‫الرئيسية‬ أخبار وتقارير “الأعلى للجامعات” يقرر إلغاء الامتحانات.. ويتجاهل كوارث “التعليم عن بعد”
أخبار وتقارير - أبريل 18, 2020

“الأعلى للجامعات” يقرر إلغاء الامتحانات.. ويتجاهل كوارث “التعليم عن بعد”

جامعة القاهرة

مع انتشار وباء كورونا وتزايد معدل الإصابات والوفيات بسبب الفيروس، اضطر المجلس الأعلى للجامعات لاتخاذ قرار بإلغاء امتحانات سنوات النقل بجميع الكليات الجامعية واستبدال بأبحاث بها.

يأتي هذا القرار على نفس طريق قرار وزارة التربية والتعليم بحكومة الانقلاب بإلغاء امتحانات سنوات النقل واستبدال أبحاث بها لكل السنوات الدراسية باستثناء الشهادات إلا أن الأعلى للجامعات تجاهل تمامًا كوارث نظام التعليم عن بعد وشكاوى الطلاب منه وتأكيدهم أنه نظام فاشل.

كان عدد من طلاب الجامعات قد دشنوا عبر موقع التواصل الاجتماعي “تويتر” هاشتاج بعنوان “الغوا التيرم حياتنا في خطر”، جاء ضمن قائمة التريندات الأكثر تداولاً في مصر.

وأكد الطلاب أن حياتهم أهم من الامتحانات، والدراسة في الفصل الدراسي الثاني، فيما رأى آخرون أنهم لم يدرسوا سوى شهر واحد في الفصل الدراسي الثاني، متسائلين كيف يتم امتحانهم فيه؟

نظام فاشل

كما دشن طلاب جامعيون هاشتاج “التعليم عن بعد فاشل”، والذي لقي تفاعلا كبيرا على مواقع التواصل الاجتماعي حتى تصدر التريند، وطالبوا من خلاله وقف عملية التعليم عن بعد، والاكتفاء بما تم دراسته، وتقديم مشروع بحثي بدلاً من الامتحانات، كما حدث مع التعليم قبل الجامعي.

في سياق متصل أصدر طلاب عدد من الجامعات بيانات منفصلة، يؤكدون فيها “فشل” التعليم عن بعد، في ظل تعليق الدراسة بالجامعات، مطالبين بإلغاء الامتحانات، أو تأجيلها لحين الانتهاء من أزمة فيروس كورونا.

وجاء في بيان تحت عنوان طلاب جامعات مصر: “نود أن نوصل لكم صوت كافة طلاب الجامعات لقول رأيهم غير المسموع من إدارة الجامعات أو أن إدارة الجامعات لم توصل اعتراض طلابها ويآسهم الشديد من نظام الأونلاين”.

وتمثلت أبرز شكاوى الطلاب من التعليم عن بعد، في الإنترنت الذي ينقطع بشكل يومي في بعض المناطق، إلى جانب ضعف سرعته التي لا تمكنهم من فتح أي صفحة على جوجل أو الاستماع للمحاضرات على اليوتيوب، أو موقع الجامعة.

وأضاف البيان أنه لم يتم تدريب الطلاب على التعامل مع نظام الأون لاين من قبل، مؤكدًا أن شريحة كبيرة من الطلاب لا تفهم فيه شيئا، وحتى الآن لا تستطيع التعامل معه أو حتى التعود عليه أو الفهم.

وناشد الطلاب وزير التعليم العالي بحكومة الانقلاب تأجيل الفصل الدراسي الثاني لحين الانتهاء من الأزمة الحالية وتحسن الأوضاع، أو امتحان الطلبة على الجزء السابق للميدتيرم، والذي تمت دراسته قبل ما يسمى بـ”التعليم الإلكتروني” في 15 مارس، ووضع مشروع بحثي لباقي المناهج تعويضا لدرجات الميدتيرم، وإلغاء إضافة درجات الميدتيرم إلى درجة امتحان النهائي.

رسائل بحثية

وفي اجتماعه اليوم قرر المجلس الأعلي للجامعات، بالنسبة لطلاب فرق النقل بجميع الكليات، إلغاء إجراء الامتحانات التحريرية والشفوية التي كان من المزمع عقدها في الفصل الدراسي الثاني للعام الجامعي 2019/2020 وتستبعد الدرجات التي كانت مقررة لها من المجموع الكلي للدرجات في كل السنوات الدراسية (المجموع التراكمي)، ويستبدل بتلك الاتحانات – بناء على قرار من مجلس الجامعة – أحد البديلين الآتيين:

1- (أ)- إعداد الطلاب رسائل بحثية مقبولة (مقالة بحثية – مشروع بحثي – بحث مرجعي) في المقررات التي كانت تدرس في هذا الفصل ويكون لكل جامعة وضع المعايير والضوابط والشروط والقواعد اللازمة لتقييم وإجازة تلك الرسائل وفقا لطبيعة الدراسة المقررة لكل كلية أو برنامج دراسي على حدة (مع تأكيد التزام الجامعات بمراجعة الرسائل المقدمة من الطلاب بدقة وعدم قبول اية رسائل مقدمة منهم إذا ثبت اقتباسها أو نقلها من رسائل أخرى كليا أو جزئيا أو أنها تعد مجرد نقل لما ورد بأحد المقالات أو الرسائل أو المراجع العلمية).

(ب)- عقد اختبارات إلكترونية للمقررات التي كانت تدرس في هذا الفصل بالنسبة للكليات أو البرامج الدراسية الملتحق بها أعداد محدودة من الطلاب ويتوافر لديها البنية التحتية والإمكانات التكنولوجية التي تمكنها من إجراء الاختبارات إلكترونيا لجميع الطلاب وذلك شريطة التأكد من توافر وسيلة تواصل إلكترونية لدى الطلاب.

وفي أي من البديلين المتقدمين لا ترصد درجات للطلاب (وإنما يعد الطالب ناجحا أو راسبا فقط).

2- حال عدم قبول الرسالة البحثية ( المقالة البحثية – المشروع بحثي – بحث مرجعي) التي أعدها الطالب في مقرر أو أكثر أو حال عدم اجتيازه للاختبار الإلكتروني – تتولى الجامعات وضع القواعد المنظمة لذلك شريطة منحه فرصة أخرى بذات الوسيلة، سواء بإعادة التقدم برسالة أخرى أو إعادة إجراء الاختبار إلكترونيا بحسب الأحوال وإذا لم تقبل الرسالة المقدمة منه للمرة الثانية أو لم يجتز الاختبار الإلكتروني للمرة الثانية يعتبر الطالب راسبا في تلك المادة وتطبق عليه اللوائح والقواعد المنظمة لمعالجة أوضاع الطلاب الراسبين.

3- تلتزم الجامعات بإعلان كافة التفاصيل الخاصة بالرسائل البحثية (بما في ذلك تبيان ماهية تلك الرسائل لكل مقرر على حدة) والجداول وطرق تسليم تلك الرسائل وكذا كافة التفاصيل والمواعيد المقررة للاختبارات الإلكترونية في موعد أقصاه يوم الخميس الموافق 7/5/2020 على أن يبدأ تسليم تلك الرسائل أو عقد الاختبارات الإلكترونية اعتبارا من يوم الأحد الموافق 31/5/2020 على أن تعمل الجامعات على سرعة الانتهاء من تقييم تلك الرسائل وإعلان النتائج الخاصة بتقييمها ونتائج الاختبارات الإلكترونية في حال إجرائها.

التعليم عن بعد

يشار إلى أن المجلس الأعلى للجامعات كان قد قرر في بداية أزمة وباء كورونا إلغاء امتحانات منتصف الفصل الدراسي الثاني “الميدتيرم” وضم درجاتها إلى امتحانات نهاية الفصل الدراسي الثاني، لكن المجلس في اجتماعه اليوم تجاهل شكاوى الطلاب الجامعيين من عملية “التعليم عن بعد” عبر شبكات الإنترنت، في ظل تعليق الدراسة بالجامعات، ضمن الإجراءات الاحترازية للحد من انتشار فيروس كورونا، مؤكدين أنها غير مجدية في ظل عدم توافر الإمكانيات، سواء من قبل الأساتذة أو الطلاب أنفسهم للاستفادة من هذه العملية.

وتعليقا على تجربة التعليم عن بعد، قالت إسراء يوسف، طالبة بكلية الدراسات العليا للتربية بجامعة القاهرة: إن بعض الأساتذة يكتفون بملخص للمادة عن طريق إرسال “باور بوينت” للطلاب، دون شرح صوتي أو مصور للمادة، مما يعيق فهم المادة، لافتة إلى أن هناك أساتذة آخرين قليلين أرسلوا شرحًا صوتيًا للمنهج.

وأضافت أن عملية التعليم عن بعد لا تحقق التكافؤ بين جميع الطلاب؛ إذ إن البعض لا يتوفر لديه الدخول إلى الإنترنت حتى يستطيع الوصول إلى المحاضرات، كذلك ليس كل الطلاب لديهم مهارة التعامل مع “الأون لاين”، لا سيما أن بعض الأساتذة تشارك المحاضرات عن طريق برامج أخرى مثل “zoom”، دون مرعاة الفروق بين الطلاب.

الإنترنت

واتفقت معها آيات أحمد، طالبة بدبلومة عام تربوي بجامعة القاهرة، موضحة أنه كثيرا ما يتم قطع الإنترنت عن المنطقة التي تقطنها، في حين تتطلب الدراسة عن بعد وجود الإنترنت بشكل جيد وهو ما لا يتوفر لدى الكثيرين.

وانتقدت إسراء شعبان، طالبة بالدراسات العليا، نظام التعليم عن بعد ووصفته بـ”الفاشل”، قائلة :”النظام الفاشل بتاع التعليم عن بعد ده محدش عارف يستفاد فالحل الأمثل يأجلوا شويه لحد ما يعرفوا ازاي ينزلوا محاضرات ويفهموا الطلبه ازاي تذاكر وتمتحن”.

وأضافت: “ناس قليله جدا اللي هتعرف تذاكر وتمتحن اون لاين وناس كتير ملهاش فالتكنولوجيا فنظام التعليم ده جديد عليهم ومش فاهمين ايه اللي بيحصل، فالتاجيل هيكون فمصلحه اللي عايزين يفهموا النظام ماشي ازاي عشان يعرفوا يذاكروا ويمتحنوا”.

ورأت الطالبة أسماء إبراهيم أن فكرة “الأون لاين” لا تتناسب مع مصر حاليا، موضحة أن “السيستم” به الكثير من المشاكل، خاصة أنه من البداية لم يكن من أجل التعليم عن بعد، لافتة إلى أن ما يتم دراسته في الكتب عن مزايا التعليم عن بعد، بعيدة تماما عن الواقع المليء بالمشاكل التي تجعله تجربة محكوما عليها بالفشل.

فصل صيفي

من جانبه قال الدكتور محمد رجب فضل الله، الأستاذ بكلية التربية بجامعة العريش، والمدير السابق للمركز القومي للامتحانات والتقويم التربوي، أن توجه الجامعات حاليًّا لاستكمال تدريس عن بعد حل مناسب وسيناريو يمكن استمراره حال استمرار تعليق الدراسة، وأكد فضل الله في تصريحات صحفية رفضه إلغاء الترم أو النقل الآلي في الجامعات

وأضاف: نستطيع في الجامعة عمل فصل صيفي وتعويض طلابنا ما فاتهم وعقد امتحاناتنا قبل بداية العام الجديد المهم الآن سلامة أبنائنا وصحتهم وحمايتهم من أي مكروه.

مجرد تجربة

وقال الدكتور وائل كامل عضو هيئة التدريس بجامعة حلوان، أن الأفضل هو وضع سيناريوهين أحدهما تخفيف المناهج مع استثمار تلك الفترة في تطوير التعليم عن بعد، والتدريب عليه ووضع خطة لنظم الامتحانات بعضها “أون لاين” للمواد النظري، والمواد العملي يراعى فيها تقليل الكثافة بتوزيع الطلاب على مجموعات صغيرة على فترة واسعة.

واضاف كامل في تصريحات صحفية: السيناريو الآخر في حالة تفشي الإصابات لا قدر الله يتم اعتماد نتيجة الترم الأول، كنتيجة للسنة كاملة ويتم توزيع محتوى مواد الترم الثاني الذي لم يتم دراسته بعد تخفيفه على باقي سنوات الدراسة، أما الفرقة الرابعة فتؤجل لدور سبتمبر.

وأكد أن التعليم عن بعد بالطريقة الحالية ليس أفضل بديل وهو لا يناسب تخصصات عملية عديدة، ولكن هي خطوة لا بد أن تتم لاحتياجنا لمثل هذا النوع من التعليم، ولطبيعة الظروف التي فرضت علينا جميعًا ضرورة التكاتف للخروج منها بأقل الخسائر، ونستغل هذه الفترة في التدريب عليه بدون تحميل الطالب وعضو هيئة التدريس عبء نجاح أو فشل التجربة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

بعد عودتها من الخليج.. العمالة المصرية بين نارين: كورونا والسيسي

تواجه العمالة المصرية العائدة من الخليج، بعد تسريحها، جحيم قائد الانقلاب الدموي عبد الفتاح…