‫الرئيسية‬ عرب وعالم مؤامرات الإمارات تضع “مجلس التعاون” في مهب الريح بـ2018
عرب وعالم - يناير 1, 2018

مؤامرات الإمارات تضع “مجلس التعاون” في مهب الريح بـ2018

بعد أكثر من عقدين من الفعالية والترابط السياسي والاقتصادي التي ضمنها محجلس التعاون الخليجي، تطيح المؤامرات الاماراتية بالمجلس الذي ظل لوقت طويل حائط صد امام محاولات زعزعة استقرار وامن المنطقة العربية..  

وتستقبل منطقة الخليج عام 2018 في ظل أزمة غير مسبوقة تعصف بدولها، جراء مقاطعة السعودية والإمارات والبحرين ومصر لقطر، منذ 5 يونيو الماضي، بدعوى “دعمها الإرهاب”، وهو ما تنفيه الدوحة، متهمة الرباعي بمحاولة فرض الوصاية على قرارها الوطني.

الأزمة، وهي الأسوأ في تاريخ دول الخليج، باتت تهدد بشكل واضح بانهيار كيان “مجلس التعاون لدول الخليج العربية”، القائم منذ عام 1981، والذي أصيب بالشلل منذ الأزمة، ويعيش على محاولات أمير الكويت، الشيخ صباح الأحمد الجابر صباح، بث الروح فيه، عبر وساطة يقودها، وفعاليات خليجية مشتركة يحاول استمرارها.

وتتعاظم التحديات أمام المجلس، والتي تدور حول عدم وجود مؤشرات على رغبة الدول المقاطعة لقطر في حل الأزمة، بل وإطلاق تصريحات واتخاذ خطوات من شأنها تعميق الأزمة، وظهر ذلك جليا في حدثين بارزين، الشهر الجاري، أولهما في القمة الخليجية الـ 38 بالكويت، حيث كان الخليجيون يعولون عليها لحل الأزمة، إلا أن تدني تمثيل دول المقاطعة حال دون ذلك.

وانعقدت القمة بحضور أميري الكويت صباح الأحمد الجابر وقطر تميم بن حمد، بينما شاركت دول المقاطعة بأدنى تمثيل لها في تاريخ القمم الخليجية.

والحدث الثاني كان في 18 ديسمبر الجاري، حيث ذكرت وسائل إعلام قطرية أن السعودية أغلقت نهائيًا منفذ “سلوى”، وهو المنفذ البري الوحيد بين المملكة وقطر، وهو ما لم تنفه الرياض.

وكانت السعودية أغلقت المنفذ، في 19 يونيو الماضي، بعد انتهاء مهلة 14 يومًا، منحتها للقطريين المتواجدين على أراضيها لمغادرة المملكة.

وأعيد افتتاح المنفذ، في أغسطس الماضي، خلال موسم الحج، وظل مفتوحًا لتنقل الحالات الإنسانية، قبل أن يعلن، الشهر الجاري، عن إغلاقه نهائيًا.

بجانب تمسك طرفي الأزمة بمواقفهما، فالدول المقاطعة تطالب قطر بتلبية مطالبها لحل الأزمة، فيما تعتبر الدوحة هذه المطالب انتهاكا لسيادتها وتدخلا في شؤونها، وتتمسك بضرورة حل الأزمة عبر حوار يحترم سيادتها ولا يتدخل في شؤونها.

ومن أبرز تلك المطالب: إغلاق القاعدة العسكرية التركية في قطر، وإغلاق قناة “الجزيرة”، وتخفيض التمثيل الدبلوماسي بين قطر وإيران، وتسليم من وصفتهم دول المقاطعة “إرهابيين” ويتواجدون في قطر.

وكذلك استمرار الحرب الإعلامية بين طرفي الأزمة ووصولها إلى مراحل غير مسبوقة في تاريخ دول الخليج من الإساءات المتبادلة.

ومع تصاعد الخطاب الحاد المناهض لقطر من جانب الرياض، ودعوة البحرين إلى طرد الدوحة من مجلس التعاون، إلا أن انفصال قطر الدائم عن دول مجلس التعاون سيشكل تحديا خطيرا لمصالح الرياض الاستراتيجية.

فموارد قطر المالية الواسعة وروابطها مع الجماعات الإسلامية في العالم العربي، تجعلها خصما عنيدا أمام التحالف السعودي ـ الإماراتي.

كما أن شن حرب بالوكالة على جبهتين يمكن أن يؤثر على ما تعتبره السعودية كفاحا وجوديا ضد إيران، ويسهل وضع ميثاق أمني قطري ـ إيراني ضد السعودية.

وبالإضافة إلى أن التحالف الإماراتي ـ السعودي سيؤدي إلى مخاطر مرتبطة بتنفير قطر بشكل دائم، فإنه يمكن أن يضعف كذلك بسبب الخلافات الواضحة في رؤى البلدين بشأن النظام الإقليمي للشرق الأوسط.

وإلى حد كبير تتسم رؤية السعودية بأبعاد مذهبية، حيث ترى الرياض أن إيران هي التهديد الرئيسي للاستقرار الإقليمي، وترى الجهات الفاعلة الشيعية الموالية لإيران قوى معادية. أما الإمارات فترفض النهج المذهبي المتشدد للسعودية.

وتحت قيادة ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد، دعمت الإمارات بحزم القوى العلمانية في الشرق الأوسط، واعتبرت الجماعات الإسلامية السنية أكثر تهديدا للاستقرار الإقليمي من إيران.

ففي اليمن، ركزت الحملة العسكرية السعودية، في المقام الأول، على مواجهة التهديد الذي يشكله الحوثيون (الموالون لإيران) على حدودها.

كما يواصل الجيش السعودي دعمه للرئيس السني (اليمني) عبد ربه منصور هادي، لتوطيد سلطته.

ولتعزيز موقف هادي انحازت السعودية إلى فرع الإخوان المسلمين اليمني، وهو (حزب) “التجمع اليمني للإصلاح”، وواجهت محاولات الإمارات رسم منطقة نفوذ جنوبي اليمن.

ومنذ اندلاع الحرب بين المتمردين الحوثيين اليمنيين وتحالف دول مجلس التعاون الخليجي، في مارس 2015، ركزت الإمارات على استعادة الحكم الاستبدادي العلماني في اليمن.

وخلافا للسعودية، فإن أبوظبي لا يهمها الانتماء الطائفي للزعيم الجديد في اليمن.

إن الدعم العسكري من الإمارات للرئيس اليمني الراحل علي عبد الله صالح، والرغبة في استخدام القوة ضد عناصر “الإصلاح” الموالية للسعودية، يؤكدان شقة الخلاف في الأهداف الاستراتيجية في اليمن بين الرياض وأبو ظبي…وهو ما قد يفاقم تشذي المنظومة الخليجية…

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟

ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …