‫الرئيسية‬ أخبار وتقارير CBC: لماذا يبدو الغرب لطيفا مع استبداد سيسي مصر؟
أخبار وتقارير - مارس 3, 2015

CBC: لماذا يبدو الغرب لطيفا مع استبداد سيسي مصر؟

استغرب تقرير نشره موقع “CBC News” الأمريكي حالة التعايش الغربية مع ما أسمته “الاستبداد في مصر”، وحديث قادة هذه الدول عن “التطور الديمقراطي” غير الموجود والمأمول، وتغاضيهم عن المجازر والقتل والتعذيب والاعتقال للمعارضين، لمجرد أنهم في الغرب لا يهمهم حقوق الإنسان في مصر ولا سحق الإخوان، وإنما مصالحهم واتفاق السلام مع إسرائيل.

وسخر الموقع في تقرير بعنوان: Why the West makes nice to authoritarian Egypt ، 2 مارس الجاري قائلا: “لكن، تلك التفاصيل المؤسفة قد تكون كلها تفاصيل ثانوية بالنسبة إلى عودة الاستقرار إلى مصر”، كما وصفها رئيس الوزراء الكندي ستيفن هاربر!”.

ونقل سخرية “فيري دي كيركوف” سفير كندا السابق لدى مصر، من فكرة أن حقوق الإنسان في مصر تمثل أي أهمية بالنسبة للغرب، بقوله: “لا أحد يهتم .. من الأهمية بمكان استمرار سحق الإخوان، واحترام اتفاق السلام مع إسرائيل، ومساعدة أي اتفاق بين الدول الغربية وإيران للحد من طموحاتها النووية”.

كما أشارت لاستجداء “جون بيرد” وزير خارجية كندا من السيسي إطلاق سراح الصحفي المصري الكندي محمد فهمي صحفي الجزيرة، وقيامه وهو مع السيسي في سويسرا، بنشر تغريدة تحمل صورته “وهو مبتسم للكاميرا، وهو يصافح ضيفه القصير غير الجذاب الذي بدا منشغلًا بالنظر إلى شيء آخر في الغرفة”، بحسب الموقع الإخباري الأمريكي.

سي.بي.سي قالت: “بيرد عبّر عن سعادته بحكم عبد الفتاح السيسي، الجنرال المصري الذي استخدم الجيش للاستيلاء على السلطة في عام 2013، وقال: أنا شخصيا أود التأكيد على دعم كندا القوي للحكومة الجديدة في مصر، وتحولها نحو الديمقراطية وحقوق الإنسان وسيادة القانون”.

وقالت: إن العديد من الحكومات الغربية الأخرى، بما في ذلك الولايات المتحدة، قد أثنت بشكل مماثل على نظام السيسي، فقد صرح وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، أن السيسي “يعطي شعورًا قويًّا جدًّا بالتزامه بحقوق الإنسان”، كما أنه من النادر جدا أن يذكر المسئولون الأمريكيون والبريطانيون والأوروبيون مصر دون استخدام عبارة “التحول الديمقراطي”، وهو الأمر الذي لا توجد كثير من الدلائل عليه.

لا يذكرون المجزرة ولا السجون

وأضاف موقع CBC News: “لكنّ الدبلوماسيين لا يذكرون المجزرة التي قتل فيها قرابة الألف متظاهر على يد قوات السيسي في ميدان رابعة بالقاهرة قبل 18 شهرًا، وبرغم أن معظم الحكومات الغربية قد أثارت ضجة في ذلك الوقت (البيان الذي أصدرته كندا بدا وكأنه يضع اللوم بشكل مساوٍ على المتظاهرين الذين تم ذبحهم)، ولكنّ أحدًا لا يريد استحضار تلك الحادثة الآن”.

“كما تم أيضًا هذه الأيام تجاهل عشرات الآلاف من المصريين الذين اختفوا في سجون مصر، حيث الجلادون متحمسون للعمل، متناسين حرص السيسي المفترض على حقوق الإنسان، كما أن الزعماء الأجانب يفضلون عدم طرح موضوع هدم المئات من منازل المدنيين، وتهجيرهم من مواقع بالقرب من الحدود مع إسرائيل في سيناء – وهو ما قيل إنه لتسهيل الإمساك بالمتشددين الإسلاميين – أو موضوع قمع النظام القاسي لأي نوع من المعارضة، أو حتى حرية التعبير”، بحسب الموقع الإخباري.

نظام السجن السري

وألقى الموقع الأمريكي الضوء على ما قاله الصحفي البريطاني، توم ستيفنسون، في تحقيقاته الأخيرة حول نظام السجن السري في مصر عندما قال: “يبدو أن الغرب لا يرى أي تناقض في دعم استقرار نظام السيسي في الوقت الذي يعاني فيه الشعب المصري من عدم الاستقرار الشديد والذي يتزامن مع الاعتقالات الجماعية والتعذيب”.

وقال: “برغم أن ستيفنسون، الذي يقدم تقارير من القاهرة لمجلة لندن ريفيو أوف بوكس، هو مراسل شجاع؛ إلا أنه من الأفضل له توقي الحذر، فقد تم اعتقال محمد فهمي، الصحفي المصري الكندي الذي عمل لصالح “شبكة الجزيرة الإنجليزية” وقضى شهورًا في السجون المصرية، وربما سيقضي وقتًا أطول، ولم يقدم ثناء بيرد على نظام السيسي وتعهد كندا بتقديم الملايين كمساعدات لمصر لفهمي أكثر من جلسة استماع جديدة.

السجون السوداء

ويؤكد تقرير “ستيفنسون” أن أجهزة الأمن المصرية قد أسست شبكة سرية مخيفة من السجون لاستيعاب أعداد كبيرة من الأشخاص الذين قبض عليهم، ويقول ستيفنسون إن النتيجة هي “زيادة في أعداد المواطنين رهن الاعتقال بشكل غير مسبوق في تاريخ مصر”.

وقد وثقت منظمات مثل “هيومن رايتس ووتش” (التي تم منع مسئوليها من دخول مصر) ومنظمة “العفو الدولية” تلك الانتهاكات، ولكن ستيفنسون قدّم أسماء ومواقع ما يسميه “السجون السوداء”.

ويصف ستيفنسون مجموعة من ممارسات التعذيب، بما في ذلك الصدمات الكهربائية، والتغطيس في المياه المثلجة، واستخدام المياه والزيت المغلي، والضرب والاغتصاب، وحبس السجناء في زنازين شديدة الحرارة والاكتظاظ بحيث لا يستطيعون الحركة، ناهيك عن النوم أو جلوس القرفصاء لقضاء الحاجة، ويقول ستيفنسون إن التعذيب لا يهدف في بعض الأحيان إلى استخراج المعلومات، أو ما يسميه “التعذيب الترفيهي”.

التحول تجاه السيسي

والغريب – كما يقول الموقع الإخباري الأمريكي – أن الحكومات الغربية كانت تشكو من هذه الانتهاكات من وقت لآخر، خاصة بعد الانقلاب العسكري في عام 2013، ولكن، “منذ أن تحول السيسي من جنرال إلى رئيس للجمهورية بعد سنة من الانقلاب، وبتصويت من جانب واحد، تراجعت التحفظات الغربية إلى حد كبير”.

فقد استأنفت الولايات المتحدة شحنات طائرات الهليكوبتر الهجومية والمساعدات العسكرية الأخرى إلى مصر، بينما أشاد “بيرد” بجهود السيسي في “مواجهة الأعمال الإرهابية لجماعة الإخوان المسلمين”.

فالإخوان بطبيعة الحال هم الهدف الرئيس للنظام، فقد حظرت الحكومة الجماعة وألقت القبض على أعضائها بشكل جماعي، ولا يزال الرئيس السابق، محمد مرسي، سجينًا في سجن برج العرب.

ولكن، السيسي لم يتوقف عند هذا الحد؛ فقد لاحقت حكومته النشطاء العماليين، والكتاب والأكاديميين، واحتل جنوده الجامعات.

وفي شهر يناير الماضي، فتحت قوات السيسي النار على المتظاهرين بمناسبة الذكرى الرابعة للثورة قصيرة الأجل التي أطاحت بالرئيس السابق حسني مبارك، وقتل 23 شخصًا على الأقل، بينما برأت المحاكم المصرية في الوقت نفسه مبارك من جميع التهم الجنائية.

الأمر كله يتعلق بإيران

ويلمح الموقع لرغبة الغرب في قبول الدول العربية بما فيها مصر والسعودية لاتفاقه النووي مع إيران، مشيرا إلى أنه من الضروري ألا تعرقل المملكة العربية السعودية ومصر هذه الصفقة؛ وينقل عن السفير الكندي السابق في مصر “دي كيركوف”: “لماذا يجعلون حياة السيسي بائسة وهم يحاولون تحقيق ذلك؟ إن حقوق الإنسان خارج الموضوع تمامًا!” ويقول إنه لذلك “ستتدفق المليارات من المساعدات والاستثمار الأوروبي”.

كما ينقل عن “ستيفن هاربر” قوله إنه بالرغم من أن “تحول مصر نحو الديمقراطية” هو أمر مرغوب فيه، لكنه لا ينبغي أن يكون مفاجئًا، بحيث يؤدي إلى خطر “خروج قوى الشارع عن السيطرة”، وقول هاربر في خطاب ألقاه في تل أبيب العام الماضي، إن “الرئيس السابق المنتخب كان يريد استخدام عناصر الديمقراطية، وتحقيق الفوز، لإنشاء دولة إسلامية استبدادية”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟

ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …