بعد حرق الكتب الإسلامية.. تواضروس يدعو المصريين لقراءة التاريخ المسيحي
بعد واقعة حرق عدد من الكتب الإسلامية التي أشرفت عليها وكيلة وزارة التربية والتعليم بمحافظة الجيزة، وبحضور قيادات من الوزارة، والتفتيش على المكتبات المدرسية وإخلائها من كتب إسلامية معينة لمؤلفين وضعت قائمة بأسمائهم، دعا بابا الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بمصر تواضرس الثاني، لتدريس التاريخ المسيحي، وقال: “إن عصر التاريخ المسيحي هي فترة هامة وجزء من تاريخ الوطن، ويجب على كل مصري دراسته ومعرفته”.
جاء ذلك خلال كلمة مسجلة للبابا تواضروس الثاني خلال المؤتمر الدولى الثاني لتاريخ مصر في العهد المسيحي، بكلية الآداب، بجامعة عين شمس (حكومية)، شرقي القاهرة، بمشاركة 18 أستاذًا أجنبيًّا، ومنذ يوم الخميس الماضي، يزور البابا تواضروس هولندا، أولى محطات جولته الأوروبية التي تشمل أيضًا إيطاليا.
وقال البابا تواضرورس الثاني، في كلمته المسجلة: “إن التاريخ هو الحياة، فمعرفة التاريخ تجعلنا نفهم الحياة في كل عصورها”، مضيفًا: “إن تاريخ مصر في العهد المسيحى تاريخ حافل وشامل، وكان رابطًا بين تاريخَي الحضارة الفرعونية، وتاريخ الإسلام في مصر”، مضيفًا: “إن مَن ينسى تاريخه ينسى حاضره ولا يجد مستقبله”.
وقدّم البابا تواضروس شرحًا لتاريخ هذه الحقبة منذ نشأتها وتطورها وظهور اللغة القبطية التي نقلت لنا اللغة المصرية، وتسربت بعض مفرداتها للغة العربية لاستخدامها في الأحاديث اليومية، وعن تلك الحقبة التاريخية المسيحية، قال رئيس جامعة عين شمس، حسين عيسي: “إن مصر دولة قديمة تفتخر دائمًا بكل مراحلها التاريخية”، مضيفًا: “إن المؤتمر يتناول فترة من أهم فترات البلاد منذ عام 284 إلى 641 ميلادية، لمناقشة تفاصيل دقيقة في تاريخ مصر في العصر المسيحي، والتأكيد على الاهتمام بجميع الأديان وعدم التمييز بينها”.
وأوضح أن المؤتمر يقدم 40 ورقة بحثية وورشة عمل بمشاركة ممثلين لعشر دول لشرح هذه الفترة التاريخية، من جانبه قال الأنبا إبيفانوس، رئيس دير الأنبا مقار (شمال القاهرة) وممثل البابا تواضروس في المؤتمر: “إنه يجب على أبناء مصر العمل لدراسة المخطوطات القبطية وترجمتها للغة العربية، باعتبارها دراسات تاريخية مصرية”.
وأضاف: “إن جامعة عين شمس سيكون لها الأثر في تشجيع الأساتذة والطلاب على الاهتمام بدراسات التاريخ المسيحي”. وكان طارق منصور، وكيل كلية الآداب التي تستضيف المؤتمر، قد قال في تصريحات صحفية: “إن المؤتمر يعكس رؤية قيادات الجامعة بضرورة تجديد الخطاب الديني الوطني والتأكيد على مبدأ الإخاء بين الأديان”، لافتًا إلى أن “المؤتمر بمثابة رسالة سلام تبعث بها الجامعة للتأكيد على أن الشعب المصري نسيج واحد متكامل”.
ولا توجد إحصائية رسمية حديثة لأعداد المسيحيين في مصر، ولكن تقديرات غير رسمية تقول إنها تتراوح بين 5- 10% من إجمالي عدد السكان البالغ أكثر من 90 مليونًا، فيما قدرهم البابا تواضروس في تصريحات سابقة بحوالي 15% من عدد السكان، ويمثل أتباع الكنيسة الأرثوذكسية أكثر من 90% من مسيحيي مصر، يليهم أتباع الكنيسة الإنجيلية، ثم الكاثوليكية، بالإضافة إلى مذاهب أخرى.
اقرأ أيضًا:
بعد حرق كتب المدارس..”الثقافة” تتهم “التعليم” بالإرهاب الفكرى
وزارة التعليم تحرق كتب شيخ الأزهر والنجار والسنهوري في المدارس
إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟
ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …