لماذا بدأت الأوقاف محرقتها بكتابى “فى ظلال القرآن” وفقه السنة ؟

دشنت وزارة الأوقاف لمحرقة جديدة للكتب الإسلامية فى مكتبات المساجد بدعوى أن هذه المؤلفات لرموز جماعة الإخوان المسلمين، والغريب أن فى مقدمة الكتب التى بدأت الأوقاف فى حرقها كتاب (فى ظلال القرآن) للشهيد سيد قطب، وهو من أهم أمهات الكتب فى تفسير القرآن الكريم فى العصر الحديث، ويتكون من ستة مجلدات من الحجم الكبير، بالإضافة لكتب الفقه الإسلامى وفى مقدمتها كتاب “فقه السنة” للشيخ سيد سابق ويتكون من أربعة أجزاء من الحجم المتوسط.

كما شملت القائمة جميع مؤلفات مؤسس جماعة الإخوان المسلمين، ومؤلفات الشيخ يوسف القرضاوى، والشيخ محمد الغزالى وغيرهم من العلماء المعاصرين والتى تضم مؤلفات تعتبر من أمهات الكتب الإسلامية.

وكان الوزير مختار جمعة، قد أصدر قرارا بإعادة فرز جميع المكتبات الملحقة بالمساجد، بناء على تقرير من جهاز الأمن القومى مرفوع من بعض أئمة المساجد يؤكد وجود إقبال كبير فى شهر رمضان على قراءة “فى ظلال القرآن” وفقه السنة “للشيخ سيد سابق”، مما يفسر إصرار وزارة الأوقاف على بدء محرقتها بهذين الكتابين .

ضبطنا كتاب (فى ظلال القرآن)

وقال محمد عبد الرازق، رئيس القطاع الدينى بالوزارة، لصحيفة “المصرى اليوم” الداعمة للانقلاب العسكرى: إن مساجد الوزارة نوعان، الأول مساجد ليس بها مكتبات أو بها مكتبات صغيرة لا تتعدى 30 أو 40 مصحفا وكتابان عن الصيام والحج، والثانى مساجد بها مكتبات كبيرة لدرجة أن لها أمين مكتبة، مثل مساجد الفتح، النور، والسيدة زينب، مشيرا إلى أنه لا خوف من النوع الثانى؛ لأن مكتباتها تشهد عمليات جرد وفرز سنوى.

وأضاف عبد الرازق، «وعثرنا على كتب لسيد قطب، مثل (فى ظل القرآن)، و(الدعوة والداعية) لحسن البنا، وأخرى للقرضاوى،
وأكد على تعميم منشور على جميع مديريات أوقاف الجمهورية، بمراجعة جميع مكتبات ودواليب المساجد وإخراج هذه الكتب وإحراقها ووضع قائمة مختومة بخاتم الوزارة على كل مكتبة أو دولاب بمحتوياته، ولن يسمح إلا بالكتب المصرح بها من الوزارة والأزهر الشريف.

وهدد عبد الرازق، من يخالف ذلك بأنه سيتعرض لعقوبات صارمة، وأى إمام سيثبت شرحه أى كتاب من هذه الكتب الممنوعة سيتعرض للعقوبة، كما تم تشكيل لجان مراقبة لمتابعة جميع مساجد الجمهورية وضبط المخالفات.

وكشفت مصادر بالوزارة أن محمد مختار جمعة، اتخذ هذا القرار بناء على تعليمات من جهاز الأمن الوطنى، الذى تلقى تقارير من بعض خطباء المساجد بوجود رموز مؤلفات جماعة الاخوان فى مكتبات المساجد، وإقبال الناس على قراءتها فى شهر رمضان بعد صلاة العصر.

وأكدت التقارير أن فى مقدمة الكتب التى يتم الإقبال عليها كتاب “فى ظلال القران” للشهيد سيد قطب، و”فقه السنة” للشيخ سيد قطب .

تجفيف منابع الدين

وكان وزير الأوقاف قد أصدر، يوم الجمعة الماضية، قرارا بعدم استخدام مكبرات الصوت فى غير الأذان وشعائر الجمعة، مع الاكتفاء بالسماعات الداخلية.

وشدد القرار- الذى نشرته جميع الصحف الموالية للسلطة- على ضرورة الالتزام بعدم تجاوز الوقت المحدد لخطبة الجمعة من 15 إلى 20 دقيقة كحد أقصى.

وقال القرار، إنه بحسب توجيهات دعوية وإدارية طوال شهر رمضان، نشرتها على موقعها الرسمى، بالالتزام التام بأداء الدروس الدعوية “درس العصر ودرس التراويح”، على أن يكون درس العصر مفتوحًا ومتسعًا للإجابة على أسئلة المصلين، أما درس التراويح فلا يزيد عن 10 دقائق كحد أقصى، مع الاكتفاء بسماعات المسجد الداخلية أثناء صلاة التراويح.

وأكد القرار أنه يحق للمساجد الكبرى أن تعقد أمسيات عقب صلاة القيام، من خلال جدول تقره المديرية كتابة، مع عدم تمكين أى شخص غير مرخص له بالخطبة بأداء أى خطب أو دروس بالمسجد.

وأضاف القرار “يمنع منعًا باتًّا توزيع أى كتب أو مطويات أو منشورات أو أى أقراص مدمجة أو خلافه داخل المساجد إلا بمعرفة وموافقة كتابية من رئيس القطاع الدينى بديوان عام الوزارة، وبحضور مدير الإدارة المختص”.

وشدد القرار على عدم تمكين أى جماعة أو جمعية من جمع أى أموال أو السيطرة بأى شكل من الأشكال على إدارة المسجد.

وختمت الوزارة تعليماتها بترشيد الطاقة، وسرعة تغيير اللمبات العادية إلى لمبات موفرة، وعدم استخدام أى مكيفات أو مراوح أو إضاءة فوق ما تدعو إليه الحاجة، مع التحذير من قبول أى أطعمة أو أشربة مجهولة المصدر.

استمارة الاعتكاف

وكانت وزراة الأوقاف قد بدأت فى توزيع الاستمارات على المحافظات تمهيدا لتوفيرها بالمساجد؛ حيث يشترط أن يقدم الراغب فى الاعتكاف طلبه قبل بدء الاعتكاف بأسبوع على الأقل؛ حتى تعرض أسماء الراغبين فى الاعتكاف على الأجهزة السيادية؛ بدعوى حماية المساجد من المتطرفين والإرهابيين.

وزارة التعليم

يذكر أن وكيلة وزارة التربية والتعليم قامت بعمل محرقة للكتب الإسلامية فى مكتبات المساجد، وحرقت 70 كتابا فى فناء مدرسة “فضل” بالجيزة، كما صادرت الكتب الإسلامية من مكتبة أم المؤمنين عائشة بنفس المحافظة، ولم يتخذ وزير التعليم محب الرافعى أى إجراءات ضدها.