‫الرئيسية‬ أخبار وتقارير انتفاضة 20 سبتمبر.. أثبتت أن الربيع العربي لم يغادر مصر وشبابها مُحصّن ضد اليأس
أخبار وتقارير - سبتمبر 29, 2019

انتفاضة 20 سبتمبر.. أثبتت أن الربيع العربي لم يغادر مصر وشبابها مُحصّن ضد اليأس

كان الربيع العربي لحظة مثالية من ناحية التوقيت، التقت فيه التطلعات الشعبية مع عدم وجود تعلُّق دولي بالأنظمة السائدة حينها، ما أدى إلى الإطاحة بعدد من الزعماء العرب في مشهد تاريخي.

وتصطدم تطلعات المصريين- التي عبّروا عنها بنزولهم إلى الشوارع والميادين في القاهرة ومختلف المحافظات يوم 20 سبتمبر الجاري- بواقعٍ من الاصطفافات الدولية التي دعّمت الانقلاب على الرئيس الشهيد محمد مرسي، وهو ما يجعل المشهد الحالي مغايرًا تمامًا عن مشهد ثورة 25 يناير التي أطاحت بالمخلوع حسني مبارك.

كفاية بقى يا سيسي

وفيما كان مبارك الطاعن في السن واحدا من الحكام العرب المشهورين بعلاقاته الأمريكية الصهيونية، إلا أن ذلك الدعم تناقص مع وجود باراك أوباما في البيت الأبيض لمدة ثماني سنوات، شدد فيها على قضايا حقوق الإنسان في مصر.

وفيما وصل هاشتاج “كفاية بقى يا سيسي” إلى المرتبة الثالثة عالميًا في “تويتر”، بعد تصدره قائمة المواضيع الأكثر تداولا في مواقع التواصل المصرية، تدور ظلال من الشك حول الوضع الراهن ومدى قدرة المصريين على تقديم ثورة ثانية، بسبب الدعم الأمريكي الصهيوني الخليجي للسفيه السيسي، وخصوصا علاقته مع الرئيس ترامب، الذي عبر أكثر من مرة عن إعجابه بـ”ديكتاتوره المفضل”.

يقول الكاتب والمحلل السياسي محسن محمد صالح: “البلدان التي لم تنجح فيها الثورات هي بلدان ما زالت غير مستقرة، وتعاني من أزمات سياسية واقتصادية وأمنية واجتماعية مرشحة للتصاعد في مصر واليمن وليبيا وسوريا؛ وأن أنظمتها السياسية لا تستند إلى قاعدة شعبية صلبة؛ وأن المعارضة ما زالت تملك إمكانات تطوير ذاتها وأدائها”.

وتابع: “تراجع قدرة الأنظمة الدولية و”إسرائيل” وحتى القوى الإقليمية على التدخل المباشر، وعلى الدخول في معارك استنزاف طويلة المدى، ذات تكاليف هائلة، وأن المزاج العام الأمريكي والغربي لم يعد راغبا في التدخل العسكري المباشر؛ كما أنه غير قادر على التدخل بجيوشه في مناطق متعددة في وقت واحد، بالإضافة إلى أنه غير راغب في استمرار تدفقات اللاجئين إلى أراضيه، ومن ثم فإن صبر وإصرار قوى التغيير الحضارية المعتدلة على مسيرتها، وقدرتها على التعبئة والتحشيد وتقديم الحلول والرموز، سيعطيها فرصة قوية للصعود من جديد”.

شاهد من أهله

من جهته نشر الكاتب والصحفي البريطاني المعروف، ديفيد هيرست، مقالًا في موقع “ميدل إيست آي” البريطاني، تناول فيه المظاهرات الأخيرة التي شهدتها مصر ضد السفيه عبد الفتاح السيسي.

وكتب هيرست، تحت عنوان “الفصل الأخير من مسرحية السيسي: بعد مرور ستة أعوام تبقى مصر عصية على القهر”، واعتبر هيرست أن “الطاغية المصري أعاد توليد نفس الظروف التي بسببها انطلقت الموجة الأولى من الربيع العربي في عام 2011.”

وأضاف “انتهى تمثيل السيسي لأدواره المختلفة عندما ظهر على خشبة المسرح ممثل آخر من داخل نفس المنظومة، وشهد شاهد من أهله على مدى ثلاثة أسابيع، قام هذا الشاهد من أهله، والذي تحول إلى واشٍ به، بتحطيم صورة السيسي، وذلك عبر سلسلة من التسجيلات المصورة التي يظل يبثها من منفاه الاختياري في إسبانيا، والتي أخذت بالألباب من المصريين وسمرتهم”.

وتابع: “هذا الشاهد من أهله هو محمد علي، الذي أقر بنفسه أنه ليس بطلاً، وإنما مقاول فاسد، وواحد من عشرة مقاولين فقط كان الجيش المصري يستخدمهم في تنفيذ مشاريعه الإنشائية. أكد محمد علي أنه إنما غادر مصر مصطحبا معه عائلته وثروته لأن الجيش لم يعد يسدد له ما يستحق له من أتعاب. بمعنى آخر، لم يكن محمد علي يومًا واحدًا من النشطاء المدافعين عن حقوق الإنسان”.

وأوضح هيرست: “لم يكن محمد علي إسلاميا ولا يساريا ولا أكاديميا. ولم يكن يتحدث عن الشريعة. بل إن ما يستهوي بطل مصر الشعبي ويشغل باله لا يتجاوز السيارات السريعة والتمثيل وإنتاج الأفلام وتطوير المشاريع العقارية”.

ونوه إلى أنه “يكاد محمد علي يكون النسخة المصرية من شخصية “ديل بوي”، البائع المتجول المتذاكي في المسلسل التلفزيوني الكوميدي البريطاني “أونلي فولز أند هرسيز”، مع فارق أن السيارة التي يقودها محمد علي فيراري زرقاء بدلا من العربة الصفراء التي تجري على ثلاثة عجلات ويقودها ديل بوي البريطاني”.

وختم بالقول: “يهيَّأ إليك وأنت تنصت إلى ما يقول أنك تسمع سائق “توك توك” يخاطب زميلا له في المهنة، فهو حينما يتحدث إنما يتحدث بلغة الشارع، ولهذا ينصت الشارع له، وتلك هي المشكلة التي يواجهها السيسي”.

لا أشجع الانقلاب

من جهته يقول رئيس حزب “غد الثورة” أيمن نور: إن مستقبل السيسي حُسم، والوضع الإقليمي بات معقدا لدرجة كبيرة، في ظل انكفاء أنصاره الإقليميين في المرحلة الحالية على مشاكلهم الداخلية، في إشارة إلى الإمارات والسعودية، والوضع الحالي يعوق أن يكونوا داعمين له كما دعموا الانقلاب في مرحلة سابقة.

وأضاف نور: “ربما قرار إنهاء السيسي لم يوقع أو يُفعل بعد، لكنه كله سيحدث في الأيام القريبة القادمة، ولا أظن أن مثل هذا الرجل يمكن أن يكون له مستقبل في بلد يحترم كرامته وحريته”.

واستدرك نور بقوله: “لا أشجع الانقلاب على الانقلاب، ولكن قد يستطيع الجيش التحرك لمعالجة الأزمة بأقل خسائر ممكنة لبداية فترة انتقالية جديدة تنتهي بتسلم رئيس مدني السلطة”.

متابعاً: “نتمنى أن يكون فيها تشاركية سياسية شبيهة بما حصل في السودان؛ من مجلس سيادي يضم العسكريين والمدنيين، حتى يتمخض عنها تحضير بنية تشريعية وقانونية تؤهل لقيام انتخابات محلية وبرلمانية ورئاسية”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

5 يونيو.. وما زال أحمد سعيد يحدثنا في إعلام العسكر

في مثل هذه الأيام منذ 53 عامًا كانت هزيمة نكراء وجهتها تل أبيب خلال 6 أيام لجيوش 3 دول عرب…