‫الرئيسية‬ أخبار وتقارير تداعيات الإطاحة بشيخ السيسي من برنامجه التلفزيوني مجاملة للنصارى
أخبار وتقارير - مايو 11, 2017

تداعيات الإطاحة بشيخ السيسي من برنامجه التلفزيوني مجاملة للنصارى

أمس، تحول الشيخ سالم عبدالجليل، وكيل وزارة الأوقاف الأسبق، من منظر ديني للنظام السيساوي إلى متهم بازدراء الأديان، ومنعه من الخطابة في مساجد وزارة الأوقاف، وتبرؤ مجمع البحوث الإسلامية والأزهر من آرائه.

فيما تنظر محكمة “جنح أول أكتوبر” بالجيزة، بجلسة 24 يونيو المقبل، أولى جلسات محاكمته، أمام المستشار خالد خضر، فى اتهامه بازدراء الأديان، وهى الجنحة المباشرة التى أقامها المحامى نجيب جبرائيل، على خلفية تصريحاته الأخيرة بشأن الأقباط.

وعبر فضائية “النهار One” ، ظهر عبدالجليل للدفاع عن موقفه باعتبار المسيحية “عقيدة فاسدة”، إذ اعتبر أن هذا هو موقف القرآن ولا يمكن تغييره، وأن المسيحيين بدورهم ينظرون بالطريقة نفسها إلى الأديان الأخرى.

وأضاف عبدالجليل، فى مداخلة هاتفية مع الصحفي خالد صلاح، ببرنامجه التلفزيوني، أن القرآن قال: “لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة”، مستطردا بأن “ذلك لا يحول دون الأخوة في الوطن”.

وقررت وزارة “الأوقاف” منع عبدالجليل من صعود المنبر ما لم يصحح تصريحاته، مشيرة إلى أن الحديث عن مثل هذه القضايا “لا يخدم ترسيخ أسس المواطنة والتعايش السلمي والسلام المجتمعي”، مضيفة أن عبدالجليل “مستقيل ولا علاقة له بالأوقاف.”

وعبّر وزير الأوقاف الانقلابي، محمد مختار جمعة، عن “قمة الأسى والانزعاج” من مواقف عبدالجليل التي فيها “تكفير الأقباط” متعهدا، بالتحقيق معه.

كما قرر نادي سموحة بالإسكندرية، اليوم، إلغاء ندوة لعبدالجليل كانت مقررة لاحقا، وفق ما كتبه رئيس لجنة الرياضة بمجلس النواب فرج عامر، على حسابه بالفيسبوك.

من جانبها، أصدرت قناة المحور بيانًا، تقدمت فيه بـ”خالص الاعتذار للمشاهدين”، عما ورد على لسان عبدالجليل “من تراشق على عقيدة المسيحيين”، مضيفة أنها” قررت إنهاء التعاقد مع عبدالجليل عقب ما ورد في حلقة برنامج “المسلمون يتساءلون.”

بينما أصدر عبدالجليل، بيانا، صباح اليوم الخميس، قائلا: “ما صدر مني فى إحدى حلقات برنامجه اليومى المذاع على قناة المحور الفضائية، كان فى سياق تفسيري لسورة آل عمران، ضمن تفسير للقرآن بدأ منذ أكثر من سنة، وتحديدا لقول الله تعالى فى سورة آل عمران: “وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ ٱلْإِسْلَٰمِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِى ٱلآخِرَةِ مِنَ ٱلْخَٰسِرِينَ”.

وأضاف “عبدالجليل”، فى بيانه: “وحيث إنّ البعض اعتبر فيه جرحا لمشاعر الإخوة المسيحيين، فأنا عن جرح المشاعر أعتذر، وأكرّر تأكيدى ما أكّدتُه فى نفس الحلقة المشار إليها، الحكم الشرعى بفساد عقيدة غير المسلمين- فى تصورنا- كما أن عقيدتنا فاسدة فى تصورهم، لا يعنى استحلال الدم أو العرض أو المال بأى حال من الأحوال، وقلت هذا على الهواء، وأكّدته بالفعل منذ أسابيع، حين عزّيت على الهواء قسيسا كان ضيفا على القناة يوم التفجيرات الإرهابية الآثمة.

وتابع “كلمة كفر الواردة فى القرآن الكريم تعنى المغايرة والتغطية، وليس مقصودا بها من قريب أو من بعيد المعنى المتداوَل فى مصر حديثا، من كون كافر وصفا مهينا لاحتقار الشخص السيئ الخلق والفاجر فى الظلم، فهذا المعنى لهذه الكلمة ليس فى اللغة العربية، ولم يكن حتى على زمن نزول الوحى، فكيف يكون فى القرآن إهانة لغير المسلمين وهو يجرّم عليّنا سبّ أصنام المشركين!، فكيف بالعقل والمنطق سيستخدم كلمة فيها إهانة وسبّ لإنسان فضلا عن أنه من أهل الكتاب! “وَلا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ”.
قائلا: “إن للإنسان فى ديننا حريته فى اعتناق ما يشاء، ولا يجوز إكراه أحد على تغيير معتقده، والحساب على الله تعالى، بدليل أنّ الإسلام يأمرنا بحماية كنائس المسيحيين ومعابد اليهود، رغم أنه يقال فيها عن النبى محمد- صلى الله عليه وسلم- كلام عكس ما نعتقده تماما، من كونه الصادق الأمين، وهذا أكبر دليل أنّ دين الله لا يبيح الظلم ولا القتل لهم أو لغيرهم، بل لقد أوصى النبى بأهل مصر خيرا، فاحترامهم مؤكد وإكرامهم أوجب، أما فى دنيا الناس فنتعامل بالإخاء الإنسانى والمحبة والبر، ونتعايش بما تعنيه الكلمة من معنى، حتى إن الشريعة الغراء تبيح لنا أن نأكل من ذبائح أهل الكتاب ونتزوج من نسائهم إذا توافق الأهل”.

وأوضح أنّ “مسألة التعايش بيننا وبين أبناء الوطن من إخواننا المسيحيين، بل بيننا وبين أبناء الجنس البشرى فى كل بقعة من بقاع الأرض، ليست محل بحث أو نقاش، فهى محسومة بنص القرآن الكريم فى سورة الحجرات: “يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَٰكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَٰكُمْ شُعُوبًا وَقَبَآئِلَ لِتَعَارَفُوٓا۟ ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ ٱللَّهِ أَتْقَىٰكُمْ ۚ إِنَّ ٱللَّهَ عَلِيمٌ خَبِير”، والعلاقة بين بنى البشر تقوم على احترام الآخر والحفاظ له على دينه ونفسه وعقله وعرضه وماله، وهذه مقاصد جميع الشرائع السماوية، ومعاملة غير المسلمين بالبر والقسط والمعروف هى منهجنا، كما قال تعالى فى سورة الممتحنة: “لَّا يَنْهَاكُمُ ٱللَّهُ عَنِ ٱلَّذِينَ لَمْ يُقَٰتِلُوكُمْ فِى ٱلدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَٰرِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوٓا۟ إِلَيْهِمْ ۚ إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلْمُقْسِطِينَ”، والشركاء فى الوطن لا يجوز التمييز بينهم على أساس العقيدة أو غيره، بل هم جميعًا مواطنون متساوون فى الحقوق والواجبات، وهذا ما فعله النبى- صلى الله عليه وسلم- فى المدينة مع اليهود، واعتبرهم مع المؤمنين أمة واحدة”.

وفي تصريحات صحفية لعبدالجليل، اليوم، أكد أن “قناة المحور لا تتحمل المسئولية عن حديثه عن الأقباط والذى أثار جدلا، قائلا: “أنا أتحمل المسئولية وحدى، والقناة تعرف هى جايبة مين، أنا أستاذ جامعة، وأنا أول من ألف كتابا فى تجديد الخطاب الدينى، ولم أترك مناسبة لتجديد الخطاب الدينى إلا وتحدثت فيها”.

وأضاف سالم عبدالجليل: “حلقتى تنقسم إلى تفسير آية أو اتنين، والقسم التانى اتصالات مشاهدين، وفى نفس الحلقة اتصلت مشاهدة، وقالت أنا عندى “تفسير الظلال” وقلت لها “احرقيه وارميه لأن به مبالغة”.

وأيضا، شدد مجمع البحوث الإسلامية، بجلسته المنعقدة بمشيخة الأزهر، اليوم، على أن ما صدر عن “عبدالجليل”، تعبير عن رأى شخصى له، وهو لا يعبر عن الأزهر الذى لا يملك تكفير الناس، ولا عن أى هيئة من هيئاته المنوط بها التفسير والتحدث باسمه.

يشار إلى “عبدالجليل”، أحد المقربين من النظام القائم، وكان له عدة محاضرات دينية ألقاها لجنود الجيش، قبل فض “اعتصام رابعة العدوية”، في 14 أغسطس 2013، ظهر فيها بوصفه إماما وداعية في الشئون المعنوية بالجيش، وهو ما يؤكد أن من أعان ظالما على ظلمه أذاقه الله من هذا الظالم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟

ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …