‫الرئيسية‬ أخبار وتقارير ورقة تحليلية: كورونا خدمت بقاء فيروس الانقلاب لاستنزاف مصر
أخبار وتقارير - يوليو 18, 2020

ورقة تحليلية: كورونا خدمت بقاء فيروس الانقلاب لاستنزاف مصر

السيسي وفيروس كورونا

رجّح موقع “الشارع السياسي” في قراءة حديثة ضمن ورقة تحليلية بعنوان “مستقبل النظام في مصر الفرص والتحديات” أنه رغم هشاشة النظام؛ نتيجة التناقضات الداخلية التي يعاني منها، ونتيجة التحديات التي يواجهها على الصعيد الوطني، وعلى الصعيد الخارجي، خاصة في ملف سد النهضة، إلا أن النظام مرشح للبقاء، على الأقل في المدى المنظور.

وأوضح أن ترجيحاته كانت بسبب عدم جاهزية المجتمع لخوض أية تجربة ثورية جديدة، وبسبب انشغال المعارضة بخلافاتها الداخلية، وبالاستقطاب الذي يحول دون أية محاولة للتقريب بين أطيافها، ونتيجة نجاح النظام في استنزاف المجتمع وقوى المعارضة معًا، ونجاحه في تأميم المجال العام وعسكرته، وهو ما يحول دون ظهور أية قوى جديدة فاعلة وقادرة على كسب ثقة الناس، وعلى مناكفة النظام ومناهضته.

واستدركت الورقة في خلاصتها الختامية أنه احتمال وقوع تغيير؛ يرتهن بتغيير من الداخل، تقوده مجموعة جديدة محسوبة على المؤسسة العسكرية أو الدولة العميقة ضد المجموعة الحاكمة.

3 متغيرات

وقالت الورقة إن 3 متغيرات تؤثر في بقاء الانقلاب على المدى المنظور ومنها؛ متغير متعلق بحالة الغلق والتوقف والعزل التي فرضتها جائحة كورونا، حتى لو ظهرت احتجاجات خلال هذه الفترة، فستظل هامشية مع خوف الناس من المشاركة.

أما المتغير الثاني فيتعلق بالقوى المناهضة وقدرتها على تحريك عجلة التغيير، وأنه يبدو أن المجتمع غير مستعد وغير جاهز للمشاركة في جهود للتغيير في الوقت الراهن؛ خاصة مع تعرضه طوال سنوات منذ 2013 إلى موجات متتالية من سياسات التقشف والإفقار، يوازي ذلك موجات مستمرة من القمع والإرهاب والتخويف الرسمي، يوازيه خطاب إعلامي يخوف من الترديات السلبية للثورة، ويذكر بما يحدث في سوريا والعراق واليمن،

ويشدد على فكرة غياب البديل الجاهز، مع تشكيكه في قدرة المعارضة على تولي زمام السلطة بعد رحيل النظام القائم، مع تشويهه صورة المعارضة وتضخيمه لمشكلات قوى المعارضة.

وكشفت أن مشكلات المعارضة لا تحتاج أي تضخيم لتنفير الناس والمجتمع من قوى المعارضة القائمة- ومع سياسة القمع والإغلاق، يصبح من الصعوبة بمكان احتمالية بروز قوى ثورية جديدة، تكسب ثقة الناس، وتكون أكثر قدرة على مناجزة النظام القائم.

استنزاف المعارضة

وقالت الورقة إن النظام نجح في استنزاف قوة المعارضة بمختلف ألوانها، خاصة في استنزاف القوى الإسلامية، والتي تمثل العمود الفقري لأية عملية تغيير جادة في مصر. وقوى المعارضة المدنية رغم ارتفاع صوتها، إلا أنها عاجزة عن قيادة تغيير سياسي حقيقي في مصر بدون مشاركة الإسلاميين. نضيف إلى ذلك أن الاستقطاب يجهض أية محاولة للتقريب بين قوى المعارضة المصرية، يضاف إلى ذلك انشغال المعارضة بخلافاتها ومشكلاتها الداخلية، وانكباب قادة المعارضة ورموزها على تحقيق مصالحهم الذاتية ومجدهم الشخصي، ولو على حساب قضاياهم النضالية. ولا يبدو أن هذا الوضع مرشح للتغير، على الأقل في المستقبل المنظور.

بنية النظام

وضمن رؤيته لبنية النظام قالت الورقة إن النظام السياسي الحاكم في مصر في اللحظة الراهنة يبدو شديد الهشاشة، وقدرته على مقاومة الانهيار تحت ضغط أي تحدٍّ حقيقي تبدو ضعيفة للغاية.

وأكمل أن عناصر الضعف داخلي؛ حيث زيادة كبيرة وغير مسبوقة في مستويات الفقر والبطالة، وارتفاع كبير في أسعار السلع والخدمات، وتردٍّ واضح في جميع الخدمات التي تقدمها الدولة، وعلى رأسها الخدمات الصحية والتعليمية، وهو تراجع لا يحتاج للتأكيد؛ فقد بات واضحًا للجميع.

ومن مؤشرات الضعف أعتبر التقرير أن هناك عنف شديد تتعامل به الأجهزة الأمنية مع المجتمع، ومع أية محاولات جادة للتعبير عن سخط المجتمع ضد الواقع المتردي الذي يحياه الناس.

وأضاف أن ملامحه أيضا الخطاب إعلامي الذي يحتفي بالإنجازات قليلة الجدوى وغير مؤثرة على احتياجات المجتمع الحقيقية.

وعلى مستوى الضعف الخارجيّ، أشارت الورقة إلى أزمة سد النهضة، وهي أزمة مصيرية متعلقة بمياه النيل شريان الحياة في مصر، ويبدو النظام عاجزًا بشكل تام عن تحقيق أية نجاحات في هذا الملف.

مضيفا إلى ذلك الضعف الصراعات داخل النظام ذاته، والتي تظهر كل فترة، على السلطة والثروة، سلطة غير شرعية تأسست بقوة السلاح، وثروة قائمة على التربح من الوظيفة العامة، وعلى الفساد والتجارة المحرمة. ويبدو أن النظام قادر على الاستمرار رغم كل هذه الصعوبات.

السؤال الذي طرحته الورقة وكانت إجابته السالفة أفرزته الذكرى السابعة لمشهد الثالث من يوليو 2013، حيث لا يزال السؤال الذي تطرحه المعارضة -خاصة الإسلامية- لم يتغير، وهو: هل النظام العسكري الحاكم تحت قيادة الجنرال السيسي لا يزال قادرًا على البقاء؟، أم أنه موشك على الانهيار تحت وطأة الاستبداد والعنف الشديدين والفساد الكبير الذي اتسم به هذا النظام منذ بزوغه؟.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟

ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …