‫الرئيسية‬ عرب وعالم اليمن.. فيتنام التي غرق فيها محمد بن سلمان
عرب وعالم - أبريل 9, 2018

اليمن.. فيتنام التي غرق فيها محمد بن سلمان

تداول ناشطون بمواقع التواصل “فيديو” مؤثر، لجندي سعودي مرابط بالحد الجنوبي وهو يناشد الملك سلمان وولي عهده بصرف راتبه كاملا بعد اقتطاع جزء كبير منه منذ مدة بسبب ديون عليه، كما طالب السلطات بسداد ديونه وكأن لسان حاله يقول “نحن أولى بالمليارات التي يحلبها ترامب وابنته إيفانكا”.

 ويجزم الكثير من المحليين أن الحرب السعودية على اليمن قد فاقمت الأوضاع على الحدود الجنوبية للمملكة العربية السعودية، وزادت الأعباء الاقتصادية، دون تقدم حقيقي تراهن عليه المملكة عسكرياً في المدى القريب؛ فعلى مدى ثلاثة أعوام منذ انطلاق “عاصفة الحزم”، في 26 مارس 2015، تواجه السعودية صواريخ شبه يومية على حدها الجنوبي، أسقطت مئات الضحايا بين قتيل وجريح، فضلا عن فاتورة مالية متصاعدة، في بلد تعاني من تحديات اقتصادية، بعد هبوط أسعار النفط، مصدر دخلها الرئيسي.

الحد الجنوبي، أو حدود السعودية الجنوبية، أحد أبرز إخفاقات الحملة العسكرية التي تقودها المملكة، خاصة مع استمرار تعرضها لقصف شبه يومي، يسفر عن سقوط ضحايا بين قتلى ومصابين، فضلا عن أضرار مادية، وكشفت مصادر سعودية عن سقوط أكثر من أربعة وخمسين ألفًا وستمائة وخمسة مقذوفاً حوثياً على الحدود، أطلقها الحوثيون خلال العامين الماضيين.

وقالت المصادر إن المقذوفات تسببت بأضرار مادية وبشرية وبتهجير عدد من القاطنين في تلك المناطق مع شل الحركة فيها بشكل شبه كامل، يأتي ذلك فيما قال عسكري يمني بارز، إن القوات الحوثية لديهم مخزون صاروخي متعدد الأبعاد، ويتعدى مدى البعض منها 800 كيلومتر، بجانب كميات من الصواريخ الحرارية الموجهة.

فيتنام السعودية

وعلى الرغم من الرد السعودي على هذا القصف، إلا أنها حتى الآن لم تستطع بسط سيطرتها العسكرية على المناطق التي يتم القصف منها، وضرب منصات إطلاق الصواريخ تجاهها، وسبق للحوثيين أن أطلقوا صواريخ عدة صوب عمق الأراضي السعودية.

كما أن الأمر لم يتوقف عند القصف الصاروخي، فتشهد الحدود اليمنية السعودية، تسلل العشرات من الحوثيين، إما لتنفيذ أعمال استطلاعية، أو الاشتباك مع القوات السعودية في الجنوب، ما يهدد الأوضاع في هذه المنطقة.

وطبقا لموقع “دويتشه فيله”، فقد نشر دراسةً تحليليةً حملت عنوان “آثار الحرب على اليمن في اقْتصَاد السعوديّة”، اعتبرت فيه صحف أمريكية بارزة أن “اليمن فيتنام السعوديّة”، حتى أن صحيفة “واشنطن بوست”، أكَّدَت أن الحوثيين تمكَّنوا من تحقيق إنجازات وانتصارات ميدانية غير متوقّعة في معاركها الدائرة مع القوات السعوديّة في العُمق السعوديّ.

وذكرت الصحيفة أن الحكومة السعودية، تتعمَّدُ إخفاء كُلّ تلك الحقائق؛ خوفاً من السخط الشعبي الذي سيواجهه وزيرُ دفاعها “بن سلمان”.

الرياض فقدت السيطرة

وبحسب تقديرات استخباراتية أمريكية، فإن الحوثيين تمكّنوا من تدمير 98 موقعاً عسكريًا سعوديًّا في نجران وجيزان وعسير وظهران الجنوب وخميس مشيط تدميراً كلياً، إلى جانب 76 موقعاً عَسكرياً تم اقتحامُه والسيطرة عليها وتفجيره بالألغام الأرضية.

وأضافت أن الحوثيين دمّروا أَيْضاً منطقتَي القيادة والسيطرة في نجران وعسير وخميس مشيط بشكل كلي، كما تم تدمير بشكل كامل قصور الإمارة في نجران وظهران وجيزان، إضَافَةً إلى تدمير مقر العمليات للجيش السعوديّ في الخوبة والطوال وأبو عريش والحرث والربوعة.

وبيّنت “واشنطن بوست” أن الحوثيين لم يكتفوا بذلك، بل تمكّنوا أَيْضاً من تدمير مقر قيادة القوات الجوية بقاعدة خميس مشيط الجوية تدميراً كاملاً، وهو ما تسبب في مقتل قائد القوات الجوية السعوديّة الفريق “محمد الشعلان” وعدد من كبار قادة الجيش بقطاع سلاح الجو السعوديّ، فضلاً عن تفجير الطائرات الحربية ومنصّات الصواريخ للدفاع الجوي السعوديّ، وقتل أَكْثَـر من 36 طياراً و39 ضابطاً من الجانب السعوديّ.

وكشف المغرد السعودي الشهير “مجتهد”، أنّ خسائرَ القوات المسلحة السعوديّة في حرب اليمن، بلغت 3500 قتيل، 6500 جريح، و430 مفقوداً، فضلا عن تدمير وإعطاب 1200 دبابة ومدرعة، و4 طائرات أباتشي، وطائرة F16، وتدمير 3 زوارق بحرية وإصابة 2 آخرين.

تكاليف باهظة

وعلى الرغم من أن السعوديين يفترضون أن الوقت في صالحهم، إلا أنه مع إطالة مدة الحرب فقد تتصاعد حالة التذمر بسبب ارتفاع تكلفتها في ظل ظروف صعبة نسبيا، ذات التقرير، شرح إشكاليات طرح أرقام دقيقة عن خسائرِ المملكة، نظراً لتكتُّمِها الشديد وعدم تقديمها لأيَّة معلومات بهذا الخصوص.

ووفق تقديراتٍ أوليةٍ، بناها معدّو الدراسة على تكاليف حروب أخرى مشابهة، أوضحوا أن التكلفةَ وصلت بحلول منتصف أبريل 2015، أي بعد عشرين يوماً فقط من بدأ الحرب، نحو 30 مليار دولار، وهي تكاليف تشغيل 175 طائرة مقاتلة، وتكلفة وضع 150 ألفَ جُندي سعوديّ قيد التعبئة العسكرية فقط، ناهيك عن النفقات الأخرى، والتي تُقَدَّرُ بالمليارات.

فيما كشف المغرد السعوديّ الشهير “مجتهد”، أن “هذه الحرب تكلف الخزينة السعوديّة 750 مليون ريال يومياً، ما يعادل 187 مليونَ ونصف مليون دولار، يتم إنفاقها كقيمةٍ للذخائر، وقطع غيار، وإعاشة وتموين أفراد الجيش فقط”.

وبحسب تقديرات حكومية سعودية، فإن تكلفة الحرب بلغت مع نهاية أكتوبر الماضي نحو 130 مليار دولار، وتحتفظ السعوديّة بالمركَز الثالث عالمياً في حجم الإنفاق العسكري بحسب معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام “سيبري”، بعد الولايات المتحدة الأَمريكية والصين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟

ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …