الإمارات تقود “سبسي تونس” لتكرار تجربة “سيسي مصر”
أثارت الاتهامات التي وجهها المذيع التونسي المعرف “سفيان بن فرحات” لدولة الإمارات العربية المتحدة بمحاولة استخدام نفوذها في “تونس”؛ لتنفيذ حملة ضد حزب “النهضة” الإسلامي، جدلا واسعا ومخاوف كبيرة من تكرار المشهد القمعي في مصر ضد الإسلاميين في تونس.
وكان الإعلامي التونسي «سفيان بن فرحات» قد أكد أن مسؤولي الإمارات حثوا الرئيس التونسي على اتباع النموذج المصري (في قمع وإقصاء الإسلاميين) مقابل ضخ المساعدات الإماراتية إلى تونس التي تبدو بحاجة إلى الدعم خلال الفترة الماضية.
وذكر «فرحات»، الذي يدعي أنه قريب الصلة من الرئيس التونسي «الباحي قائد السبسي»، هذا الأسبوع أن أبوظبي سعت لإقناع «السبسي» بمحاولة الاستيلاء على السلطة من النهضة، صاحب العدد الأكبر من البرلمانيين المنتخبين، والذي أمسك بميزان القوى بين 2011- 2014.
وقال «فرحات» إن الرئيس التونسي أفشى خلال محادثة خاصة أن المسؤولين الإماراتيين طلبوا منه «تكرار السيناريو المصري»، مقابل المساعدات المالية.
ووفقا لـ«فرحات»، فقد رفض «السبسي» اتباع نفس ذات النهج، لكن الرئاسة التونسية رفضت التعقيب على تلك التقارير.
مطالب تونسية بتحقيقات موسعة
وتسببت تصريحات “فرحات” في ظهور دعوات تونسية تطالب بإجراء تحقيقات موسعة في دور الإمارات العربية المتحدة في تونس، وفي تلك التصريحات الصادرة من الإعلامي التونسي المعروف.
ومن جانبه، دعا السياسي المعارض «أنور غربي» إلى تشكيل لجنة برلمانية تضم كافة الأحزاب للتحقيق في تقارير تشير إلى سعي أبو ظبي استخدام نفوذها من «أجل تدمير بلدنا»، وأضاف: «التدخل الإماراتي في الشؤون التونسية خطير للغاية، ويمثل اعتداء واضحا ضد الدولة وشعبها».
و«غربي» هو قائد بارز في «الحركة الشعبية» التونسية التي يقودها الرئيس السابق «منصف المرزوقي»، والذي خسر أمام «السبسي» في انتخابات العام الماضي.
خطة إماراتية لتحويل (النهضة) لمنظمة إرهابية
وبحسب ما نشره موقع “شؤون خليجية” في تقرير سابق عقب فوز “السبسي” بالانتخابات الرئاسية فإن مراقبين رصدوا خطة تقودها الإمارات بالتنسيق مع الباجي قايد السبسي، تعمل على عدة محاور، وتهدف في النهاية لعزل حزب النهضة التونسي (ذي التوجه الإسلامي) سياسيا، وربما إدراجه على قوائم التنظيمات الإرهابية في تونس، والزج بقياداته في سجون السلطة التونسية.
وتأتي هذه الخطة بالرغم من كافة التنازلات السياسية التي قدمتها حركة النهضة في تونس للخروج بالبلاد من خناق الأزمات السياسية والعمل على إحداث حالة توافق عامة في البلاد.
وبحسب تقرير الموقع، فإن الخطة الخليجية تم وضع ملامحها الأولية في “باريس” خلال اجتماع ضم مسؤولين بأجهزة مخابراتية خليجية، وممثلين عن المرشح الرئاسي قايد السبسي إبان فترة الانتخابات الرئاسية، وعدد من الأحزاب المؤيدة للرئيس التونسي الهارب زين الدين بن علي، تضم عدة محاور أساسية.
وتمثلت بنود الخطة في تقديم الدعم المادي والإعلامي القوي لقايد السبسي في جولة الإعادة بالانتخابات التونسية التي جرت نهاية شهر ديسمبر الماضي، بين السبسي والرئيس التونسي السابق منصف المرزوقي، والذي كان يمثل لدى قطاعات تونسية كبيرة الثورة التونسية.
ويعمل البند الثاني من الخطة على عزل حزب “النهضة” التونسي، والذي يمثل جماعة الإخوان المسلمين في تونس، بحيث يتم منع “النهضة” من تسلم أي مركز في الحكومة التونسية المقبلة، ومحاصرة الحزب وشيطنته في وسائل الإعلام العربية واستفزازه، لكي يتورط في عمليات مواجهة وعنف، فيتسبب في استنفار المجتمع التونسي ضده، ومن ثم اتخاذ إجراءات قانونية تشبه الإجراءات المصرية ضد جماعة الإخوان المسلمين في مصر، إلا أن النهضة فوت عليهم هذه الفرصة.
وفي السياق ذاته كان الدكتور محمد صالح المسفر – الكاتب والباحث القطري وأستاذ العلوم السياسية في جامعة قطر – قد أكد في مقال له بعنوان “رائحة نفط في الانتخابات التونسية” أن الإمارات دعمت السبسي بشكل كبير كي يفوز في الانتخابات الرئاسية.
وأكد المسفر في مقاله بصحيفة “العربي الجديد” والذي نشر بتاريخ (1 ديسمبر 2014) أن اجتماعا عقد بين فريق المرشح في انتخابات الرئاسة التونسية، الباجي قايد السبسي، ومندوبين من دول خليجية في باريس، تركّز على كيفية عزل حزب النهضة ومنعه من تسلم أي مركز في الحكومة التونسية المقبلة، ومحاصرة الحزب وشيطنته واستفزازه ليؤول به الحال كما آل بجماعة الإخوان المسلمين في مصر.
وبحسب مراقبين فإن حزب “النهضة التونسي” نجح حتى اللحظة من المرور بسلام من الفخ الذي نصبته له دولة الإمارات العربية، وذلك بفضل مرونته السياسية وحنكته العالية في إدارة الأزمات واستفادته من التجربة المصرية القاسية.
تحريض إعلامي متواصل
في المقابل تتمادى وسائل الإعلام المصرية والعربية في لغة التحريض المتواصل على حزب النهضة التونسي، وتربط دائما بينه وبين ما يسمى بـ”التنظيم الدولي للإخوان المسلمين” فضلا عن اتهامهم المستمر بدعم الإرهاب في جنوب تونس.
وبحسب المراقبين فإن الإرهاب أصبح سوطاً يلهب ظهور المعارضين في معظم دول الوطن العربي، وخاصة بلدان الثورات العربية، ومن السهل الانتقام من منافسك في الانتخابات، أو المعارض للنظام السياسي في وطننا العربي، فقط باتهامه بالإرهاب، أو بالانتماء إلى التيار الديني الجهادي، أو التطرف الديني السلفي، وغير ذلك من تسميات تثير الفزع عند العامة، وهي الخطة التي استخدمها ولازال يستخدمها حكام الدول الخليجية في القضاء على ثورات الربيع العربي لتحرير الشعوب من ديكتاتوريات الأنظمة القمعية.
الإمارات والخليج أعداء الربيع العربي
ومنذ اندلاع الشرارة الأولى للثورات العربية بنهاية عام 2010 وتسعى الدول الخليجية وفي مقدمتها السعودية والإمارات إلى وأد تلك الثورات وإخمادها من خلال رصد أموال ضخمة ودعم وسائل إعلامية متنوعة لمناهضة تلك الثورات، وذلك خوفا من تمدد تلك الثورات لبلدان الخليج من ناحية، والحفاظ على المصالح المشتركة مع الأنظمة الديكتاتورية في البلدان العربية من جهة أخرى.
وبرزت تلك الخطة الخليجية من خلال الدعم الخليجي المنطقع النظير للانقلاب العسكري في مصر على الرئيس الشرعي للبلاد الدكتور محمد مرسي، ومحاولات شق الصف الليبي وزعزعة الاستقرار من خلال إنشاء ودعم الميليشات المقاتلة مع اللواء الانقلابي خليفة حفتر، ودعم الاضطرابات في اليمن ما سهل سيطرة الحوثيين على قطاعات كبيرة هناك، والتخلي الواضح عن الثوار في سوريا ومحاولة التطبيع مرة أخرى مع نظام بشار الأسد، والوقوف بقوة إلى جانب الباحي قائد السبسي وهو الذي يمثل انتخابه ردة عن الثورة التونسية وعودة جديدة لنظام بن علي القمعي.
وبالإضافة إلى ما سبق فقد اتفقت عدة دول خليجية على وضع رموز العمل الإسلامي في البلدان العربية على قوائم المنظمات الإرهابية.
إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟
ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …















