مبارك فى التليفزيون 6 مرات.. رصاصة الرحمة للثورة

بعد 4 أعوام من نجاح ثورة يناير وتنحيه عن الحكم، عاد الرئيس المخلوع حسنى مبارك للظهور من جديد عبر بعض وسائل الإعلام المصرية والعربية، وذلك بعد حصوله على البراءة من القضايا المتعلقة بالفساد وقتل المتظاهرين فى ثورة يناير، وهو ما أرجعه مراقبون إلى أن الساحة السياسية ممهدة لظهوره مرة أخرى بعد إقصاء الإخوان والثوار وحبسهم فى السجون.

وكان آخر ظهور لمبارك فى وسائل الإعلام، أمس الأحد، وذلك من خلال مداخلة هاتفية له عبر البرنامج الذى يقدمه أحمد موسى على قناة “صدى البلد” الفضائية، بمناسبة ذكرى الـ 33 لتحرير سيناء؛ حيث أكد الرئيس المخلوع على ثقته فى حكمة المشير عبد الفتاح السيسي، داعيا الشعب للوقوف خلفه ومساندته.

وقال مبارك: إن تحرير سيناء جاء ليمحو عار هزيمة ثقيلة منيت بها مصر فى نكسة 1967، مضيفًا أنه لم يتنازل عن شبرٍ واحد من أرض سيناء كما ادعى البعض، كما أصر على استكمال ما بدأه الرئيس الأسبق أنور السادات قبل اغتياله.

شاهد مداخلة مبارك مع أحمد موسى بمناسبة ذكرى تحرير سيناء:

ولم تكن هذه هى المداخلة الأولى التى أجراها مبارك مع أحمد موسى؛ حيث سارع الأخير فى الاتصال بالمخلوع على الهواء مباشرة بعد حصوله على البراءة، فى نوفمبر الماضي، وذلك للتعليق على الحكم.

وقال مبارك فى هذه المداخلة: “كنت أنتظر الحكم بثقة كاملة فى الله وبراءتي، فعندما سمعت الحكم الأول ضحكت والحكم الثانى كنت منتظرا حينها البراءة”.

ونفى ما نسب إليه من اتهامات بأنه أعطى تعليمات بقتل المتظاهرين إبان ثورة يناير، مضيفًا: “الترتيبات التى كانت تتم فى 25 يناير عينك ما تشوف إلا النور”.

وتابع “العشر سنوات الأخيرة فى حكمى ظهر فيها نتاج العشرين عاما التى سبقتها”.

شاهد مداخلة مبارك مع أحمد موسى تعليقا على براءته:

وكان أول ظهور إعلامى للرئيس المخلوع بعد نجاح ثورة يناير، فى إبريل 2011؛ حيث أذاعت قناة “العربية” الفضائية، كلمة صوتية مسجلة له من مقر إقامته الجبرية بمدينة شرم الشيخ، أبدى خلالها استعداده لتقديم مكاتبات أو توقيعات من شأنها أن تساعد النائب العام حينها، فى مخاطبة وزارات الخارجية بجميع دول العالم من خلال وزارة الخارجية للكشف عن امتلاكه هو وعائلته أى حسابات أو أرصدة أو عقارات خارج جمهورية مصر العربية منذ انخراطه فى العمل العام عسكريا وسياسيا.

وأضاف، أنه لا يمتلك سوى أرصدة وحسابات بأحد البنوك المصرية، طبقا لما أفصح عنه فى إقرار ذمته المالية.

جاء ذلك تعليقا على الحديث حول تضخم ثروته، والتى قالت بعض التقارير التى نشرتها الصحف الأجنبية “إنها تتخطى الـ 70 مليار دولار”.

شاهد التسجيل الصوتى لمبارك يرد فيه على اتهامات تضخم ثروته بعد الثورة:

وازداد الظهور الإعلامى لمبارك بعد الانقلاب العسكرى الذى أطاح بالرئيس محمد مرسي، وما تبعه من قمع وحبس لثوار يناير، فى أكتوبر 2014؛ حيث أجرى مجدى الجلاد، رئيس تحرير صحيفة “الوطن”، حوارًا صحفيًّا مع الرئيس المخلوع، وذلك خلال الاحتفال بذكرى 6 أكتوبر، وقبل النطق بالحكم فى قضية قتل المتظاهرين أثناء الثورة.

وأشار مبارك فى حواره، إلى أن الحديث عن ارتكابه لأخطاء خلال فترة حكمه طبيعية، وأن الأخطاء ورادة فى السياسة، مضيفًا أنه كان رئيسا لمصر لثلاثين عاما، ومن الطبيعى وجود أشياء جيدة وأخرى سيئة.

وفى حوار آخر، أجرته صحيفة “المصرى اليوم” فى إبريل 2014، أعلن مبارك دعمه للمشير عبد الفتاح السيسي، مضيفًا أن “أمريكا تريد تركيع مصر لعدم إعطائها طائرات الأباتشى إلا بعد رجوع الإخوان، وأنهم لم يتمكنوا من إركاعه رغم محاولاتهم العديدة”، حسبما جاء فى الحوار.

وفى مارس الماضي، خرج مبارك من جديد عبر حوار أجرته الكاتبة الكويتية فجر السعيد، وسط الاحتفال بذكرى تحرير طابا ورفع العلم عليها، والذى تحدث فيه عن جماعة الإخوان المسلمين، قائلا إن “أغلب البسطاء المنتسبين إلى الإخوان سوف يكتشفون بعد فترة أنهم كانوا على ضلال مبين وسيعودون إلى رشدهم بعد أن يفهموا الحقيقة”.

وأكد المخلوع، أنه لو كان حرًّا لكان أول الواقفين فى طوابير الاقتراع منتخبًا الرئيس السيسي، وأنه كان سيخرج فى 26 يوليو لتفويضه لمواجهة الإرهاب.

جدل وغضب

وأثار خروج مبارك المتكرر فى وسائل الإعلام جدلا كبيرًا بين النشطاء والسياسيين؛ حيث رأى البعض أن خروجه أثبت نجاح الثورة المضادة، متهمين وسائل الإعلام التى تستضيفه بالعمل لصالح فلول النظام المخلوع.

ومن جانبه، استنكر الناشط السياسى شادى الغزالى حرب ظهور الرئيس المخلوع حسنى مبارك بمداخلة هاتفية مع الإعلامى أحمد موسي.

وقال فى تغريدة بموقع التدوين المصغر “تويتر”: “يسقط يسقط حسنى مبارك، يسقط يسقط كل مبارك، يسقط كل رجال مبارك، يسقط كل نظام مبارك، يسقط إعلام مبارك”.، وأضاف: “هنفضل نقول يسقط يسقط لحد ما نسقطه بجد”.

أما الناشط القبطى مايكل منير، رئيس حزب “الحياة”، فقد وصف ظهور مبارك الإعلامى بـ”عجائب مصر الكبرى”؛ حيث قال: “عودة مبارك “للعمل العام” يمكن أن تدرج تحت بند عجائب مصر الكبرى جنبا إلى جنب، مع الأهرامات وأبي الهول وخروج أحمد عز وأبناء مبارك من السجن”.

وأضاف منير فى تغريدات عبر موقع التدوينات المصغرة “تويتر”: “مبارك ظهر علشان يقول إنه هو صاحب الفضل فى تطوير الجيش وقياداته إذًا هو صاحب الفضل فى خلع الإخوان، وصاحب الفضل على السيسى وكمان رفع ضغط الدم”.

كما علق الناشط السياسى حازم عبد العظيم قائلا: “وإذا كنا بنقول على مبارك (له ما له، وعليه ما عليه) ومن الإنصاف ذكر دوره فى تحرير سيناء! لكن ظهوره فى الإعلام بعد ثورة ضده من عجائب مصر المحروسة”.

وقال الكاتب والروائى علاء الأسواني: “الذين يستغلون ذكرى تحريرسيناء ليحاولوا غسل اسم المخلوع مبارك، لماذا لا يذكرون الدور العظيم للفريق الشاذلى قائد الأركان الذى حبسه مبارك ونكل به ؟”.