‫الرئيسية‬ أخبار وتقارير “الطوارئ” إكسير الحياة لحكم العسكر و”شماعة” لقمع المصريين وانتهاك كرامتهم
أخبار وتقارير - أبريل 29, 2020

“الطوارئ” إكسير الحياة لحكم العسكر و”شماعة” لقمع المصريين وانتهاك كرامتهم

الطوارئ في مصر

حكم العسكر معناه إعلان حالة طوارئ مستمرة من أجل الحفاظ على الكرسي والبقاء فى السلطة؛ لأن الطغاة في كل العصور يدركون تمامًا أن البديل هو الانتخابات والديمقراطية والتصويت وحرية الاختيار والاحتكام إلى الصندوق.

ومع كل هذه الآليات لن يكون للعسكر نصيب؛ لأن شعوب العالم ترفض حكم العسكر وتعارض الأنظمة السلطوية القمعية المستبدة كما هو الوضع بالنسبة للانقلاب العسكري في مصر بقيادة عبد الفتاح السيسي.

السيسي يدرك هذه المعادلة- كما كان يدركها المخلوع حسنى مبارك وكما كان يفهمها جيدا الانقلابي الأول جمال عبد الناصر– ولذلك مصر تعيش حالة طوارئ باستمرار باستثناء “سنة يتيمة” حكم فيها الرئيس الشهيد الدكتور محمد مرسي، أول رئيس مدنى منتخب في تاريخ البلاد.

كان السيسي قد أصدر القرار رقم 168 لسنة 2020 بإعلان حالة الطوارئ في جميع أنحاء البلاد لمدة ثلاثة أشهر اعتبارًا من الساعة الواحدة من صباح اليوم الثلاثاء، الموافق 28 أبريل 2020، وذلك للمرة الثالثة عشرة على التوالي، وبالمخالفة لدستور 2014 الانقلابي، تحت زعم الظروف الأمنية والصحية الخطيرة التي تمر بها البلاد.

ونشر القرار في الجريدة الرسمية، وتنص المادة الثانية منه على أن تتولى القوات المسلحة وهيئة الشرطة اتخاذ ما يلزم لمواجهة أخطار الإرهاب وتمويله، وحفظ الأمن بجميع أنحاء البلاد، وحماية الممتلكات العامة والخاصة، وحفظ أرواح المواطنين.

فى حين تنص المادة الرابعة من القرار، علي أن يعاقب بالسجن كل من يخالف الأوامر الصادرة من السيسي بالتطبيق لأحكام القانون رقم 162 لسنة 1958.

إيد واحدة

المتتبع لتاريخ حكم العسكر فى مصر يدرك أنه طوال سنوات حكمهم المشئوم، كانت الطوارئ والعسكر دائما يدا واحدة ضد الشعب المصري، حيث استخدمت هذه القوانين المنحوسة لإهانة الشعب المصري والانتقاص من كرامته والإساءة إليه في الداخل والخارج، كما استخدمت لانتهاك حقوق الانسان بفتح المعتقلات للمعارضين والإخفاء القسري لأصحاب الرأي، بل والتصفيات الجسدية والمجازر الوحشية التى كان كل من ميداني رابعة العدوية والنهضة شاهدا عليها.

فى التقرير التالى نستعرض تاريخ ومرات فرض الطوارئ فى مصر على يد العسكر وفى الحقبة الملكية، وكانت مصر قد عرفت حالة الطوارئ منذ إعلان الأحكام العرفية عام 1914:

1914:-

أُعلنت الأحكام العرفية للمرة الأولى في مصر من قبل بريطانيا عن طريق حاكمها العسكري خلال الحرب العالمية الأولى، حيث تضمَّن دستور 1923 تنظيم إعلان الاحكام العرفية، وفق المادة 45 من الدستور، والتي نصت على إعلان الملك للأحكام العرفية ومن ثم عرضها على البرلمان ليقرر استمرارها أو إلغاءها.

1939:-

أعلنت الأحكام العرفية عقب نشوب الحرب العالمية الثانية في مصر بمقتضى القانون رقم 15 لسنة 1923، والتي انتهت عقب انتهاء الحرب.

1943:-

أُعلنت الأحكام العرفية للمرة الثالثة بعد دخول الجيش المصري في حرب فلسطين، حيث أعلنت الحكومة انتهاءها عام 1950 عدا محافظة سيناء.

1952:-

أُعلنت الأحكام العرفية في 26 يناير عقب أحداث حريق القاهرة، والتي استمرت مدة الـ4 سنوات، ورفعت في يونيو 1956.

1956:-

بدأت حالة الطوارئ، بالقانون رقم 162 لسنة 1958، واعتبرت الحالة التي بدأت في وقت العدوان الثلاثي والتي استمرت حتى عام 1964.

1976:-

أعلنت حالة الطوارئ واستمرت 13 عامًا حتى تم إلغاؤها في 1980.

1981:-

عاد قانون الطوارئ مرة أخرى وأصبح تجديد حالة الطوارئ سنويًا حتى عام 1988، وأقره مجلس الشعب واستمر حتى 2010، حيث قرر مجلس الشعب في 12 مايو 2010 تجديده لمدة عامين فقط.

2011:-

عقب نجاح ثورة 25 يناير 2011 وتولي المجلس الأعلى للقوات المسلحة شئون البلاد، قرر إعادة الطوارئ مرة أخرى في مارس 2011 بزعم انتشار حالات البلطجة وحمل السلاح من قبل المواطنين في الشوارع واستمرت الطوارئ لمدة 3 أشهر.

10 سبتمبر 2011:-

عاد قانون الطوارئ مرة أخرى بسبب الأحداث التي وقعت أمام السفارة الإسرائيلية، وانتشار الانفلات الأمني، وأُعلن رسميًا إيقاف العمل به يوم 31 مايو 2012.

الطرطور عدلي منصور:-

أعلن الطرطور عدلي منصور إعادة عمل قانون الطوارئ وفرض حالة الطوارئ لمدة شهر، على خلفية مجازر فض اعتصامي “رابعة” و”النهضة” التى ارتكبها العسكر ضد المعتصمين السلميين.

نوفمبر 2014:-

أعلن قائد الانقلاب الدموى عبدالفتاح السيسي حالة الطوارئ في سيناء 3 مرات متتالية لمدة 3 أشهر، بدأت عقب أحداث الشيخ زويد والتي أدت لسقوط 33 جنديًا،

أبريل 2017:-

قال عبد الفتاح السيسي إنه سيتم إعلان حالة الطوارئ بعد استيفاء الإجراءات القانونية والدستورية لمدة 3 أشهر في الدولة المصرية، وزعم أن ذلك يهدف للحفاظ على مصر ومقدراتها وفق تعبيره.

ومنذ ذلك التاريخ يتجدد فرض الطوارئ تحت المزاعم نفسها، تماما كما فعل المخلوع حسنى مبارك طوال ثلاثين عاما، والهدف ليس تأمين الشعب المصرى وحمايته، وإنما من أجل الحفاظ على الكرسي وقمع الأصوات المطالبة بالحرية والديمقراطية وتداول السلطة، فالعسكر لا يريدون شيئا من هذا، وكل ما يهمهم الاستحواذ على السلطة والفساد وتبديد الثروات وقهر المصريين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

بعد عودتها من الخليج.. العمالة المصرية بين نارين: كورونا والسيسي

تواجه العمالة المصرية العائدة من الخليج، بعد تسريحها، جحيم قائد الانقلاب الدموي عبد الفتاح…