هل صرخ مبارك في وجه عرفات: “وقّع يا كلب” على أسلو؟
بالتزامن مع مرور 21 عامًا على توقيع “اتفاقية القاهرة” حول قطاع غزة ومنطقة أريحا، والتي وقعت في القاهرة في 4 مايو 1994 بين كل من اسحاق رابين وياسر عرفات وحسني مبارك وعرفت بعد ذلك بأسلو 2، كشف كاتب إسرائيلي يدعى (يؤاف شاحام) تفاصيل مثيرة عن علاقة الرئيس المخلوع محمد حسني بالرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات ودور مبارك في تلك الاتفاقية.
وأشار الكاتب الإسرائيلي أنه لولا انفعال مبارك ما جرى توقيع اتفاق القاهرة الذي خلص إلى تفاصيل الحكم الذاتي الفلسطيني ويعرف الاتفاق باسم اتفاق القاهرة 1994، مؤكدًا أن عرفات لم يضع توقيعه على خرائط الاتفاق إلا بعد أن صرخ مبارك في وجهه: “وقّع يا كلب”!!.
وفي ذكرى توقيع الاتفاق كتب شاحام: “تُصادف اليوم (4 مايو) ذكرى انقضاء 21 عامًا على حدث تاريخي مهم وواحد من الأحداث الغريبة في تاريخ الشرق الأوسط، وقف على المنصة الممثلون عن الجانب الإسرائيلي الفلسطيني الأمريكي الروسي والمصري، وانتظروا مراسم التوقيع، التي سيتم بموجبها تسليم قطاع غزة وأريحا للسلطة الوطنية الفلسطينية، التي تم تشكيلها قبل وقت قصير من ذلك، ولكن شخصًا واحدًا يدعى ياسر عرفات قد أفسد على الجميع ذلك الاحتفال.
وأشار: “عندما جاء موعد التوقيع قرر رئيس السلطة الفلسطينية ياسر عرفات القيام بعملية استفزازية، ورفض التوقيع على الخرائط المُرفقة بالاتفاق.. لاحظ ررئيس الحكومة الإسرائيلية إسحق رابين ذلك، وتشاور مع وزير خارجيته شيمون بيرس على المنصة.. سادت القاعة حالة من الإحراج، حين تبيّن أن عرفات يرفض التوقيع”.
وتابع: “بقي عرفات لمدة نصف ساعة متمسكًا بقراره، إلى أن ألقى مبارك بكل ثقله لإنهاء هذا الأمر المحرج، وصرخ بوجه ياسر عرفات أمام الجميع قائلاً: “وقّع يا كلب”، فيما يبدو عرفات أنه أراد أن يُظهر للعالم مدى رفضه للتنازل عن المصالح الفلسطينية، انصاع أمام مُبارك”.
وأوضح الكاتب أن إسرائيل أطلقت في يوم توقيع الاتفاق، وفي اليوم الذي تلاه سراح نحو 1400 سجين فلسطيني من سكان الضفة الغربية وغزة بعد مرور نحو شهرين، وتحديدًا في 1 تموز 1994، عاد عرفات بعد عقود من الإبعاد إلى فلسطين بعد أقل من عشر سنوات من ذلك التاريخ، في نهاية 2004، ترك عرفات فلسطين لآخر مرة، برحلة جوية إلى فرنسا والتي لم يعد منها.
مبارك لا ينفعل إلاعلى الفلسطينيين
الواقعة ذاتها ذكرتها الشاعر والكاتب الأردني (أمجد ناصر)؛ حيث أكد في أحد المقالات له بعنوان (وقّع يا كلب) أنه في أحد الاتفاقات، اللا نهائية، بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية، برعاية القاهرة، أراد ياسر عرفات، في آخر لحظة، أن يحسِّن شروط الاتفاق، فامتنع عن التوقيع.. كانت المنصّة جاهزة. الوفود الرسمية الفلسطينية والإسرائيلية والأمريكية، فضلاً عن حسني مبارك وفريقه، تنتظر اللحظة غير التاريخية.
وتابع قائلاً: “كانت الأوراق والأقلام على الطاولة، لكن الرجل الذي ينبغي أن يوقع هذه الأوراق المسمومة، بعدما سارع الإسرائيليون إلى توقيعها، تملَّص.. هذا التكتيك العرفاتي ذائع الصيت أخرج – على ما يبدو – عراب التنازلات الفلسطينية، حسني مبارك، عن “طوره” فصرخ في وجه عرفات أمام ذهول الجميع: “وقِّع يا كلب!”.
وأوضح أن وكالات الأنباء طيرت هذا الخبر وأنه قام شخصيًّا (بنشره نقلاً عن وكالة الصحافة الفرنسية) لكن وبحسب الكاتبن فإن أبو عمار بلع الإهانة و”كظم” الغيظ (كان يردّد في مجالسه هذه الآية: والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس) فنفى والخارجية المصرية الخبر جملةً وتفصيلاً.. بعد سنين على تلك الحادثة، أخبرنا أحد أعضاء الوفد المرافق لعرفات أن الحادثة حقيقية، لكن مبارك لم يقل لعرفات: وقِّع يا كلب، بل يا ابن الكلب!!!
وتساءل الكاتب: “هل كانت تلك استشاطة غضب من مبارك، الذي أربكه عرفات أمام ضيوفه الإسرائيليين والأمريكيين، وكاد يخلُّ بتعهداته لهم أم أن ذلك هو سلوك النظام المصري “المعتاد” حيال الفلسطينيين الذين لم يعد لديهم، بعد خروجهم من بيروت، حائط يستندون إليه؟
وتابع قائلاً “ليس لديَّ الكثير من الوقائع لدعم هذا الزعم الأخير، ولكن المسار السياسي العام للنظام المصري حيال القضية الفلسطينية منذ الانقلاب الساداتي على النهج الناصري، يؤكد أنه سلوك “معتاد”.
وأوضح: “أنه ليس بالضرورة بالشتم و”التهزيء”، وإنما بالضغط وانتزاع التنازلات؛ فالأمر لا يتعلق بمزاج حسني مبارك، الذي لا يفقد “أعصابه” إلا مع الفلسطينيين.. إنه دور.. وظيفة.. “شغل” يتقاضى عليه من واشنطن نحو ملياري دولار.. آسف لمن يرى غير ذلك، ولكن هذا هو ثمن دور النظام المصري، لضبط مسار القضية الفلسطينية، ضمن مضمار لا تخرج عنه حتى لو اقتضى الأمر بناء “سور حديدي”.
وتابع قائلاً: “يكفي أن نعرف أن القضية الفلسطينية من مهام المخابرات المصرية، وليست من مهام الخارجية ولا الرئاسة.. يعني: قضية أمنية، ويا ليتها قضية أمنية بالمعنى الاستراتيجي للكلمة، لا مشكلة لو كانت كذلك، لكنَّ توكيل عمر سليمان (أو سواه) بالقضية الفلسطينية لا يأتي على أرضية الوعي بأن القضية الفلسطينية قضية أمن قومي مصري”.
ماهو اتفاق القاهرة 1994
واتفاق “غزة – أريحا” أو اتفاق القاهرة 1994 هو اتفاق حول قطاع غزة ومنطقة أريحا، وقّع في 4 مايو 1994 لاحقا لاتفاقية أوسلو، وفيه خلصت الأطراف إلى تفاصيل الحكم الذاتي الفلسطيني ويعرف الاتفاق باسم اتفاق القاهرة 1994.
وأعطت الاتفاقية حكمًا ذاتيًا فلسطينيًا محدودًا في الضفة الغربية وقطاع غزة خلال 5 سنوات وتبعًا لهذه المعاهدة وعدت إسرائيل بالانسحاب جزئيًا من أريحا في الضفة الغربية وجزئيًا من قطاع غزة خلال ثلاثة أسابيع من تاريخ التوقيع.
وأنشئت السلطة الفلسطينية والتي أصبح ياسر عرفات أول رئيس لها في الخامس من يوليو 1994 والأجزاء الأخرى من الاتفاق كانت بروتوكول العلاقات الاقتصادية “بروتوكول باريس” وإنشاء قوات الشرطة المدنية الفلسطينية.
وينظم بروتوكول باريس العلاقات الاقتصادية بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية، ولكنه عمليًّا ينظم الاقتصاد الفلسطيني ضمن الاقتصاد الإسرائيلي.
وتم ضم هذا الاتفاق وحل محله اتفاق أوسلو 2، المعروف رسميًّا باسم الاتفاق المرحلي على الضفة الغربية وقطاع غزة، الموقع في 24 و28 سبتمبر 1995.
إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟
ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …