‫الرئيسية‬ أخبار وتقارير انتشار الأوبئة ينذر بكارثة صحية مع انشغال الحكومة بالأمن السياسى
أخبار وتقارير - ديسمبر 8, 2014

انتشار الأوبئة ينذر بكارثة صحية مع انشغال الحكومة بالأمن السياسى

وسط انشغال حكومي بملاحقة المعارضين السياسيين والمخالفين لها في الرأي واهتمامها بالأمن السياسي على حساب الأمن الصحي، ارتفعت نسب انتشار الأوبئة والأمراض المعدية إلى معدلات غير مسبوقة في مصر، ما ينذر بكارثة صحية على المستوى القريب، بحسب خبراء ومراقبين.

وأعلنت وزارة الصحة أمس عن 1823 حالة إصابة بمرض الغدة النكافية، و1115 بالجديري المائي، و1356 بالحصبة، و15 بإنفلونزا الطيور خلال العام الحالي.

وذكرت الوزارة في بيان لها أمس أن عدد حالات الإصابة بـ”النكاف” خلال الفترة من سبتمبر الماضي حتى تاريخ 6 ديسمبر الحالي بلغت 1823 حالة على مستوى طلاب المنشآت التعليمية، في حين أن عدد حالات الإصابة بالمرض خلال نفس الفترة من العام الماضي بلغ 3427 حالة، وهو ما يعني أن هناك معدل انخفاض بنسبة 53% تقريبًا.

وأوضح البيان أن “إجمالي الإصابات بالجديري المائي خلال الفترة من سبتمبر حتى 6 ديسمبر بلغت 1115 حالة على مستوى طلاب المنشآت التعليمية”.

ورفعت مديرية الصحة بالمنيا، أمس، حالة الطوارئ عقب الاشتباه في إصابة “خيرية. ر. ع”، 64 عامًا، مقيمة بقرية كفر الصالحين بمركز مغاغة، بمرض إنفلونزا الطيور.

وتسبب الإهمال الطبي والبيطري في انتشار العديد من الأوبئة والأمراض المعدية في مصر بشكل كبير، حيث ارتفعت حالات الوفاة بفيرس “إنفلونزا الطيور” خلال الأشهر الأخيرة إلى 7 حالات وفاة بمناطق متفرقة على مستوى الجمهورية، فيما لا تزال 5 حالات أخرى رهن العلاج، وفي محافظة مطروح، سادت حالة من الرعب والقلق بين أهالي “سيوة” بعدما حصد مرض “الحصبة” أرواح 8 أطفال، وارتفاع حالات الإصابة بالمرض لأكثر من 200 حالة؛ بسبب انعدام الرعاية الصحية وعدم توفير التطعيمات اللازمة للوقاية من المرض.

وكشفت الإحصائيات الرسمية كذلك عن ارتفاع حالات الإصابة بمرض الجديري المائي، خلال العام الجاري، إلى 1115 حالة على مستوى طلاب المنشآت التعليمية، في حين أن الإصابة بالمرض ذاته بلغت العام الماضي 459 حالة فقط ، ما يعني وجود زيادة وانتشار كبير للمرض بين الطلاب.

كما ارتفعت حالات الإصابة بمرض “النكاف” أو “الغدة النكافية” خلال الفترة من سبتمبر حتى 6 من ديسمبر الجاري، إلى 1823 حالة على مستوى طلاب المنشآت التعليمية بمختلف أنحاء الجمهورية.

وبحسب بيطريين، فإن الحيوانات في مصر لم تسلم هي الأخرى بطبيعة الحال من الإهمال الصحي والبيطري، حيث فوجئ الأسبوع الماضي أهالي “الرياينة الحاجر”، التابعة لمركز “ساقلته”، بنفوق نحو 27 ماشية في القرية بشكل مفاجئ، منها “18” رأس ماشية و”9″ رءوس غنم بعد تعرضها لمرض الحمى القلاعية، وسط تكتم شديد من قبل وسائل الإعلام الرسمي والخاص بعودة انتشار المرض في قرى صعيد مصر مرة أخرى.

تجاهل حكومي تام

ويرى خبراء ومراقبون أن الحكومة الحالية مشغولة فقط بملاحقة معارضيها السياسين، وتحسين وتثبيت أركانها بالقوة على حساب الإهمال في العديد من النواحي الخدمية في مصر، ومن أبرز تلك النواحي الإهمال الشديد في القطاع الطبي والصحي.

وبحسب مراقبين، فإن صحة المواطن المصري باتت في أواخر اهتمامات حكومة إبراهيم محلب، حيث يظهر الإهمال الذي باتت الحكومة تتعامل به مع الأمراض المنتشرة والمتصاعدة في مصر.

وأرجع أطباء أسباب انتشار الأوبئة والأمراض في مصر إلى عدة أسباب، من بينها “التلوث الكبير في مياه الشرب، وري عدد من الأفدنة الزراعية بمياه الصرف الصحي، وعدم أخذ الاحتياطات الصحية العالمية في التخلص من النفايات الطبية”، وإهمال المناطق الحدودية والنائية داخل قرى الصعيد، وعدم الاهتمام بحملات التطعيم، والإهمال الكبير في المستشفيات الحكومية، وإدخال العديد من المواد المسرطنة إلى مصر، وغيرها من الأسباب الأخرى”.

وبحسب المراقبين، فإنه بدلا من أن تعترف الحكومة بالمخاطر التي تواجهها صحة وحياة المواطن المصري، تزعم الحكومة دائما بإنها من أكثر الدول اهتماما بمجال الطب الوقائى ومنع انتشار الأمراض والأوبئة التى تشكل تهديدا على الإنسان.

وكان الدكتور خالد فهمى، وزير البيئة، قد زعم- خلال افتتاح المؤتمر الدولى الخامس والإقليمى الرابع لمنع انتشار الأمراض بين المطارات والذى أقيم فى مصر خلال الفترة من 17 إلى 20 نوفمبر الماضي- أن مصر من أكثر الدول اهتماما بمجال الطب الوقائى ومنع انتشار الأمراض والأوبئة التى تشكل تهديدا على الإنسان.

وأكد وزير البيئة أن الوزارة تشارك بإعداد قاعدة بيانات خاصة بإنفلونزا الطيور، من خلال رصد حالات الطيور المهاجرة فى مصر، تشمل كافة المعلومات والإحصاءات، ويتم إرسالها لوزارة الصحة لاتخاذ التدابير اللازمة للوقاية من هذا المرض، بحسب زعمه.

لا رعاية في المناطق النائية

ويرى كثير من الخبراء والمراقبين أن إهمال الحكومات المصرية المتعاقبة للمناطق النائية والمترامية في مصر، كمناطق سيناء وقرى الصعيد النائية، غالبا ما يكون سببا في تعرض تلك المناطق لانتشار الأوبئة والأمراض.

وفى هذا السياق أكد الدكتور حمدى السيد، نقيب الأطباء الأسبق في تصريحات صحفية، أن سبب انتشار المرض هو الإهمال الشديد من وزارة الصحة في حملاتها لتطعيم الأطفال على مستوى محافظات مصر، لافتًا إلى أنه عندما انتظمت حملات تطعيم مرض شلل الأطفال اختفى من مصر تمامًا، وحذر من إهمالها حتى لا يصبح مثل الحصبة التي يدفع ثمن إهمال مواجهتها الأطفال وحدهم.

كما أكد الدكتور رشوان شعبان، أمين مساعد نقابة الأطباء، أن مدينة “سيوة” على سبيل المثال لا يصل إليها الأطباء من الأساس، وهذا الأمر سبب انتشار مرض “الحصبة” هناك بشكل كبير، مطالبًا وزارة الصحة بالنشاط وتشجيع الأطباء على الذهاب إلى هناك، وأيضًا مناطق الكفرة والوادى الجديد لمواجهة الحصبة؛ لأنه بدون تطعيم لن تتم السيطرة على انتشار المرض.

وأضاف أمين مساعد النقابة إلى أن مرض الحصبة يتسبب في مضاعفات في الصدر عند الأطفال، بجانب إصابات في الرئة، وهذه الأمراض قاسية على الأطفال ولا يتحملونها، مشيرًا إلى أن المجهودات لا بد أن تبذل من جديد للحد من انتشار المرض؛ لأن وزارة الصحة أهملت المرض بعد أن مرت سنوات عديدة “مشوفناش فيها المرض” إلى أن رجع مرة أخرى بالإهمال.

اتهامات متبادلة بين الصحة والزراعة

وكان مسئولون بوزراة الصحة الهيئة العامة للخدمات البيطرية التابعة لوزراة الزراعة قد ألقوا بالمسئولية عن ارتفاع عدد بؤر الإصابة بمرض إنفلونزا الطيور إلى المحافظات، لتقصيرها فى التقصى النشط ومعرفة البؤر فور اكتشافها.

في المقابل رفض مسئولين بوزارة الزراعة اتهامات «الصحة» لهم، زاعما أنه تمت السيطرة على جميع بؤر الإصابة التى ظهرت منذ الأول من شهر يناير الماضى وحتى الآن.

وكان تقرير رسمى صادر عن الإدارة المركزية للطب الوقائى، بشأن بؤر الإصابة بمرض أنفلونزا الطيور، قد كشف “ارتفاع مناطق البؤر إلى 211 بؤرة فى 21 محافظة، منها 9 بؤر مزارع و153 تربية منزلية و49 فى الأسواق منذ الأول من يناير وحتى الآن.

وبحسب التقرير، فإنه جارٍ التقصى النشط بجميع المحافظات التى ظهرت بها بؤر إصابة جديدة، خاصة فى محافظات الوجه القبلى.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟

ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …