‫الرئيسية‬ أخبار وتقارير فورين بوليسي: كيف خان “السيسي” الثورة وتآمر على مرسي؟
أخبار وتقارير - يناير 24, 2015

فورين بوليسي: كيف خان “السيسي” الثورة وتآمر على مرسي؟

قالت مجلة “فورين بوليسي” الأمريكية أن الثورة المصرية التي أندلعت في ميدان التحرير قبل أربعة أعوام من الآن أيقظت آمالا كبيرة لدى المصريين ولكنها انتهت بالدم والدموع مشيرة إلى ان الانقلاب العسكري ضد الرئيس المنتخب .محمد مرسي كان جريمة ضد الديمقراطية تمت باسم “ثورة” مؤكدة أن تظاهرات 30 يونيو كانت بدعم الجنرال عبد الفتاح السيسي من خلف الكواليس وشارك في تمويلها وإعدادها الفلول والشرطة التي أرادت للشعب أن يعود للحظيرة والممولين لحركة تمرد من كبار رجال أعمال نظام مبارك.

 

 وأوضح ثانسيس كامبانيس الزميل بمؤسسة القرن الأمريكية في تحليله المنشور 23 يناير على الموقع الإلكتروني للمجلة أن الثورة جلبت مرشح الإخوان المسلمين د.محمد مرسي للرئاسة عبر انتخابات ديمقراطية مشيرا إلى لحظة الانقلاب العسكري عليه في يوليو الماضي بزعم خروج ملايين المتظاهرين حيث وصف الكاتب تصريحات المؤسسة العسكرية بانضمام عشرين أو ثلاثين مليون للاحتجاجات بـ”الادعاءات السخيفة” وهي أرقام مستحيلة من الناحية الفيزيائية والعملية.

وتابع كامبانيس أنه تم غسل أدمغة المتظاهرين في 30 يونيو بأن الإخوان المسلمين ليسوا جزءا من مصر موضحا أن الاحتجاجات كانت بتشجيع ودعم الفلول والشرطة حيث قال أحد رجال الشرطة للكتاب في 30 يونيو “بمجرد نفي الإخوان من القصر ستبدأ الشرطة القيام بوظائفها مرة أخرى” مضيفا بابتسامة “يمكننا إعادة الأمن بين عشية وضحاها”.

وأضاف كامبانيس أنه في اليوم التالي 1 يوليو أصدر وزير الدفاع عبد الفتاح السيسي بيان يطالب فيه بالاستجابة لمطالب المحتجين وإلا فإن الجيش سيفرض خارطة طريق ووضع 48 ساعة مهلة للرئيس المنتخب.

وقال الكاتب أن في ذلك التوقيت حتى الآن كان الجنرال الذي ظهر على شاشات التليفزيون بنظارته السوداء تقريبا غير معروف بشكل كامل مضيفا أن السيسي عزز احتجاجات تمرد وراء الكواليس لكي يتمكن من الاستيلاء على السلطة.

وأشار الكاتب إلى تحركات الجيش في 3 يوليو عقب خطاب مرسي الذي تحدث فيه عن شرعيته حيث اقتاد الجيش مرسي إلى دار الحرس الجمهوري وتم القبض على قيادات الإخوان المسلمين وأغلقت القنوات التليفزيونية الداعمة للرئيس المنتخب وألقى “السيسي” بيان خارطة الطريق.

وتابع الكاتب أنه بينما كان يحتفل متظاهري 30 يونيو عقب بيان 3 يوليو كان عدد من شباب الثورة وعدد من منتقدي د.محمد مرسي يدركون أن جريمة ارتكبت ضد الديمقراطية باسم الثورة حيث ندد د. عبد المنعم أبو الفتوح وشباب حزب التيار المصري وغيرهم العودة إلى الحكم العسكري ولكن أصواتهم كانت وحيدة في ظل تطويق الدولة العميقة للبلاد.

وأشار الكاتب إلى السيناريو الذي وضعته وسائل الإعلام فالسيسي هو المنقذ ويجب أن يترشح للرئاسة حيث قامت وسائل الإعلام المصرية وضيوفها بمناشدة السيسي للترشح.

وعلى الجانب الآخر كان أنصار الرئيس المنتخب في اعتصامهم برابعة العدوية والنهضة رفضا للانقلاب العسكري ودفاعا عن الشرعية الديمقراطية والقانونية لأول رئيس مدني منتخب في تاريخ مصر. 

وتابع الكاتب وصف المجازر التي تعرض لها المعتصمون برابعة أكثر من مرة قبيل مجزرة الفض التي أوقعت آلاف القتلي حيث تصاعدت رائحة الدماء في شوارع رابعة العدوية بعد أن قامت وسائل الإعلام والجيش بوصف الإخوان المسلمين بالإرهاب ومعاداة الجيش.

وقال الكاتب “السيسي آثار بفجاجة الخوف والقومية لدى المصريين وطالب بـ تفويض شعبي لمكافحة الإرهاب مشيرا إلى أن هذا اليوم 26 يوليو كان بمثابة اختبار من السيسي لرد فعل المصريين عن سقوط ضحايا حيث اعتدت قوات الجيش على معتصمين برابعة وقتلت من 70 إلى 130 شخص وفي المقابل تم التهليل وإفساح الطريق لإراقة المزيد من الدماء.

وأشار الكاتب إلى بعض الجهود الدبلوماسية من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة التي بذلت لتفادي كارثة ولكن المتشددين في الحكومة المصرية أوقفوا أي مصالحة وبدأوا في وصف اعتصام رابعة العدوية بأنه وكر للأرهابيين يهدف للإطاحة بالدولة.

وتابع الكاتب وصف ماجرى أثناء فض الاعتصام بوحشية وقتل وحرق المعتصمين حيث كان عدد القتلى مذهل وعشوائي شمل الأطفال والنساء وكبار السن مضيفا أن الحكومة لم تكن تريد مجرد إنهاء الاعتصام أو القضاء على النجاح الانتخابي لجماعة الإخوان المسلمين ولكنها أرادت الانتقام من الإخوان وكسرهم.

وروى الكاتب قصة الشاب معاذ الذي كان منتقدا لمرسي ولكنه رفض الحكم العسكري وشارك في إنقاذ المصابين برابعة العدوية مشيرا إلى مشهد رابعة الغارق في الدماء ومسجد الإيمان الذي عج بمئات الجثث ومحاولات “معاذ” اليائسة لإنقاذ رجل مسن ظل ينزف بسيارته حتى الموت حيث كان يبكي “معاذ” أثناء قيادته للسيارة وسط الدماء ومنعه رجال الجيش من العبور لإنقاذ الرجل.

وتابع الكاتب رواية “معاذ” الذي تعرض للضرب والاعتداء من قبل البلطجية في الشارع لدوره في إنقاذ المصابين برابعة واقتحم أمن الدولة لمنزله للقبض عليه أدرك “معاذ” أن وقته في مصر قد انتهى وعليه أن يترك البلاد وبالفعل غادرها إلى تركيا على الرغم من ليس لديه أصدقاء هناك أو وظيفة ولم يكن يجيد اللغة التركية كان يركز فقط على الخروج من البلاد فحسب.

تم استجواب “معاذ” لأكثر من ساعة في المطار ولكنه تمكن من السفر وفي غضون أسابيع انضم إليه العشرات من معارفه ومن شباب الإخوان المسلمين وقد حصل “معاذ” على وظيفة في أحد المواقع الإلكترونية وكان يعمل في الإغاثة الطبية للاجئين السوريين ويقوم بإعداد الماجستير حيث لا يزال يحلم بالعمل كمستشار رئاسي.

وختم معاذ حديثه للكاتب عبر سكايب قائلا “هذه هي حياتنا الآن مضيفا “سوف ننتظر فرصة أخرى”.

رابط المصدر الأصلي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟

ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …