي “تولى مهمة حث الجيش المصري على استعادة النظام والديمقراطية بطرق ترضي معايير واشنطن”، بحسب تعبير الصحيفة.
وذكرت الجريدة أن “الرسائل الخاصة والمكالمات الهاتفية في الأيام الأخيرة (قبل الانقلاب) بين هاجل والسيسي، تم وضع نقاطها من قبل صانعي السياسات من مختلف أرجاء الإدارة، بما في ذلك البيت الأبيض ووزارة الخارجية الأمريكية، واعتبرت الصحيفة أن “صناع السياسات الأمريكيين يعتبرون السيسي بمثابة “نقطة الارتكاز” في مصر، ما يجعل قناة الاتصال بينه وبين هاجل الأكثر أهمية؛ لأن العلاقة بين الرجلين تعود لأكثر من 30 عاما، حسب مصدر عسكري أمريكي.
وذكرت الجريدة أن علاقة السيسي- رجل المخابرات– بوزير الدفاع الأمريكي أصبحت واعدة في 24 أبريل الماضي 2014، حينما تناولا الغداء لمدة ساعتين في القاهرة، أثناء زيارة هاجل الأخيرة، وبعدها حث وزير الدفاع الأمريكي مساعديه، على العمل مع السيسي بشكل وثيق”، لأنه “مألوف بالنسبة للأمريكيين، ويسهل التعامل معه”.
إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟
ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …