ماذا يعني استقبال أمريكا لثاني وفد إخواني بعد تقرير أوباما للكونجرس؟
بالتزامن مع كشف مدير مكتب صحيفة “نيويورك تايمز” بالقاهرة ديفيد كيرك باتريك، الاحد 7 يونية، بعنوان: “إدارة أوباما ينتقد مصر في تقرير إلى الكونغرس”، عن تفاصيل تقرير رسمي بعثت به إدارة أوباما للكونجرس يوم 12 مايو الماضي يحمل انتقادات شديدة لحكم السيسي في العام الماضي في مجال حقوق الانسان، وقلق من مستقبل التعاون معه رغم الحاجة له من أجل “الأمن القومي الأمريكية”، تم الكشف عن استقبال واشنطن لثان وفد معارض مصري يزور واشنطن منذ يناير الماضي.
حيث كشفت مصادر دبلوماسية مصرية عن أن الخارجية المصرية استدعت السفير الأمريكي في القاهرة ستيفن بيكروفت، بطلب من الرئيس السيسي، للتعبير عن قلقها وغضبها من زيارة شخصيات من جماعة الإخوان المسلمين في مصر إلى واشنطن للمرة الثانية منذ زيارة يناير الماضي حيث استقبل أعضاء في الخارجية الأمريكية ومؤسسات أخري وفد من “المجلس الثوري المصري” الذي يضم أعضاء من الاخوان، ما أثار غضب القاهرة حينئذ أيضا.
وقالت المصادر أن السفير الأمريكي أبلغ القاهرة، المنزعجة من هذه اللقاءات خصوصا في أعقاب تسريب صحيفة نيويورك تايمز تقرير أوباما للكونجرس، “إن المسؤولين الأمريكيين لا يعتزمون لقاء المجموعة المعارضة التي تزور أمريكا حاليا، رغم أنهم اجتمعوا مع شخصيات إخوانية أثناء زيارة إلى واشنطن في يناير الماضي”.
ولكن لوحظ أن المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، (جيف راتكه) الذي أمتنع عن تاكيد أو نفي استدعاء مصر لـ”بيكروفت” أو ما إذا كان مسؤولون أمريكيون سيلتقون شخصيات إخوانية تزور واشنطن، قال للصحفيين أن “سياسة الولايات المتحدة تبقى التواصل مع أناس من مختلف الطيف السياسي في مصر”، وهو نفس التبرير الذي كان يقال عندما كانت أمريكي تلتقي معارضين خلال حكم الرئيس السابق مبارك.
ومع هذا قال إنه “على علم بتقارير لوسائل الإعلام عن مثل هذه الزيارة، لكن “ليس لدي أي اجتماعات لأعلنها”، وهو ما يشير لاحتمال وجود اجتماعات لاحقة ولكن لم تعقد بعد ليتحدث عنها.
ثم عاد ليقول: “إن المسؤولين الأمريكيين لن يلتقوا أعضاء وفد الإخوان المصريين الزائر ..لم تكن هناك خطط قط لعقد اجتماع.. ولم نتراجع عن أي قرار..التقينا بهم في الماضي وسياستنا باقية على حالها”.
وتردد أن الوفد المعارض المصري يضم ممثلي المجلس الثوري المصري، ومنهم: وائل حدارة، من إخوان كندا وعمل مستشارا للشئون الخارجية للرئيس السابق محمد مرسي، ومها عزام، رئيس المجلس الثوري في تركيا، وعمرو دراج أمين عام حزب الحرية والعدالة السابق، والقيادي جمال حشمت رئيس البرلمان المؤقت في المنفي، والقاضي وليد شرابي، ومحمد محسوب نائب رئيس حزب الوسط.
وأن هذا الوفد تمت استضافته من قبل مركز “دراسات عن الإسلام والديمقراطية”، والذي استضاف وفدا مماثلا في يناير الماضي، وكذلك ستتم استضافته بواسطة “المعهد المصري لتنمية الديمقراطية”.
أسباب الزيارة
وكتب د. جمال حشمت عضو الوفد المصري المعارض الذي سيزور أمريكا للمرة الثانية ضمن زيارات خارجية تشمل 20 برلمانًا في دول العالم، للعمل على رفض المحاكمات الأخيرة، وإقناع العالم بخطورة ما يجري في مصر، على حسابه علي فيس بوك يقول: “للولايات المتحدة والدول الداعمة للانقلاب نقول: ثبت نفاقكم وازدواجية معاييركم ودعمكم للطغاة”.
كما وجه رسالة خطاب باسم (البرلمان المصري) في المنفي، للمستشارة الألمانية إنجيلا ميركل يعلن فيها “البرلمان”: “عدم التزامه بأي عقود او اتفاقيات يبرمها قائد الانقلاب مع الحكومة الألمانية “، وأن “البرلمان المصري الشرعي غير ملتزم بأية تعاقدات أو التزامات تنشأ عنها”.
وقد كشف الدكتور أكرم كساب، القيادي بجماعة “الإخوان المسلمين” عن حقيقة الزيارة المرتقبة لوفد من لجماعة إلى الولايات المتحدة في الأسبوع المقبل، قائلاً إنها “تهدف إلى تقديم تقرير كامل عن المحاكمات الأخيرة ضد الرئيس السابق محمد مرسي، وقيادات المعارضة”.
وقال كساب لصحيفة “المصريون” إن “ذهاب الإخوان لأمريكا خطوة ﻻ تنكر ولكن لا يعول عليها والذهاب إليها يعد “تسجيل موقف”، وفتح آفاق أوسع للقضية ومحاولة تبصير بالخطر”، لافتًا إلى أن هذه الزيارات تركز أكثر على مؤسسات المجتمع المدني.
وأضاف “أمريكا أكثر جرمًا والغرب تبعًا لها”، متهمًا إياها بأنها “راعية لما حدث 30يونيو، وأن السيسي يديرون المعركة نيابة عنها”، وأن “أمريكا هي راعية الديكتاتورية لأنها وجدت القادم هم الإسلاميين، ولذلك ينبغي أن نفكر بالغرب وفي المقدمة منه أمريكا لأنها لن ترضى إلا بما يحقق لها مصالحها وفي المقدمة أمن إسرائيل وهذا ﻻ يكون إﻻ مع العسكر”.
وفي يناير الماضي 2015، قالت وزارة الخارجية الأمريكية إن مسؤولين بالوزارة اجتمعوا مع مجموعة زائرة من برلمانيين مصريين سابقين من بينهم أعضاء سابقون بحزب الحرية والعدالة، الذراع السياسي للإخوان المسلمين، التي أمرت محكمة في مصر بحظرها في 2013 بعد عزل الجيش للرئيس محمد مرسي المنتمي للجماعة.
وأكدت صحف مصرية أمس الثلاثاء أن وزارة الخارجية استدعت بالفعل السفير الأمريكي بالقاهرة ستيفن بيكروفت لمقر الوزارة، “لإبلاغه رسالة واضحة برفض مصر استقبال أي وفود من جماعة الإخوان من قبل مسؤولين في الإدارة الأمريكية”.
يذكر أن تلك الزيارة ستكون الثانية للولايات المتحدة بعد زيارة تمت منذ عدة أشهر، التقى خلالها وفد إخواني مسؤولين في الكونجرس الأمريكي.
“الثوري المصري” يطالب أمريكا بوقف دعم السيسي
وسبق لرئيسة المجلس الثوري المصري، مها عزام، أن طالبت في مايو الماضي، الإدارة الأمريكية بضرورة “التوقف عن تأييد قائد الانقلاب العسكري عبد الفتاح السيسي”، واصفة إياه بـ”الديكتاتور الذي أدت سياساته إلى انتشار الإرهاب، وعدم الاستقرار في المنطقة”.
وقالت في بيان: “إنه يجب محاكمة السيسي ونظامه على جرائمه ضد الإنسانية”، مؤكدة أن “الإطاحة بقائد الانقلاب؛ هي أولى الخطوات لإقامة دولة مدنية في مصر”، وشددت على أنه “لن يسمح الشعب المصري لأحد بأن يسلبه حريته وحقوقه بعد الآن”.
وأضافت عزام، أن كفاح الشعب المصري لنيل حريته وحقوقه المشروعة “أمر عالمي، يجب أن يُدعم من قبل كل الدول الديمقراطية”، مشيرة إلى أن “نظام السيسي يسخر من القانون الدولي ومعايير حقوق الإنسان، لذلك يجب أن يحاسب على ذلك”.
وبينت أن السيسي “سحق حقوق المواطنين، وقتل المتظاهرين السلميين الأبرياء، فكيف تؤيده دولة ديمقراطية مثل الولايات المتحدة الأمريكية؟”، وقالت: “كلما طال الوقت لسحب الدعم عن هذا النظام الوحشي، كان الثمن غاليا. وحتما سنرى بداية الموجة الثانية من الربيع العربي التي ستزيل أنظمة الأسد والسيسي، ونبدأ في تحقيق آمال شعوب المنطقة”، بحسب قولها.
واختتمت عزام بالقول: “لو أن الإدارة الأمريكية التزمت بقيمها بحق، على أقل تقدير، لطالبت بحرية التظاهر، وحرية الكلمة، وإطلاق سراح المعتقلين السياسيين بمصر”.
وألقت عزام كلمة الافتتاح في المؤتمر السنوي السادس عشر لمركز دراسات الإسلام والديمقراطية، الذي عقد في فندق “ماريوت واشنطن”، بجوار البيت الأبيض، وركز المؤتمر على مستقبل الديمقراطية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وشملت قائمة المتحدثين المدعوين إلى المؤتمر؛ مسؤولين كبارا وسياسيين من الولايات المتحدة، وأوروبا، والعالم العربي والإسلامي.
واختار مركز دراسات الإسلام والديمقراطية – المؤسس عام 1999 بواشنطن – المرشح الرئاسي المصري الأسبق، زعيم حزب غد الثورة المعارض (أيمن نور)، لنيل جائزة الديمقراطي المسلم لعام 2015، وقرر المركز تسليم الجائزة في بداية أعمال الجلسة الافتتاحية لمؤتمر المركز السنوي، إلا أن “نور” اعتذر في بيان له عن الحضور لأسباب شخصية، وأبدى امتنانه للدعوة، والترشيح لنيل الجائزة عن عام 2015.
وكان مقررا أن يلقي نور كلمة الافتتاح في أعمال المؤتمر بالجلسة الأولى التي تتحدث فيها مستشارة الأمن القومي الأمريكية سوزان رايس، ومساعد وزير الخارجية جيرالد فرشتاين، ونائب رئيس البرلمان التونسي عبد الفتاح مورو، ووزيرة الخارجية الأمريكية السابقة مادلين أولبرايت.
القاهرة تهدد بالرد
بالمقابل أنتقد مؤيدين للنظام في مصر استضافة واشنطن لقادة معارضين وإخوان للمرة الثانية، وهدد بعضهم بأن القاهرة سترد بأوراق في يدها، منهم الدكتور سعيد اللاوندي، الخبير بالعلاقات الدولية بمركز الأهرام الاستراتيجي، الذي قال في تصريحات صحفية: “مصر تمتلك العديد من أدوات الضغط على أمريكا لوقف اللقاء مع الشخصيات الإخوانية”، لافتا إلى أن “التصعيد ليس مطلوبا في هذا الوقت رغم التصريحات المتناقضة من الجانب الأمريكي”.
وقال “أن استدعاء الحكومة المصرية للسفير الأمريكي، يعد وسيلة دبلوماسية للتعبير عن امتعاضها من زيارة شخصيات من الجماعة الإرهابية إلى واشنطن”، و”أن مصر تحرص على علاقتها الاستراتيجية بالولايات المتحدة الأمريكية، ولكنها تعلم التلاعب الأمريكي بالمواقف وتعاملها مع الإرهاب”، بحسب قوله.
ولوحظ أن موقع الخارجية الأمريكية على تويتر ذكر أن: “القيادات النسائية المدعوة لأمريكا من الشرق الأوسط وشمال افريقيا وأوروبا وجنوب ووسط آسيا، ممن يعملون في مكافحة التطرف في مجتمعاتهم المحلية”، وأنه تم استضافتهم ضمن “برنامج الزائر الدولي”، الذي يحمل عنوان المرأة ومكافحة التطرف من 6 الى 21 من يونيو، وقالت الخارجية الأمريكية: “هو جزء من جهود الخارجية لإشراك المجتمع المدني في هذه الجهود”، ولا يعرف هل لهذا علاقة بدعوة شخصيات نسائية مصرية معارضة مثل “مها عزام” رئيسة المجلس الثوري المصري أم لا؟
اللوبي الصهيوني بمعهد واشنطن ينتقد أوباما
وعلي غير المعتاد، خصص “معهد واشنطن” الممول من اللوبي الصهيوني في امريكا (ايباك) مقالا كتبه الباحث المقرب من النظام في مصر “إريك تريجر”، حذر فيه الإدارة الأمريكية أن تلتقي بالإخوان المسلمين في واشنطن، وقال: “لا يتعيّن على إدارة أوباما التعاطي معه على أي مستوى، نظراً لتبني جماعة الإخوان العنف بشكلٍ صريح ودعواتها إلى موت السيسي، وتعامل الولايات المتحدة معها في هذا الوقت سيقوّض من جهود الإدارة الأمريكية لتعزيز علاقاتها مع القاهرة، كما سيقطع الطريق على محاولات إدارة أوباما تشجيع حكومة السيسي على المزيد من الانفتاح السياسي”.
وقال: “ينبغي على الإدارة الأمريكية أن تعمل على إشراك قطاعات واسعة من المجتمع المصري، فلا بد لها أن تضع حداً للتعامل مع «جماعة» تسعى إلى تدمير شامل للحكومة المتحالفة معها”.
وقال: “إن التعاطي مع مسؤولي «الإخوان» سيقوّض جهود الإدارة الأمريكية الرامية إلى تعزيز العلاقة الاستراتيجية بين الولايات المتحدة ومصر، والتي شملت في الأشهر الأخيرة استئناف المساعدات العسكرية للقاهرة ودعم مؤتمر استثماري كبير في شرم الشيخ”.
ومع أن قضاء السيسي أصدر أحكام إعدام على 1500 معارض من الاخوان وتم بالفعل إعدام 7 منهم، فقد حذر “تريجر” من أن «الإخوان» يدعون إلى إعدام السيسي في مظاهراتهم، كما أن «الجماعة» اعتمدت العنف علناً في الأشهر الأخيرة”.
تريجر قال: “إن الإدارة الامريكية محقّة في تحليلها بأنّ حملة القمع التي شنتها حكومة السيسي على نشطاء المعارضة ووسائل الإعلام، فضلاً عن الجوّ المقيّد للمنظمات غير الحكومية، قد يحفّز مرةً أخرى انفجاراً سياسياً مزعزعاً للاستقرار، كما حصل في يناير 2011 ويونيو 2013، ولكن من خلال اجتماعها مع الوفد الإخواني، ستقوّض إدارة أوباما من مصداقيتها، وهو ما سينعكس على محاولاتها للتأثير على مصر في هذا الاتجاه، لأنّ حكومة السيسي وأنصارها الكثر سيفسّرون هذه الدعوات للانفتاح على أنها تمكين لعودة «الإخوان» إلى السياسة، وهذا احتمال يعتبره النظام ومؤيدوه بأنه بمثابة انتحار”.
وقال أنه: “ينبغي على الإدارة الأمريكية أن تستخلص العبر من تواصلها السابق مع جماعة «الإخوان»، وذلك خلال الزيارة التي نظّمها “مركز دراسة الإسلام والديمقراطية” إلى واشنطن لأعضاء من «التنظيم» في كانون يناير، وأنه في حين أملت الإدارة الأمريكية أن تبقي اجتماعاتها مع مسؤولي «الإخوان» طيّ الكتمان، قام أعضاء «الجماعة» بالإعلان عنها واستخدامها كأداة دعائية لتشجيع مؤيديهم وتحدّي الشرعية الدولية لحكومة السيسي”.
فبعد فترة قصيرة من لقاء مسؤولي «الإخوان» مع مسؤولين أمريكيين في مقر وزارة الخارجية الأمريكية في “فوغي بوتوم”، نشر عضو من الوفد على موقع التواصل الاجتماعي “الفيسبوك” صورةً لنفسه أمام شعار وزارة الخارجية، وفي وقت لاحق قال عضو آخر لمحطة فضائية موالية لـ «الإخوان» بأنّ مسؤولاً من البيت الأبيض قد حضر ذلك الاجتماع، وقد أحرج ذلك إدارة أوباما على الصعيد المحلي، وعزّز نظريات المؤامرة في مصر بشأن الدعم الأمريكي المفترض لجماعة الإخوان”، وأضاف: “ينبغي أن لا تسمح لـ «الإخوان» بخداعها مرتين”.
وقال إن الطريقة الإقصائية التي تمّت بها صياغة دستور 2012 واللغة الضيّقة الواردة فيه بشأن تفسير الشريعة في عهد الاخوان، قد عزّزت من المخاوف واسعة النطاق بأنّ جماعة «الإخوان المسلمين» كانت تحاول فرض رؤيتها الدينية على مصر، وساهمت في التعبئة الجماهيرية لإسقاط مرسي في يونيو عام 2013.
إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟
ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …