‫الرئيسية‬ أخبار وتقارير انتفاضة باريس.. ماذا يفعل “الطغاة العرب” هنا ؟
أخبار وتقارير - يناير 12, 2015

انتفاضة باريس.. ماذا يفعل “الطغاة العرب” هنا ؟

شهدت “مسيرة باريس”، أمس الأحد، مفارقات غريبة وطريفة وأخرى كوميديا سوداء، منها عرض مصر مساعدتها لفرنسا في حل مشاكلها مع الإرهاب، ما أثار ضحكات وزراء الخارجية الأوروبيين؛ لأن مصر تعاني من فوضى أمنية خصوصا في سيناء، وانتقادات لمشاركة من أسموهم “الطغاة العرب” في مسيرة تساند الحريات، ومشاركة “الإرهابي” نتيناهو الذي قتل آلاف الفلسطينيين في الصفوف الأولى بدعاوى “محاربة الارهاب”.

كما شهدت نشر نشطاء كمًّا كبيرا من الصور الفوتوشوف للسخرية من المسيرة وجمعها للمتناقضات، وشهدت انسحاب وزير الخارجية المغربي احتجاجا على رفع الصور المسيئة للمسلمين لاستفزازهم مع بقاء وزراء الخارجية العرب دون اعتراض، ورفع أعلام إسرائيل، ودعوة يهود فرنسا للهجرة لإسرائيل، فيما رفع متظاهرون شعارات طريفة، منها استغلال متظاهرة فرنسية مصلحتها الشخصية في ظل زحام المتظاهرين، ورفع لافتة أضافت فيها للشعارات المرفوعة معلومة بأنها “عزباء ومنفتحة على كل عرق وتحب الجميع”، مع رقم هاتفها!.

ومن الطرائف أن منظِّمي مسيرة باريس قرروا– وفق البروتوكول- أن يكون الرئيس الفلسطيني عباس ورئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو في الصف الثاني، لكن بعد بدء المسيرة تسلل نتنياهو إلى الصف الأول ثم تبعه عباس، وأظهرت الصور الأول وهو يتسلل للصف الأول ثم الثاني.

ومن الطرائف الأخرى أن السفير بدر عبد العاطي، المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية، قال: إن وزير الخارجية سامح شكري عرض على مجموعة من المسئولين الأوروبيين التقاءهم بقصر الإليزيه، و”استعداد مصر لنقل خبراتها للدول الأوروبية فيما يتعلق بالتصدي للمتطرفين، والتفاعل مع أي مبادرة لمكافحة الإرهاب”، ما أثار سخرية نشطاء على تويتر، وتحدثوا عن النموذج المصري في قتل المتظاهرين والمعارضين، ووضعوا هاشتاج يسمى “#‏فرنسا_تنفذ_كتالوج_السيسي_فى_مكافحة_الإرهاب‬”.

أيضا من المفارقات أن المسيرة استغلها يهود فرنسا في رفع أعلام إسرائيل داخل الميدان، كما استغلها متطرفون فرنسيون في إعادة رفع الصور المسيئة للمسلمين والنبي محمد صلى الله عليه وسلم، بجانب وسائل الاحتجاج الأخرى، مثل أقلام ضخمة مكتوب عليها “ضد الإرهاب”.

بالمقابل لم ينس بعض المسلمين المشاركين رفع شعار (أنا أحمد)، في إشارة لتذكير الفرنسيين بالجندي الفرنسي المسلم “أحمد مرابط” الذي قتل خلال الهجوم، وكذلك العامل المسلم المالي (الحسن بائيل) في المتجر اليهودي الذي أنقذ 15 فرنسيا كانوا داخل المحل وأخفاهم داخل ثلاثة المحل.

وشارك في المسيرة قادة فرنسيون مسلمون، منهم إمام جامع باريس “دليل بوبكر” الذي ظهر كسيحا على كرسي متحرك يتقدم المسيرة.

يقتلون الحريات ويرفعون “أنا شارلي”!

وقد أصدرت منظمة “مراسلون بلا حدود” الدولية، بيانا تعبر فيه عن استيائها من مشاركة عدد من زعماء دول الشرق الأوسط في مسيرة باريس، معتبرة أن هذا الأمر هو بمثابة “إهانة للحريات”، على حد تقديرها.

وقال السكرتير العالم للمنظمة، كريستوف دي لوار، في تصريحات صحفية أدلى بها قبيل انطلاق الفعالية التضامنية: “كيف لمصر والجزائر وتركيا وغيرها من دول منطقة الشرق الأوسط وحتى روسيا أن يشاركوا في مسيرة لدعم حقوق حرية الصحافة والتعبير، ويرفعوا شعار (كلنا شارلي) مساندة للحريات وهم يضطهدون شارلي كل يوم في بلادهم”، وفق تعبيره، وأضاف دي لوار “هذه المشاركة إهانة كبيرة لنا”، كما قال.

وشارك في المسيرة قادة وممثلون عن قرابة 50 دولة، منهم قادة ووزراء عرب تصدروا المسيرة، منهم “رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، وعقيلته الملكة رانيا، ورئيس الوزراء التونسي مهدي جمعة”، بخلاف وزراء خارجية “الإمارات ومصر والمغرب والجزائر”.

وكانت وزارة الخارجية المغربية قد أكدت، في بلاغ، لها مشاركة وزير الخارجية “مزوار” في المسيرة، ولكنها شددت على أنه “لا مزوار ولا أي مسئول مغربي يمكن أن يشارك في هذه المسيرة، في حال رفع رسوم كاريكاتورية مسيئة للرسول”.

القاتل ضد الإرهاب ومع الحريات!

من المفارقات الأخرى اصطفاف القاتل والقتيل في نفس المسيرة، حيث اصطف كل من رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، جنبا إلى جنب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ووقف خلفهم وزراء الخارجية العرب.

ولقيت مشاركة القادة والمسئولين العرب بجوار نتنياهو في ظل رفع شعار “كلنا ضد الإرهاب”، انتقادات لاذعة من قبل شرائح واسعة من الجماهير العربية على مواقع التواصل، نددوا فيها بمشاركة حكومات عربية تقمع الحريات في مسيرة تساند الحريات.

كما انتقد نشطاء وسياسيون- على مواقع التواصل- مشاركة نتنياهو والعرب بجانبه، فقال د. سيف عبد الفتاح، على حسابه على تويتر ساخرا: “نتيناهو يشارك بمسيرة ضد الإرهاب !!!‫#‏نكتة_الموسم‬”، وأضاف: “لا تنزعج من تقدم نتيناهو الصفوف في مسيرة ضد الإرهاب وهو الإرهابي الأكبر، فهناك من يدنس مصر كل ثانية ويقتل أهلها.. ويرفع شعار تحيا مصر”!!.

وقال د. علي القرة داغي، الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، على تويتر ساخرا: “رؤساء دول عربية وأجنبية يجتمعون في باريس لإدانة حادثة ‫#‏شارلي_إبيدو‬ .. في سوريا والعراق يُقتل يوميا أضعاف ضحايا الحادثة.. هذه قيمة دمائهم ودمائنا.. كل دولة بالعالم تُسَعِّر قيمة لمواطنيها وقيمة لدمائهم، فبالغرب سَعَّرُوا دماء مواطنيهم بأغلى الثمن، أما ببعض بلادنا فجعلوها بلا أدنى قيمة”!.

وأضاف: “النتِنياهو في ‫#‏مسيرة_باريس‬ ضد الإرهاب.. يداه القذرتان ما زالتا تقطران بدماء أطفالنا ونسائنا وشيوخنا وشبابنا في فلسطين.. بئس المسيرة!”.

كما انتقد كتاب إسرائيليون مشاركة نتنياهو ومن وصفوهم بأنهم “طغاة عرب” في المسيرة، فالكاتب اليهودي إيلي دايفوتش كتب يقول: “الاحتلال الإسرائيلي أفظع إرهاب، ومن شارك في مسيرة باريس منافقون.. لا يوجد داع لوصف الطغاة العرب الذين شاركوا.”

أيضا الكاتب اليهودي “رون ميفر” كتب يُحقر فرنسا لسماحها بمشاركة نتنياهو في مسيرة باريس، ويذكرها بأنه “أحط إرهابي”، قائلا: “هي شجاعة يفتقدها الكثير من العرب”، فيما قال الكاتب الفلسطيني صالح النعامي: إنه أحصى 30 مقالا ودراسة إسرائيلية “تحث أوروبا على استهداف الجاليات الإسلامية بعد أحداث فرنسا، وتشدد على التعاون مع العرب المعتدلين”.

وقد نشرت صحيفة “هاآرتس” الإسرائيلية كاريكاتير يذكر بمقتل 13 صحفيا خلال العدوان الإسرائيلي على غزة في الصيف الماضى، وكتب فى وسط الصورة: “#أنا شارلى إبيدو، #أنا غزة، ما تسبب في تعرض الصحيفة لموجة واسعة من الانتقادات على صفحات التواصل الاجتماعي في إسرائيل، وصلت إلى حد المطالبة بالتوقف عن شرائها ومحاكمة مالكها عاموس شوكين.

وكانت الصحيفة قد نشرت عدة رسوم كاريكاتيرية للتعبير عن تضامنها مع أسبوعية «شارلى إيبدو» الفرنسية بعد اغتيال أربعة من رساميها، ومن بين هذه الرسوم صورة باللون الأسود كتب عليها أسماء 10 صحفيين قتلوا في الاعتداء على شارلى إيبدو فى باريس، وكتب في الأسفل “نحو 13 صحفيا قتلوا فى الاعتداء على غزة الصيف الماضي”.

مسيرات مضادة

بالمقابل خرجت مسيرات في بعض المدن تذكر بجرائم الغرب، كان أبرزها أمام البيت الأبيض وفي لندن، حيث خرجت مسيرة أمام البيت الأبيض، أمس الأحد، للتنديد بالإرهاب الذي يمارسه أصحاب مسيرة باريس، رافعين ملفات غوانتنامو وتعذيب “السي آي إيه” للمسلمين بعد أحداث 11 سبتمبر من الأبرياء.

فيما قال رئيس الرابطة الكاثوليكية الأمريكية: “إن رسامي شارلي إيبدو بلطجية فاجرون، ومن حق المسلمين الغضب.. وإساءة المجلة للمسيح أيضا أدت لتأييد ضربها ضمنيا

شاهد فيديوهات المسيرة من هنا

اقرأ أيضا

انتقادات واسعة لمشاركة “أكابر الإرهابيين” بمسيرة ضد الإرهاب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟

ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …