“ابن سلمان” يبدأ خطة “علمنة” و”تغريب” السعودية بالترفيه وحفلات الاختلاط

بتزامن خطط اعتقال الدعاء وكبار العلماء في السعودية بدأ ولي العهد المرشح لاعتلاء عرش المملكة “محمد بن سلمان” مخطط “علمنة” السعودية والفصل بين المنصب الديني (خادم الحرمين) والمنصب الدنيوي (الملك)، عبر سلسلة خطوات بدأها بتجميد أنشطة هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وإنشاء هيئة “الترفيه”.

وجاءت موافقة هيئة الترفيه على مشاركة النساء في احتفالات باليوم الوطني للسعودية لتكشف عن حالة الانقلاب الأخلاقية التي ينشرها النظام بين الشباب، والتي أثارت جدلاً كبيرًا في الساحة السعودية وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، بسبب مظاهر الاختلاط وتقليد الشباب الغربي في الصراخ والرقص، وظهور الفتيات بالجينز والحجاب يرفعن الأعلام ويرقصن.

وسمحت هيئة الرياضة الحكومية بالسعودية للعائلات بدخول استاد الملك فهد في العاصمة الرياض للمشاركة في احتفال فني بعنوان “ملحمة وطن”، بطلب من هيئة الترفيه، أظهرت الصور والفيديوهات المسربة منه اختلاطا غير عادي وكشف فتيات لشعورهن، ورقص وصراخ ما أغضب السعوديين الذين اعتبروا هذا فسادا لا ترفيها، وطالبوا بإعادة أنشطة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

وتوالت مطالب السعوديين بعودة الهيئة بعد ما شهدته شوارع الرياض خلال احتفالات اليوم الوطني من رقص للشباب والفتيات، الأمر الذي لم يعتده السعوديون من قبل أرجعه البعض إلى سماح هيئة الترفيه للمرأة بالمشاركة، وعدم الفصل بين الذكور والإناث.

وقال أحدهم إن هيئة الأمر بالمعروف ركيزة ولا غنى عنها، وإن ما حصل “لا يمثل الشعب السعودي بل يمثل أتباع الليبرالية”.

وتصدر هاشتاج (#الوطنيه_ليست_بالمعاصي) الرقم الأول سعوديا والخامس عالميا، اعتراضا على نزول الشباب والفتيات الى الشوارع في العاصمة الرياض، وغيرها من المدن والرقص واللهو فيها حتى وقت متأخر ليلا، في صورة لم تعتدها البلاد في تاريخها.

وأرجع بعضهم السبب لسماح هيئة الترفيه للمرأة بالمشاركة، وعدم الفصل بين الذكور والإناث، ما ادي الي هذه التجاوزات.

وسبق أن أشعلت مقاطع فيديو صورها نشطاء لحفل إنشادي يؤديه أحد نجوم قناة “بداية” الدينية الخاصة، موجة غضب عارمة على مواقع التواصل الاجتماعي في السعودية، بعد أن ظهرت كثير من الفتيات اللاتي حضرن الحفل بجانب الشباب يرقصن على أنغام الموسيقى وأداء المنشد.

ويظهر في مقاطع الفيديو التي تم تداولها بشكل كبير على مواقع التواصل الاجتماعي، منشد قناة “بداية” راجح الحارثي، يؤدي عددًا من الأناشيد (الشيلات) على مسرح، بينما يتجمع عدد كبير من الشباب والفتيات بالقرب من المنصة للرقص والتصوير.

ودشن المعارضون هاشتاج على موقع تويتر”#منشد_يرقص_فتيات_ابها” وسط انتقادات لاذعة للقناة الدينية المحافظة ومنشدها لعدم التزامهم بالشعارات التي ترفعها القناة مثل رفض الاختلاط بين الجنسين.

التخلص من العلماء
وكشف المغرد السعودي “مجتهد” أن ابن سلمان يسعي إلى التخلص من بعض أعضاء هيئة كبار العلماء أيضا المقربين من النظام، بعدما اعتقل غير المقربين من النظام الذين ينتقدون علمنته المملكة.

وقال –عبر عدة تغريدات على تويتر: محمد بن سلمان يستعد للتخلص من بعض أعضاء هيئة كبار العلماء المتورطين في كتابات وتسجيلات فيها تأكيد صارم على الولاء والبراء ونواقض الإسلام.

وأضاف: الفكرة المطروحة أمامه لن تكون بإبعادهم كأفراد فقط بل بإعادة تشكيل المؤسسات الدينية وإلغاء هيئة كبار العلماء وإبقاء مؤسسة الإفتاء فقط.

وأوضح أن السبب هو ارتباط هيئة كبار العلماء في الإعلام الغربي ومؤسسات البحوث ومراكز الدراسات بالتطرف والوهابية والتكفير وعداوة اليهود والنصارى إلخ.

وكشف عن أن أحد البدائل المطروحة توسيع شئون الحرمين لتشتمل على مجلس علماء أقرب لـ”أزهر السيسي” ويكون رئيسها الحالي السديس أقوى شخصية دينية رسمية في البلد، وأنه لهذا أرسل السديس لمؤتمر في أمريكا وكلفه بالثناء على ترامب وأمريكا ودور أمريكا في خدمة البشرية والأمن والسلام.

خطة “تغريب” المملكة والتطبيع
وقد تحدث المغرد السعودي الشهير “مجتهد” 17 سبتمبر 2017 الجاري عن أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، أعد خطة بالتعاون مع الإدارة الأمريكية والأجهزة الأمنية المصرية من أجل ما أسماه “تغريب” المملكة، لتطبيع شامل ومستمر مع إسرائيل.

وتقوم الخطة -حسب 15 تغريدة نشرها على حسابه بتويتر والذي يتابعه نحو 2 مليون شخص- على توحيد السياسة الأمنية والإعلامية والثقافية والتربوية (والتعامل مع الدين) في مصر، وكل دول الخليج، باستثناء عمان”.

وأوضح “مجتهد” أن الخطة رُسمت بأن تكون مصر هي المرجع ومزود الكوادر في التعامل مع الإعلام والأمن والتيارات الإسلامية ومناهج التعليم والمؤسسات الدينية”.

وتهدف الخطة، حسب تغريدات مجتهد إلى “إبعاد أي تأثير سياسي أو ثقافي أو تربوي أو مالي للدين في شعوب المملكة والخليج ومصر، كتهيئة لتطبيع أبدي وكامل مع إسرائيل”.

الخطة التي قال “مجتهد” إن ترامب تحمّس لها، وهو ما عجل بالبدء بها من قبل ابن سلمان وابن زايد، تنص على “توظيف مئات الضباط والمسئولين المصريين (المتصهينين) في الدول الخليجية، وبهم يتم توجيه الأمن والجيش والإعلام ومؤسسات الدين والتعليم”.

وأضاف: “كان نصيب السعودية 600 ضابط مصري من أمن الدولة، إضافة لضباط في الجيش وطيارين ودبلوماسيين يبدأون الآن مرادفين مقدمة لاستلام المسؤولية”، إضافة إلى أن الإمارات كان لها نصيب كبير أيضاً.

وأشار مجتهد إلى أنه “يأتي في سياق هذه الخطة (في السعودية) مشروع التغريب، وتحجيم الهيئات، وتغيير المناهج، وتجميد النشاطات الدينية، واعتقال المشايخ الذي سيشمل المئات”.

كما اعتبر أن “حماس ابن سلمان للدخول في هذا المشروع يأتي بسبب تعهد إسرائيل له بضمان تطويع ترامب له، وإيصاله للعرش، ومن ثم ضمان نجاحه في تحييد بقية الأسرة”.

ونوه إلى أن “من ضمن ما نفذ من الخطة استخدام الإعلام ووسائل التواصل؛ لتغيير الذوق الشعبي ضد الإسلام عموماً، والإسلام السياسي خصوصاً، وتقبل إسرائيل كدولة شقيقة”.
مدينة أمريكية على أرض السعودية

ويقول معارضون سعوديون أن ما يفعله بن سلمان هو محاولة لتعميم تجربة (مجمع ارامكو) الذي هو اشبه بمدينة الأميركية على الأرض السعودية والذي ينتشر فيه الاختلاط والملابس الكاشفة والخمور والكريسماس وغيره.

ويشيرون لأن ما يحدث في مجمع أرامكو المقام بالقرب من أكبر احتياطي للنفط في العالم، في المنطقة الشرقية بالسعودية، لا علاقة له بالسعودية ولكنه أقرب لمدينة أمريكية وسكانه نسخة طبق الأصل من التجمعات السكانية الراقية في كاليفورنيا، بما في ذلك طريقة الحياة هناك، حسبما ذكر تقرير لشبكة “سي إن إن” الأمريكية.

فالحياة داخل مجمع أرامكو -والمعروف باسم معسكر الظهران- هي بأكملها أمريكية بما فيها شرب الكحول والاختلاط بين الجنسين في الأماكن العامة ودور السينما والمهرجانات، وهو ما يعيشه بالفعل العديد من الشباب السعودي حاليا بشكل سري وينتظرون تعميمه وإنهاء دور هيئة الأمر بالمعروف التي يجري الآن مناقشة ضمها لوزارة الشئون الدينية ومن ثم انتهاء دور المحتسبين.

وسمحت حكومة ابن سلمان للمرأة، للمرة الأولى في التاريخ، بدخول الاستادات الرياضية والاحتفال والاختلاط، في المملكة التي كانت تعتبر هذه الفعاليات جهرا بالمعاصي.

وبالمقابل اختفى أعضاء هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من شوارع السعودية بعدما كانوا يجوبون الطرق والأماكن العامة لضمان التزام المواطنين بالقانون، ونصح الشباب الذين يقومون بتجاوزات، لهذا دعا سعوديون لعودتهم عقب حفلات الاختلاط الأخيرة وتزايد مظاهر الانحلال الأخلاقي في الشوارع والمولات.

ووصف تقرير لمجلة الإيكونوميست البريطانية هذا التطور بقولها: “النساء بتن يرتدين العباءات المفتوحة الملونة وعدم تغطية كامل الرأس، ولم يعد أحد يجبر المواطنين السعوديين على الذهاب إلى المسجد وقت الصلاة، بعد إلغاء دور الهيئة”.