مفاجأة: إثيوبيا تتمرد على وثيقة الخرطوم.. وخبراء: كانت “فخًّا” لمصر
في تطور خطير لأزمة سد النهضة وبعد أيام قليلة من توقيع عبد الفتاح السيسي للاتفافية التي ووصفها الخبراء بأنها تخلٍّ عن حصة مصر التاريخية من مياه النيل؛ نقضت إثيوبيا تعهدها من وثيقة الخرطوم، من خلال رسالة واضحة أن المبادئ التي تم إعلانها لن تغير من طريق الجانب الإثيوبي الذي اعتمد خلال السنوات الماضية على أساليب التسويف والمبالغة واللعب على جميع الحبال مع عدد من الدول الأخرى التي لا تتمتع بعلاقات جيدة مع مصر.
وكان عدد كبير من الخبراء قد حذَّورا السيسي من خطورة توقيع الاتفاقية، مؤكدين أن وثيقة الخرطوم فخًّا لمصر من السودان وإثيوبيا بانتزاع اعتراف بشرعية سد النهضة، وهو ما حدث.
رغم أن الوثيقة حددت شروطًا واضحة للتعامل بين الدول الثلاث واحترام عدم الإضرار بأي دولة جراء بناء السد، وهو ما اعتبره الكثيرون خطوة في طريق الحل، خاصةً بعد أن انتهت إثيوبيا من أكبر مشاكلها، وهي عدم الاعتراف بالسد، من جانب دول مصر والسودان؛ مما أوقف التمويل الدولي، إلا أن الجانب الإثيوبي بدأ يتنصل من الاتفاق وتحديدًا فيما يتعلق باختيار المكتب الاستشاري المخول له إقامة دراسات سد النهضة الفنية.
ووفقًا لتصريحات وزير الري الدكتور حسام مغازي: كان من المفترض أن يجتمع أعضاء اللجنة الثلاثية (مصر والسودان وإثيوبيا) في الخرطوم الثلاثاء الماضي، من أجل الاتفاق على المكتب الفائز، وهو أمر لم يتم بسبب انشغال وزير الموارد المائية الإثيوبي اليماهو تيجنو، حسب تصريحات مصدر داخل اللجنة الثلاثية لسد النهضة.
وتأتي تلك الخطوة ضمن سلسلة من المراوغات من الجانب الإثيوبي فبعد أن وافقت مصر على إمداد فترة عمل المكتب الاستشاري ليكون بين 5-12 شهرًا بدلا من 6 أشهر فقط وفق ما تريد مصر وكان هذا شرطها لعودة المفاوضات التي تعثرت خلال الشهرين الماضيين، ومن ضمن 4 مكاتب استشارية تقدموا بعروض لإجراء دراسات السد؛ استقرت اللجنة الثلاثية على مكتبين؛ أحدهما فرنسي والآخر هولندي، لتبدأ المراوغة مرة أخرى بعد اختيار مصر والسودان مكتبًا واختيار إثيوبيا مكتبًا آخر، وهو سبب التأجيل عن الإعلان عن المكتب خلال الشهر الماضي.
ورغم تأكيدات وزير الري أن الأمر لا يعدو اختلافا في وجهات النظر، لكن مصدرًا داخل اللجنة الثلاثية أكد أن إثيوبيا من بداية المفاوضات لا تريد أن تتراجع عن موقفها، وهو ما حدث في استقبال عروض المكاتب والآن في الاختيار.
ولم يكن المكتب الاستشاري فقط هو آخر خطوة للجانب الإثيوبي في غضون أسبوع واحد على توقيع وثيقة اعتبرها البعض بداية صفحة جديدة لعلاقة شراكة قوية بين مصر وإثيوبيا، لكن رئيس وزراء إثيوبيا أعلن عن توقيع اتفاقية تعاون عسكري مع تركيا.
ووفقًا لما أعلن فإن الاتفاقية تتضمن منظومة الدفاع الجوى والتكنولوجيا، وهو جزء من تعاون تركي إثيوبي وصل إلى 500 مليون دولار، وفقًا لتصريحات رئيس الوزراء الإثيوبي ديسالين.
الدكتور محمد نصر علام، وزير الري الأسبق، رأى أن ما تفعله إثيوبيا هو إعلان واضح أنها خرجت من وثيقة الخرطوم رابحة، في عدم إلزامها بأي بند يخص حقوق مصر التاريخية، بجانب عدم إلزامية المكتب الاستشاري، وهو ما يجعلها تتحكم في اللجنة الثلاثية كما تشاء.
وأضاف علام أن الهدف من المراوغة فيما يخص المكتب الاستشاري هو أن إثيوبيا لن تقبل بتقرير فني مكتوب يدينها؛ لأن بناء السد يعني وقوع أضرار على مصر، وهو ما يعرفه الجانب الإثيوبي؛ لذلك لا يريد إقامة أي دراسات فنية يحرجها أمام المجتمع الدولي.
وتابع: إن وثيقة الخرطوم حققت الاعتراف السياسي للسد، وهو ما كانت تحتاجه إثيوبيا، أما فيما عدا ذلك فإنها ستلجأ للمراوغة حتى يتم الانتهاء من بناء السد؛ ليصبح بعد ذلك أمرًا واقعًا، لافتًا إلى أن المفاوضات الفنية ضعيفة.
وأشار الدكتور نادر نور الدين، خبير المياه الدولي، إلى أن وثيقة الخرطوم كان فخًّا لمصر من السودان وإثيوبيا بانتزاع اعتراف بشرعية “سد النهضة”، وهو ما حدث، ولذلك فإن أي سلوك “استعراضي” من إثيوبيا أمر طبيعي.
وأضاف نور الدين أن المفاوضات الفنية التي ننتظر نتائجها بعد سنة على الأقل- وفقًا لدراسات المكتب الاستشاري- هي دراسات موجودة للسد منذ عام 2012 ورفضتها إثيوبيا، وبدأت في الترويح لفكرة مكتب استشارى محايد عطلنا حتى الآن عامين، مشيرًا إلى أن علاقات إثيوبيا مع تركيا وإسرائيل وأمريكا تشهد تحسنًا واضحًا، وهو ما يعني أن على مصر تغيير الإستراتيجية وعدم اللهث الذي لا يزيدنا إلا ضعفًا.
إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟
ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …