‫الرئيسية‬ أخبار وتقارير هل يفرج “كورونا” عن آلاف الأسرى والمعتقلين في سجون السيسي؟
أخبار وتقارير - مارس 8, 2020

هل يفرج “كورونا” عن آلاف الأسرى والمعتقلين في سجون السيسي؟

السجون المصرية

لا يزال الغموض الكبير يحوم حول انتشار فيروس كورونا المستجد في مصر، وسط مخاوف من انتشار واسع للمرض، في ظل تكتم شديد من سلطات الانقلاب، إلا أن الطامة الكبرى هى وضعية نحو 100 ألف معتقل وسجين تعتقلهم عصابة العسكر، فيما لو تفشّي هذا الداء بينهم وانتقل إليهم بسهولة عن طريق العاملين في إدارة السجن والضباط والجنود.

وبالرغم من إعلان سلطات الانقلاب خلو البلاد من المرض، باستثناء إصابتين إحداهما تماثلت للشفاء، فإن إعلان بعض الدول وصول حالات مصابة عبر أشخاص قادمين من مصر طرح عدة أسئلة عن الطريقة التي تعتمدها وزارة صحة في حكومة الانقلاب في تقييم الحالات وفحصها والإعلان عنها.

غضب قادم

ومع تعمد سلطات الانقلاب تطمين المصريين بخلو البلاد من المرض، يعتقد الكثير أن التطمينات تأتي في محاولة من جنرال إسرائيل السفيه عبد الفتاح السيسي تهدئة المصريين، والخوف من التسبب بانهيار النظام الاقتصادي في البلاد، ما قد يؤدي إلى غضبٍ بين المصريين قد يطيح بالانقلاب العسكري من جذوره.

من جهته يقول الدكتور محمد الصغير، المستشار السابق لوزارة الأوقاف المصرية: “بعد قرار منع العمرة على الجميع تحسبا لعدوى كورونا، هل يُنظر في أمر المعتقلين الذين تكتظ بهم السجون التي تفتقر إلى مقومات الحياة ناهيك عن التهوية ووسائل الوقاية؟”.

مضيفا: “السجون في البلاد العربية عبارة عن مقابر للأحياء وظاهرة موت المعتقلين ألفتها الآذان!.. فهل يأتي الخير من الشر؟”.

ومن بين جميع بلاد الكرة الأرضية مجتمعة، لم تنكر دولة واحدة كوارثها الكبرى وأوبئتها القاتلة مثلما فعلت عصابة الانقلاب بمصر، وسادت حالة من التعتيم الشديد منذ بداية الانقلاب العسكري الغاشم في البلاد، ليشكل منظومة إعلامية مخابراتية تتلقى تعليماتها عبر هاتف سامسونج، ببرامجها التلفزيونية والإذاعية وصحفها الورقية.

أعلنت تلك المنظومة المخابراتية من قبل أن مصر خالية من أي معتقل سياسي، رغم آلاف المعتقلين بغير محاكمات أو عرض على النيابة العامة، وتكتظ بهم السجون بما لا يسمح لنومهم جميعا في وقت واحد.

وأعلنت تلك المنظومة المخابراتية مرارا كما أعلن السفيه السيسي، أنه لا يوجد مطاردات أمنية للمخالفين في الرأي والكتاب المعارضين، بينما حالات الهروب من البلاد لهؤلاء بالمئات، بل تقترب من عدة آلاف.

وأعلنت كذلك عن عدم وجود معتقلين من الصحفيين، وما زالت أسماء لامعة مثل مراسل الجزيرة محمود حسين داخل السجون منذ سنوات بلا جريرة وبلا محاكمة وبلا نيابة، في ظل تعرضه لأسوأ معاملة أدت في إحدى المرات لكسر ذراعه، هو ومن معه من الصحفيين.

علاوة على جريمة الإخفاء القسري للمئات دون محاسبة، فلم يعد يدري أهل المعتقل أحي هو أو ميت، تلك الجريمة التي نبذها العالم، واختفت الشفافية من مصر منذ انقلاب 2013 مع قدوم العسكر للسلطة بالحديد والنار والملاحقة للمصريين، لتعود البلاد بعد أعظم ثورة في تاريخها عشرات السنوات إلى الخلف.

وكأن ثورة لم تقم، وكأن دماء لم تسقط، وكأن رئيسا لم ينتخب أو كأنه لم يقتل في محبسه هو وابنه الذي لم يكف عن المطالبة بتحقيق دولي في مقتله، ليلحق بأبيه بنفس الغموض، وبلا أدنى رد فعل على مستوى المعارضة في الخارج أو في الداخل، وكأن البلاد في حالة موات شعبي، أو تواطؤ واتفاق غير معلن بين العسكر ومن يدعمهم بالداخل والخارج.

نشر الرعب

لقد وصلت مصر لمحطة خطيرة من الفساد الإداري والسياسي والمجتمعي الناجم عن عدم الشفافية في مواجهة الكوارث التي تهب على البلاد تباعا، إن الوضع في مصر لا يمثل خطورة عليها وحدها، وإنما أصبح يمثل خطورة على دول الجوار جميعها، بل ودول العالم، لسرعة انتشار الأوبئة، بعدما لم يعد هناك بلد بمنأى عما يحدث في أبعد الأقطار عنه.

نشر الرعب والتخويف في مصر منذ العام 2013 لا يختلف عن نشر فيروس كورونا، وهو واقع تتشارك فيه الدول العربية -باستثناء قليل- مع انتهاج ذات الوسائل في جمهوريات وممالك وإمارات محكومة من “القائد الإله”، وباستدعاء طفيليات ثقافية وإعلامية، والأخطر دينية، تعتاش على تبرير الخنوع والرضا بـ”العوز والفقر”، من المهد إلى اللحد.

صحيح أن ثمة تفاوتا بين نسب الفقر والعشوائيات في جمهوريات كذبة “التقدمية”، بيد أن من الصحيح أيضا أن الإنسان العربي، بأجيال مختلفة، عاش ويحيا نفس الواقع المرير، الذي حولته أحيانا أعمال التهريج المسرحي إلى تنفيس يؤجل الانفجار.

وبين صورة الديكتاتور السفيه السيسي محليا، ودونيته أمام الغرب تملقا وطلب شرعية وحماية، لا يستوعب الحكام المحتقرون لشعوبهم أن تلك المسطرة جُربت قبلاً في هذا العالم، ولكنها في نهاية المطاف لم تنفع.

مصر اليوم، التي لا يراها جنرال الانقلاب وعصابته العسكرية سوى قصور وسجون ونهب وتوطئة توريثية، وبحاشية طفيلية تصفق له، بدروشة دينية وثقافية، حولها إعلام المخابرات إلى نموذج واقعي، لا افتراضي، لكل معاني الانفجار، الذي هو بالمناسبة ليس استثناءً فقد مرت به شعوب أخرى غير عربية، وبالأخص حين تصير البلاد أضيق من الزنازين ومن أوهام جنرال إرهابي ظن أنه “قائد باختيار إلهي”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

5 يونيو.. وما زال أحمد سعيد يحدثنا في إعلام العسكر

في مثل هذه الأيام منذ 53 عامًا كانت هزيمة نكراء وجهتها تل أبيب خلال 6 أيام لجيوش 3 دول عرب…