“فورين أفيرز”: شباب الإخوان يسيطرون على قيادة الجماعة
قالت مجلة “فورين أفيرز”، إن شباب جماعة الإخوان المسلمين يسيطرون على قيادة الجماعة خلال الفترة الحالية، والتي تشهد أكبر صراع تدخل فيه جماعة الإخوان منذ نشأتها عام 1928.
وأشارت المجلة- في تقرير لإريك تراغر ومارينا شلبي- إلى أن التغييرات التي تقوم بها القيادات الشابة في جماعة الإخوان المسلمين تجعلها أكثر جاذبية، مضيفة أن قيادات الجماعة المسلمين فقدت سيطرتها على جيل الشباب في مصر، الذي بدأ بتمرد صامت لتقويض الاقتصاد وإسقاط النظام الحالي.
وأوضحت أن عدم الصبر على التقدم البطيء أدى إلى حدوث شرخ بين شباب الجماعة وشيوخها، فثار شباب الإخوان على القيادات الأكبر سنا؛ بسب إساءة تحليل الوضع السياسي، الذي أدى إلى الإطاحة بمرسي، ولاموهم أيضا لإساءة إدارة فترة ما بعد مرسي.
وأضافت “كما أنهم رفضوا دعوات قياداتهم إلى مواجهة صابرة وطويلة مع الحكومة التي يدعمها العسكر، ودعوا إلى أساليب ثورية عنيفة لهز الحكومة في أقرب وقت”.
وأكد التقرير أن الأشهر مرت وتزايد معها القمع للإخوان، “فقتل على الأقل 2500 شخص، وهناك 16 ألف معتقل، وحكم على مرسي مؤخرا بالإعدام”.
وأشار إلى أن هذه الصدوع في جسد الإخوان خفتت في الأشهر القريبة الماضية، وذلك بعد فوز الجناح الثوري الشبابي في انتخابات الجماعة الداخلية، التي أقيمت في شهر فبراير الماضي.
وبحسب القيادي في الإخوان أحمد عبد الرحمن، فقد قامت الحركة باستبدال 65% من قيادتها السابقة، وأن 90% من القيادة الجديدة هي من جيل الشباب، كما قامت الحركة أيضا بتأسيس مكتب “المصريين في الخارج”، الذي سيقوم بإدارة عمل الجماعة في المنفى، ويحضر لنضال أكثر شراسة ضد نظام عبد الفتاح السيسي، الذي يستمر في قمع الإخوان المسلمين.
وكان د. عبد الرحمن قد قال، في مقابلة على “الجزيرة”: “لن يكون هناك حل سياسي قبل تحقيق مطالب الثوريين على الأرض، وسنستمر في ثورتنا حتى النصر”.
ولفت التقرير إلى أن أهداف الإخوان الرئيسية لا تنازل فيها، والتي ترتكز على إسقاط وتحطيم حكومة السيسي، موضحًا أن آخر بيان للجماعة بعد إصدار الحكم على مرسي حديثا يدعو إلى “الثورة لقطع الرءوس عن الأجساد المتعفنة”، كما يشجع على “إبادة الظالمين كلهم”.
وأكد أن هناك أثرين مهمين للوضع الثوري الذي اتخذه الإخوان، الأول لتحقيق الثورة ضد حكومة السيسي، بأن تتبنى الجماعة العنف صراحة على مواقع التواصل الاجتماعي، مضيفًا أن صفحة حزب الحرية والعدالة في شمال سيناء، التابع للإخوان، قامت بنشر صور لأعمال قام بها، مثل إطارات محروقة على سكة حديد، وحرق لمحول كهربائي.
وقالت المجلة “إن الجماعة وعدت بأن “تستمر في إضعاف الانقلاب بالوسائل كلها”، وفي الفترة ذاتها قام فرع جنوب القاهرة في حزب الإخوان بنشر صورة لشاب يلقي بقنبلة مولوتوف، ونبهت الجماعة مؤيديها “إما أن تموت عبدا أو تصبح رجلا وتنضم للثوار”.
ونشرت فروع أخرى للإخوان المسلمين صورا لشباب يلقون بالزجاجات الحارقة، ويشعلون الشوارع ومحطات الشرطة، بينما كتب نائب الرئيس السابق لحزب الحرية والعدالة رفيق حبيب أن العنف يستهدف “أدوات الظلم”، ويعني البنية التحتية وليس “الأرواح”، وقال إن الجماعة دخلت مرحلة جديدة، وتنوي التصعيد نحو أعمال عنف أكثر حدة”.
وتابعت “إن الجماعة في تحولها “للعنف”، قد تتشارك مع حركات ثورية أخرى ضد حكومة السيسي، كما أخبر القيادي في الإخوان محمد جابر الذي يعمل في شبكة “مكملين”، التي تبث من إسطنبول، حيث قال إن حركته “تسعى لاستخدام الخبرات كلها، من داخل الإخوان ومن الخارج، للتوصل إلى الأهداف في هذه المرحلة”، وتحدث عن انحياز ثوري كامل مع القوى السياسية كلها، التي تسعى لإنهاء حكم العسكر في مصر”.
واعتبرت أن دعوة الإخوان إلى تعاون واسع ضد نظام السيسي تعكس تدهورا في أهميته في مصر؛ بسبب الحملة الكبيرة التي قامت بها حكومة السيسي ضد الإخوان، وأيضا بسبب تراجع شعبية الإخوان، بعد أن فشلوا في الحكم، بحسب ما ورد بالتقرير.
ولفتت المجلة إلى أن 70% من الأنشطة المضادة للنظام في مصر هي من غير الإخوان، وذلك بحسب تقديرات الإخوان المسلمين أنفسهم، مضيفة: “يبدو أن الجماعة تخشى من أن تأثيرها يتراجع حتى بين من هم معارضون للحكومة الحالية”.
واستطرد التقرير قائلا: “وتحاول جماعة الإخوان أيضا أن تعيد السيطرة على أفرادها على الأرض، حيث فقد كثير منهم اتصاله مع قيادته السجينة، فتحول إلى المعارضة عن طريق حركات معارضة أخرى. وبدورها تقوم صفحات التواصل الاجتماعي التابعة للإخوان بالترويج لمجموعات مثل المقاومة الشعبية وطلاب ضد الانقلاب، التي تتكون عضويتها من الفوضويين في أقصى اليسار إلى الإسلاميين من غير الإخوان، وعادة ما يشتبكون مع قوات الأمن”.
وأفاد بأنه في الوقت ذاته فإن مكتب الإخوان المصريين في الخارج يحاول تقوية الروابط مع المعارضين المصريين في الخارج، ولذلك تقلد مسئولون كبار في الإخوان المسلمين مناصب في المجلس الثوري المصري، وهو تجمع لحركات ترفض تنحية مرسي، وقد انتخب حديثا اثنان ليسا من الإخوان، هما الزميلة السابقة في معهد “تشاتهام” مها عزام، والقاضي السابق وليد الشرابي، رئيسا ونائب رئيس على التوالي.
وقد أرسل المجلس وفدا إلى آسيا، حيث طالب الوفد اتحاد دول جنوب شرق آسيا بمقاطعة مصر، وطلب من ماليزيا أن تستغل عضويتها في مجلس الأمن للضغط على مصر، ولذلك فإن المجلس يوفر مظلة أوسع للإخوان للاستمرار في حملاتهم الدبلوماسية الدولية ضد حكومة السيسي.
وأوضحت أن قيادة الإخوان الشابة وتبنيها لأساليب ثورية قد ينجحان في استعادة كوادرها الشابة، التي تشعر بأن العنف ضد الانقلاب شرعي، وتعتقد أن على الإخوان العمل مع غيرهم من حركات المعارضة، ولكنها لن تساعد الإخوان في تحقيق هدفها الأسمى وهو العودة إلى الحكم في مصر.
وقال التقرير، إن عمرو فراج (28 عاما)، مؤسس شبكة رصد وأحد القيادات الشابة بالجماعة، انتقل إلى إسطنبول بعد الانقلاب العسكري الذي أطاح بالرئيس مرسي، ليتجنب حملة الحكومة ضد الإخوان المسلمين، وكي يقوم بإعادة إنشاء العمل الإعلامي للجماعة في المنفى، وذلك بناء على طلب قيادات الجماعة منه.
وذكر أحد تصريحات فراج، خلال مقابلة له في إسطنبول في أكتوبر 2014، والتي قال فيها: “هناك أشياء لا يسمح لنا بالحديث عنها، مثل العمليات التي يقوم بها مجهولون، ويتحدث عنها الإعلام المصري مثل إغلاق الشوارع ومهاجمة شبكة الكهرباء”.
وبينت المجلة أن ما جاء في كلام فراج بأنه اعتراف “من الإخوان المسلمين صراحة بمسئوليتهم عن مهاجمة شبكة الكهرباء”.
وزعمت المجلة أن كثيرا من المصريين يعتقدون أن الإخوان المسلمين جماعة إرهابية؛ بسبب اعتدائها العنيف على المتظاهرين وتهديداتها لشخصيات إعلامية خلال حكم مرسي، مضيفة أن تأييد الإخوان الصريح للعنف والتحالف مع حركات متطرفة أخرى سينفران الشعب المصري أكثر منهم، وسيزيدان من شعبية السيسي، وهذا يعني أن فراج وزملاءه الشباب يصعدون معركة بعيدة المنال، بحسب التقرير.
إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟
ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …










