‫الرئيسية‬ أخبار وتقارير تعرف على “المحرقة الثانية” للكتب الإسلامية بمدرسة أم المؤمنين!
أخبار وتقارير - مايو 11, 2015

تعرف على “المحرقة الثانية” للكتب الإسلامية بمدرسة أم المؤمنين!

يبدو أن هناك من يدعم بثنية كشك، مديرة مديرية التربية والتعليم بالجيزة، فى حملتها لحرق وإخلاء المكتبات المدرسية بالمحافظة من الكتب الإسلامية، فبعد أسابيع قليلة من إشرافها على حرق 73 كتابا إسلاميا فى فناء مدارس فضل الخاصة بحضور الطلاب، قامت مؤخرا بزيارة لمدرسة أم المؤمنين الثانوية بنات بالعمرانية بالجيزة، حيث دخلت مكتبة المدرسة وقامت برمى 120 كتابا إسلاميا بمكتبة المدرسة بشكل مهين، ولا يليق بهذه الكتب التى تحتوى على آيات قرانية وأحاديث نبوية، مما أثار استياء العاملين بالمدرسة، وطالبت بثنية بالتحفظ علي الكتب ووضعها فى “كرتونة”، وتم تشميعها ونقلها للمديرية؛ بحجة أنها مختومة بختم الإخوان، وتغذى التطرف فى نفوس الطالبات، وتجعلهم من مؤيدى الجماعة الإرهابية، حسب وصفها.

وقال مصدر، إن مدرسة أم المؤمنين الثانوية بنات بالعمرانية تعد كبرى مدارس البنات بالجيزة، تتميز بتحقيق نتائج متقدمة بالثانوية، وأن هذه الكتب موجودة من سنوات طويلة، وأغلبها كتب عن الصحابة والغزوات الإسلامية والأربعين النووية ورياض الصالحين، وغيرها من الكتب الإسلامية التى لا غنى عنها للمسلم، مؤكدا عدم وجود أى كتاب له طابع سياسى، ولكن جميع الكتب تدخل عنوان الثقافة الإسلامية البسيطة التى يجب أن تكون معلومة للطالبات على أعتاب المرحلة الجامعية.

وأكد أن مديرة التعليم تركت كتبا تمجد فى الرئيس المخلوع مبارك وسوزان وإنجازاتهما للمرأة المصرية، فى التى تصادر فيه كتبا عن مكانة المرأة فى الإسلام.
اعتقال صاحب مدرسة.. الواقعة الأولى

وكانت بثنية كشك قد تسببت فى اعتقال عادل فضل، صاحب مدارس فضل، المحتفظ عليها من الوزارة، حيث تقدمت ببلاغ إلى الأمن الوطني، تتهم فيه “عادل فضل” بأنه وراء تحريض الطلاب على التظاهر ضد حرق الكتب، وكذلك تسريب عملية الحرق لوسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، فيما أصدرت نيابة الهرم قرارًا على ذمة التحقيق؛ بتهمة تحريض طلاب المدارس على التظاهر ضد قرار حرق الكتب الإسلامية .

وكانت بثينة كشك قد واجهت انتقادات واسعة بعد أن أشرفت بنفسها على حرق الكتب الإسلامية، مؤكدة أن جهات أمنية عليا قد أعطتها تعليمات بذلك، مما يؤكد علاقاتها الوطيدة بالأمن الوطنى “أمن الدولة سابقا”.

بثنية مرشحة سابقة للوزارة

كما رشحتها الأجهزة الأمنية- وفقا لمصادر بقطاع مكتب الوزير بالتربية والتعليم- لتكون أول وزير امرأة للتربية والتعليم فى مصر، إلا أن الوزير الحالى محب الرافعى كان مدعوما من جهة سيادية أعلى من الأمن الوطني وهى المخابرات العسكرية، كما حذر المهندس إبراهيم محلب، رئيس الوزراء، من عدم قدرتها على إدارة وزارة بحجم وزارة التعليم، بها ما يقرب من مليون ونصف معلم وإدارى، فضلا عن 20 مليون طالب وطالبة بمختلف المراحل التعليمية .

ويبدو أن وزير التعليم محب الرافعى حاول الإطاحة بالمرشحة السابقة لوزارته، مستغلا حادث محرقة كتب المحرقة، فنفى علمه بالواقعة، بل وأكد رفضه لحرق الكتب، بل أحال بثينة كشك وكل المسئولين عن “محرقة الكتب” في إحدى مدارس الجيزة إلى التحقيق، ولكن يبدو أن التحقيق لم يكتمل، وأن بثنية مصرة على محرقة الكتب الإسلامية .

الأزمة قد اشتعلت داخل وزارة التعليم نفسها، بعد تبادل الاتهامات بين محب الرافعي وزير التربية والتعليم، وبثنية كشك وكيلة الوزارة بالجيزة، حول من صاحب قرار محرقة الكتب الإسلامية.

ففي الوقت الذي قالت فيه بثينة كشك “إنها حرقت الكتب بناءً على تعليمات من الوزارة”، ينفي وزير التعليم علمه بالواقعة، ويؤكد رفضه لحرق الكتب، بل أحال بثينة كشك وكل المسئولين عن “محرقة الكتب” في إحدى مدارس الجيزة، إلى التحقيق.

كتب لعلماء ومفكرين وصحفيين

وكانت لجنة من وزارة التربية والتعليم قد قامت بحرق عشرات الكتب الإسلامية في فناء إحدى المدراس بالجيزة أمام الطلاب وفي حضور المدرسين، وهم يرفعون علم مصر كأنهم في غزوة، بزعم أنها تحض على العنف والتطرف وتخرب عقول الطلاب، رغم أن من بينها كتبًا لشيخ الأزهر عبد مثل الحليم محمود وعلماء كبار مثل زغلول النجار والسنهوري كـ”الإسلام وأصول الحكم لعلى عبدالرازق، منهج الإصلاح الإسلامى للشيخ عبدالحليم محمود، جمال الدين الأفغانى للدكتور عثمان أمين، دستور أمة الإسلام للدكتور حسين مؤنس، مكانة القدس فى الإسلام للشيخ عبد الحميد السايح، مكانة المرأة فى الإسلام لمحمد عطية الإبراشى، أصول الحكم فى الإسلام لمحمد فريد وجدى، من التبعية للأصالة لأنور الجندى، وسطية الإسلام للشيخ محمد محمد المدنى”. وهؤلاء جميعا من الأعلام والرموز الذين أثروا فى العقل المصرى العربى، وجميعهم لا علاقة لهم بالإخوان. ثم إنهم من الذين رحلوا عنا وانتقلوا إلى الدار الآخرة، ولم يذهبوا إلى قطر.

الثقافة أدانت الواقعة الأولى
كانت وزارة الثقافة قد أصدرت بيانًا شديد اللهجة، أدانت فيه الواقعة الأولى لحرق كتب مدرسة فضل، حيث وصف البيان أن ما أقدمت عليه وزارة التربية والتعليم ووصفت فيه حرق الكتب بالإرهاب الفكري، خاصةً أن من بين المؤلفات التي تم حرقها كتاب “الإسلام وأصول الحكم” للشيخ علي عبد الرازق، وهو كتاب مهم لأي مثقف عربي مسلم، حسب بيان الثقافة.

وقال البيان: إن “محاربة الفكر المتطرف، لن تكون أبدًا بحرق الكتب، وإنما بأسلوب تربوي يستهدف تربية النشء على نبذ العنف والتطرف والإرهاب”.

بيان سابق للتعليم يؤيد الحرق

في المقابل كانت وزارة التربية والتعليم قد أصدرت، مساء أمس الثلاثاء، بيانًا تؤكد فيه أن الكتب المحروقة لم تكن ضمن قائمة الكتب المسموح بها للمكتبات المدرسية، وأنه “تم تسريبها إلى المدرسة دون المرور على اللجنة المكلفة بتيسير العمل بمعرفة “مجلس إدارة 30 يونيو” المكلف بإدارة المدارس المُتحفظ عليها”.

وأضاف البيان “التعليمات الأمنية تقضي بإعدام الكتب الخارجة عن المألوف، وليس فرمها فقط، ومن هنا كان اللجوء لحرق الكتب المضبوطة بعد التأكد من مخالفة مضمونها لمبادئ الإسلام المعتدل”، مشيرًا إلى أن “الهدف الأساسي من حرق الكتب داخل المدرسة هو إثبات ضبطها ولتكون عبرة لأي أفكار متطرفة”، على حد تعبير البيان.

وقال البيان “إن بثينة كامل، وكيل الوزارة بمحافظة الجيزة، شكلت لجنة مكونة برئاسة طارق حسين الخضر، مدير عام إدارة الهرم، وعضوية كل من فاطمة يحيى محمود، مدير متابعة فنية بالمديرية، وعفاف أبو بكر عثمان، من الشئون قانونية بالمديرية، وآلاء أبو زيد عبد العال، من التوجيه المالي، ومحمود محمد محمود من أمن المديرية”.

وأضاف أن اللجنة “تأكدت أن جميع الكتب غير مطابقة للقائمة الوزارية، فضلاً عن وجود بعض المؤلفين مُعادين للوطن مثل “علي القاضي”، والبعض ينتمي لجماعة الإخوان المسلمين، مثل “رجب البنا ومحمد محمد المدني”.

وأكدت أن إحراق الكتب تم تحت إشراف اللجنة، وعلى أنغام الأغاني الوطنية مثل “يا أغلى اسم في الوجود، والنشيد الوطني، وتحيا مصر”، مع رفع الأعلام المصرية، بحسب البيان.

الثقافة تصدر بيانا شديد اللهجة
وفي رد فعل غير متوقع أصدرت وزارة الثقافة، مساء أمس، بيانًا بشأن حرق العديد من الكتب بإحدى المدارس، وقالت الوزارة في بيانها: إنها تابعت بمزيد من القلق والاستياء والاستنكار ما تم في إحدى المدارس الخاصة بمحافظة الجيزة من حرق العديد من الكتب بدعوى أنها تدعو للتطرف والإرهاب.

وقالت وزارة الثقافة، في بيانها، إن هذا المشهد يعيد إلينا مرة أخرى مشهد حرق كتب ابن رشد في الأندلس بدعوى أنها تحرض على الزندقة، ولكن احترقت كتبه في الأندلس وانطلقت بها أوروبا من ظلمات العصور الوسطى إلى عصر النهضة التي أضاءت الحضارة الأوروبية الغربية بنور العلوم والثقافة والفنون، وأحدثت طفرة في تاريخ الإنسانية على طريق التقدم والتطور والاستنارة، واحتفظت بها مصر لتبقى للبشرية كنزًا وتراثًا، ومادة لإعمال العقل والفكر والاجتهاد، وظلت مصر على مدى العصور هي الملاذ الآمن للكتب وللثقافة والعلوم والفنون وليس للحرق.

وقال بيان الوزراة، إن من ضمن الكتب التي احترقت في مشهد عبثي كتاب “الإسلام وأصول الحكم” للشيخ علي عبد الرازق، وهو كتاب مهم لأي مثقف عربي مسلم قدم فيها الشيخ علي عبد الرازق رؤيته في مقولات وأطروحات حول قضية خلافية مهمة وهي “الحكم في الدولة الإسلامية”، فكيف يكون كتابًا مثل هذا يدعو للتطرف والإرهاب، وكذلك كتاب عثمان أمين عن التنويري جمال الدين الأفغاني، وقائمة الحرق طويلة ما بين كتب عن المرأة وكتب عن الإدمان والمخدرات وغيرها.

وقال بيان وزارة الثقافة، إنها قد وقعت مذكرة تفاهم مع وزارة التربية والتعليم جاء في أحد بنودها إمداد المكتبات المدرسية بإصدرات وزارة الثقافة المختلفة، فكان من ضمن ما أحرق كتاب “ذكر النسوة المتعبدات الصوفيات”، وهو من إصدرات هيئة قصور الثقافة، وغيرها من الكتب التي أصدرتها الوزارة، بموجب مذكرة التفاهم الموقعة بين الوزارتين، أن حرق الكتب بدعوى إنها تحض على التطرف والإرهاب، فهو أمر مردود على من قاموا بتلك الجريمة التتارية البشعة، فكتب المرأة وحقوقها تحرض على العنف؟، وكتب مكافحة الإدمان تحرض على الإرهاب؟.

وأكدت الوزارة أن ما قامت به مديرة التعليم بالجيزة “إهارب فكري” وهذه الفعله الشنعاء، تؤكد أنها مع حرية الإبداع والفكر، بموجب الدستور والقانون، ولا منع لأي كتاب، أو مصادرة، أو حرق، ولا حكر على أي فكر، فحرية الإبداع ومن ثم الإطلاع مكفولة لكل المصريين، ومن حق المواطن أن يقرأ ويعرف، مهما كان سنه أو وظيفته أو مستواه الاجتماعي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟

ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …