‫الرئيسية‬ أخبار وتقارير ما سر عودة “البلاك بلوك” من جديد ؟
أخبار وتقارير - مايو 28, 2015

ما سر عودة “البلاك بلوك” من جديد ؟

عادت من جديد حركة “البلاك بلوك” للساحة السياسية، بعد اختفاء قرابة العامين وذلك بعد الانقلاب العسكري، الذى أطاح بالرئيس محمد مرسى فى 3 يوليو 2013؛ حيث أعلنت الحركة مسئوليتها عن العديد من أعمال العنف خلال الأيام الماضية، لتثير تساؤلات حول الهدف من عودتها فى هذا التوقيت.

وكانت الحركة قد تبنت، عبر صفحة دشنتها على موقع التواصل الاجتماعى “فيس بوك” حرق سيارتين شرطة بمجلس مدينة بلبيس، وقطع طريق ” الخصوص – مسطرد” وغيرها، كما أعلنت مسئوليتها عن اشتعال النيران بموقف الأوتوبيسات الجديد بالإسماعيلية، معلنة عن فتح باب الانضمام إليها حسب المنطقة الجغرافية.

وقالت الصفحة: “عدنا” الانطلاقة الثانية”، مبررة عودتها المفاجئة بأن “اضطهاد السلطة لأبرياء عزل كأبرياء يناير، ولكن التمييز هنا فى طرف قيادة شخصية تدفعه هو من جعلهم يعودون ثانية”.

وأضافت: “جلب حقوقهم حق ثورى ودينى وسياسى من حاكم أبناء العسكرية؛ لنخوض المعركة سويا ولنتقاسم النصر فى اثنين واحدة لنا (مصر) والثانية أملا لأبنائنا القادمين ليكملوا انتصاراتنا، تحسب قيمة النصر فيها بملايين بينما نحن بـ10 فقط _العشرة وهى الحب بين الطرفين”.

وتابعت: “تذكرتها سنكمل ما بيننا من صناع للأمجاد وإن تجاهلتها أو نسيت”، ومضت إلى القول: “نعلن للعالم بأنك خائن وعقوبة الخيانة الإعدام (الموت) لا حياة”، موجهة حديثها لعبد الفتاح السيسي.

واستطردت الحركة فى بيانها: “الثورة مستمرة رغما عن أنف الجميع، لن نرجع لبؤر اليأس من جديد – تقدموا للأمام والمجد مشهود به للشهداء، مكملون ومستمرون، الله، الوطن، الثورة”.

وعرفت نفسها قائلة: “ﺍﻻﺳﻢ: “ﺍﻟﻜﺘﻠﺔ ﺍﻟﺴوداء، ﺍﻟﻨﺴﺐ: “ﻧﺤﻦ ﻧﺴﻞ ﻣﻦ دماء الشهداء”، ﺍﻟﺼﻔﺔ: ﻛﻠﻨﺎ “ﺣﺎﻣﻞ ﺭﺍﻳﺔ، “ﺍﻟﺴﺒﺐ: “ﺍﻟﺘﻄﻮﺭ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻲ ﻟﻐﻴﺎﺏ ﺍﻟﻘﺼﺎﺹ”، ﺍﻟﻌﻘﻴﺪﺓ: “25 ﻳﻨﺎﻳﺮ ﻧﻌﻮﺩ ﺑﺎﻟﺤﺮﻳﺔ، ﺃﻭ ﻻ ﻧﻌﻮﺩ”، ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻷﻭﻝ: “ﻧﺤﻦ ﻻ ﻧﺨﺎﻑ ﻣﻨﻬﻢ، ﻫﻢ ﻳﺨﺎﻓﻮﻥ ﻣﻨﺎ”، ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ: “ﺍﻟﺨﺎﺋﻔﻮﻥ ﻟﻴﺴﻮﺍ ﻣﻨّﺎ، ﻭﻟﺴﻨﺎ ﻣﻨﻬﻢ”، ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ: “ﺩﻣاء ﺍﻟﺸﻬداء ﺗﺠﺮﻱ ﻓﻲ ﻋﺮﻭﻗﻨﺎ، ﻧﺤﻦ ﺷﻬﺪﺍﺀ، ﻓﻘﻂ ﻟﻢ ﻧﺼﺒﺢ ﻛﺬﻟﻚ ﺑﻌﺪ”.
واختتمت الحركة قائلة: “ﺍﻟﺜﻮﺭﺍﺕ ﻻ ﺗﺼﻨﻊ ﻣﻦ ﻣﺎﺀ ﺍﻟﻮﺭﻭﺩ، ﺍﻟﺜﻮﺭﺍﺕ ﺗﺼﻨﻊ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻣﺎﺀ، ﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ: ” ﻗﺼﺎﺹ – ﻋﻴﺶ – ﺣﺮﻳﺔ – ﻋﺪﺍﻟﺔ – ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ”.

4 تفسيرات

ويرى محللون ونشطاء، أن الإعلان عن عودة “بلاك بوك”، يحمل أكثر من تفسير، منه:

1- أنه ظهور مؤقت على يد الأجهزة الأمنية على هذه الجماعة، حتى تزيد من مشاعر الخوف والفزع بين المصريين، وبالتالى زيادة تعلقهم بعبد الفتاح السيسي، وتصويره كمنقذ للمصريين من خطر الإرهاب الذى يتهددهم، وذلك إلى أن تمر 8 يونيو، و30 يونيو، و3 يوليو، بسلام، وهى الأيام التى تخشى تلك الأجهزة خروج مظاهرات شعبية حاشدة فيها، تطالب برحيل السيسي.

2- فيما يرى أخرون أنها مجموعات ظهرت لمحاربة مظاهرات الإخوان، ولكنها تحاول سحب البساط من تحت أقدام الإخوان الذين يقودون الثورة الشعبية منذ قرابة عامين، وهناك مخاوف من أن يثور الشعب كما حدث فى ثورة يناير مرة أخرى؛ بسبب تدهور الأحوال الاقتصادية والأمنية فتسقط الثمرة فى يد الإخوان مرة أخرى، كما تقول مصادر أمنية، ولهذا بدأ ظهور حركات أخرى للإيحاء أن لها دورا فى الثورة ضد السيسي.

3- ويذهب فريق ثالث إلى أنها حركة معارضة للسيسى بالفعل، ولكن يحركها معارضو السيسى من القادة العسكريين السابقين، خصوصا رئيس الأركان سامى عنان، والمرشح الرئاسى السابق أحمد شفيق الذى قالت الصحف “إن السيسى أرسل له تحذيرا من العودة لمصر” وبدأت أذرع النظام الإعلامية تهاجمه وتقول إنه وراء الاضطرابات فى مصر أملا فى العودة كرئيس.

4- ولا يستبعد فريق رابع من المحليين أن تكون التحركات الأخيرة بعودة بلاك بوك تحركات معارضة فعليا للسيسى من مجموعات ليبرالية ويسارية، عانت من القمع على أيدى قوات الأمن، فقررت اللجوء للعنف ضد النظام مرة أخرى مستغلة مرور عام على حكم السيسي.

تاريخ عنيف

ويعود تاريخ نشأة “البلاك بلوك” إلى ذكرى ثورة يناير الثانية؛ حيث اتخذت العنف كوسيلة لمعارضة الرئيس مرسي، وذلك من خلال إحداث شلل فى الأماكن الحساسة؛ مثل قطع الطرق، أو تعطيل حركة المترو ومنع المحافظين المنتمين لجماعة الإخوان من دخول مبانى المحافظات.

وقامت الحركة بحرق مقر مكتب الإرشاد لجماعة الإخوان المسلمين، والعديد من مقرات الجماعة وحزبها السياسى “الحرية والعدالة”، كما أسفرت معارضتهم المسلحة عن مقتل عدد من أعضاء الجماعة، وأبرزهم الشاب إسلام مسعد، الذى قتل أثناء اقتحام مقر الجماعة بالبحيرة.

وامتد نشاط المجموعة إلى قصر الاتحادية الرئاسي، فى يناير 2013؛ حيث حاولوا إشعال النار بداخله عبر إلقاء الزجاجات الحارقة، فى محاولة لاقتحام القصر الجمهوري، ما اعتبره البعض محاولة مبكرة للانقلاب على شرعية د. مرسي.

ولاقت هذه المجموعات دعمًا من وسائل الإعلام التى كانت تعارض سياسات د. مرسي؛ حيث قامت قناة “التحرير” الفضائية وصحيفة “اليوم السابع” بتسجيل لقاءات وحوارات مع أعضاء الحركة، وذلك فى غياب تام للشرطة التى لم تتحرك للقبض على ممارسى العنف خارج إطار القانون.

بلاك بلوك

اختفاء مفاجئ وظهور مشبوه

وبعد الانقلاب العسكري، الذى أطاح بالرئيس محمد مرسي، اختفت حركة البلاك بلوك، بل وقامت قوات الأمن بالقبض على مؤسسها، شريف الصيرفي، فى شهر ديسمبر 2013، بتهمة تحطيم النصب الذكارى بميدان التحرير، والتى قضى على خلفيتها 9 أشهر داخل السجن.

وقال الصيرفي، فى تصريحات له بعد خروجه من السجن، إن الحركة انتهت وأنه لا يوجد فى الشارع المصرى الآن ما يسمى بالبلاك بلوك، معترفًا بامتلاء السجون بالكثير من الأبرياء، قائلا: “ياما فى الحبس مظاليم”.

وبحسب نشطاء سياسيين، فإن الحركة تتبع الكنيسة المصرية وتخضع لإشراف أحد القساوسة الذى وصفوه بالتطرف، وهو “متياس نصر”؛ حيث تم جمعها وتدريبها بأحد “الأديرة” التابعة للكنيسة الأرثوذكسية بمنطقة “وادى النطرون”، وهى تعرف فى الأوساط المسيحية باسم “كتائب الكشافة الكنسية”، وقد ظهرت هذه الكتائب الكنسية فى عهد البابا شنودة وهو من قام بالإشراف على تدريبها وتنميتها وزرعها داخل المجتمع الكنسى.

وقال المستشار محمد عوض رئيس محكمة استئناف طنطا السابق والمنسق العام لحركة “قضاة من أجل مصر”، إن “ميليشيات البلاك بلوك كانت تديرها الكنيسة بالتعاون مع سمير جعجع فى لبنان”، بحسب تصريحاته.

بينما أرجع نشطاء آخرون تأسيس الحركة إلى المخابرات وجهاز أمن الدولة، موضحين أن بعض أعضاء الحركة ينتمون إلى أمن الدولة، والذى تم حله بعد الثورة وإعادة هيكلته تحت مسمى الأمن الوطني.

وكانت النيابة العامة، إبان تولى المستشار طلعت عبد الله، منصب النائب العام سابقًا، قد كشفت أن الحركة تأسست بتمويل من شخصية عامة بغرض ارتكاب أعمال تخريبية وعنف.

كما صرح المهندس عمرو فاروق عضو مجلس الشورى السابق، بأن مساعد الوزير الداخلية لشئون الأمن الوطن، كشف بأن هناك معلومات عن تورط شخصيات تنتمى لجبهة الإنقاذ فى تمويل مجموعات “بلاك بلوك”، وأن الداخلية تتبع الخيوط التى لديها للوصول إلى الحقائق كاملة فى هذا الشأن.

شماعة الإخوان

وبعد عودة “البلاك بلوك” للساحة، لم تجد السلطات الحالية من تتهمه بالوقوف ورائها إلا جماعة الإخوان المسلمين؛ حيث قال اللواء محمد نور الدين: إن البلاك بلوك وغيرها من الحركات الأخرى كـ”العقاب الثورى وتحالف الاشتراكيين الثوريين و6 إبريل والسلفية الجهادية”، كلها جماعات وحركات منبثقة عن تنظيم الإخوان، لكنها تحمل مسميات مختلفة، لتنفيذ عمليات عنف ومظاهرات فى الشارع المصرى، وتهديد وتخويف المواطنين وتحريضهم ضد النظام الحالى مع اقتراب مرور عام على حكم السيسى، بحسب تصريحاته.

وادعى أن الهدف من ظهور الحركة “تسخين” الأجواء ضد النظام، حتى لا يقال إن الإخوان وحدهم ضد الدولة، إنما يوجد معارضون آخرون.

وأضاف أن “هذه الحركات تلقت تمويلات خارجية من قطر وتركيا لتنفيذ عمليات إرهابية قبل 30 يونيو، مؤكدا أنها لن تستطيع التأثير بفاعلية فى الشارع”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟

ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …