ماذا قال داود أوغلو حين صافح “أرطغرل”؟
“تركيا تصافح مجدها” هكذا علق نشطاء على مقابلة أجراها رئيس الوزراء التركي السابق، الدكتور أحمد داود أوغلو مع الممثلين الأتراك في مسلسل قيامة أرطغرل، ومنهم بطل المسلسل الممثل إنجين الذي قام بدور “أرطغرل” ومخرج المسلسل.
وقال رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو: “سنسير معًا في شوارع ديار بكر، والشرق الأوسط، كأفرادٍ متساوون في أمة واحدة، وسينهض أحفاد أرطغرل غازي، وصلاح الدين الأيوبي مرّة أخرى، متسلحين بالسلام، والأخوة، وتركيا الجديدة، رغم أولئك الذين يريدون اقتتالنا”.
وأضاف: “أقول لكل من يحاول خلق الفرقة بين فرسان التركمان، واليوروك، وفرسان الزازا (الظاظا)، والكرد، إنهم أخوة كنهري دجلة وسقاريا”.
ولفت داود أوغلو إلى أن تركيا كأمة تعيش مرحلة اختبار مهمة، وأن النجاح في الاختبار لا يمكن أن يتحقق ما لم يقتف الشعب أثر الأنبياء والصحابة والعلماء الذين أعطوا ديار بكر هويتها وخصوصيتها الروحانية، وما لم يسير على خطى ونهج أرطغرل غازي (والد عثمان الأول المؤسس الفعلي للخلافة “الدولة العثمانية”)، والسلطان الناصر صلاح الدين الأيوبي (قائد معركة حطين ومحرر بيت المقدس).
وتابع: “إن وحدتنا الوطنية وتعاضدنا هو الرد الأمثل على مساعي الإمبريالية لتقسيم الشرق الأوسط، إن هذا الشرق الأوسط هو موطن النبي إبراهيم الخليل، وصلاح الدين الأيوبي، والسلطان عبدالحميد الثاني، هذا الشرق الأوسط الذي يجب أن يحتضن مدينة القدس، وفلسطين الحرة، وشعوبًا تعيش مع بعضها في ظل أخوة جامعة”.
وانتشر الحديث على مواقع التواصل الاجتماعي، عن مسلسل «قيامة أرطغرل»، بعدما عرض على فضائية «4 شباب» التي يشرف عليها الداعية علي العُمري، رئيس جامعة مكة المكرمة للتعليم المفتوح، ابتداء من ديسمبر الماضي، بعد أن عرض لأول مرة في العاشر من ديسمبر عام 2014، على قناة TRT التركية، لثلاثة مواسم، ويبلغ عدد حلقات كل جزء 30 حلقة، بواقع 120 دقيقة للحلقة الواحدة، وما يزال الجزء الثالث يعرض إلى الآن.
قصته
أحداث المسلسل تدور حول تأسيس الدولة العثمانية، التي مهد لها «أرطغرل» وأعلنها ابنه «عثمان» المؤسس الرسمي لها، ومرحلة مهمة في تاريخ العالم الإسلامي، القرن «السابع الهجري/الثالث عشر الميلادي»، والتي شهدت سقوط الدولة العباسية وتفكك الأقطار الإسلامية والهجوم الكاسح من قِبل الحملات الصليبية من جهة والمغول من جهة أخرى، كما تحدث عن تفكك الدولة الأيوبية وأفول نجم الامبراطورية السلجوقية.
المسلسل تعرض لمسالة «الهجرات التركمانية»، على أثر الغزو المغولي من ناحية وضعف البنية التي تقوم عليها لأن أغلبها كانت قبائل متفرقة، إلا أنه يؤخذ عليه أنه سلط الضوء على هذا وأغفل ما حدث في الأجزاء الأخرى من العالم الإسلامي وتأثير المغول عليها، كما أنه لم يلتفت إلى ذكر الخلافة العباسية والاضطراب الذي صاحبها قبل سقوطها.
ففي الوقت الذي ضعفت فيه الدولة العباسية، بدأ أرطغرل بن سليمان شاه، والد «عثمان الأول» مؤسس الدولة العثمانية رحلة البحث عن قطعة أرض يستقر فيها مع قبيلته المكونة من 400 خيمة لإنهاء معاناتهم وتنقلاتهم، بعد مرحلة طويلة من الخطر وقلة الأمان والبحث وعدم الاستقرار.
الإمبراطورية الرومانية والمغول كانتا أكبر أعداء «أرطغرل»، إلا أنه واجههم بالعزم الصبر والذكاء ليهدي قبيلته أرضاً تستقر فيها، ويصبح بذلك الرجل الذي أسس الإمبراطورية العثمانية.
ليس كباقي المسلسلات التركية
الحضور الرئيسي في «قيامة أرطغرل» كان للتاريخ التركي، من خلال تسليط الضوء على العادات القبلية التركية آنذاك، وعلى شجاعة الفرسان وذكائهم العسكري واستبسالهم في الدفاع عن أرضهم.
وبجانب الحرب والسيف اللذين حضرا طيلة حلقات المسلسل، تعرض لبيان الجانب الروحي من الإسلام، من خلال دور الشيخ «محيي الدين بن عربي» وأحاديثه ورحلاته وأقواله الحكيمة خلال لقائه بشخصيات «قيامة أرطغرل».
المسلسل جذب انتباه الكثير من المشاهدين الترك والعرب، لذكره أبعادًا دينية وثقافية وتاريخية، ربما يسلط الضوء عليها لأّل مرة بشكل عمل «درامي باهظ التكلفة، وفني بأعلى مستويات الإبداع والإنتاج».
وخلال تصوير أحداث المسلسل، قام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ورئيس الوزراء الأسبق أحمد داوود أوغلو بزيارة موقع التصوير.
وبسبب المشاهدة العالية التي حققها «قيامة أرطغرل»، حصل على عدة جوائز من ضمنها أفضل مسلسل «لسنة 2015، ولجوائز جامعة يلدز التقنية».
«قيامة أرطغرل» ليس كباقي المسلسلات التركية التي يعرفها المشاهدون، فهو لم يتطرق إلى مسائل الحب والرومانسية التي عرفت بها أغلب مسلسلات اسطنبول، وخاصة «حريم السلطان»، الذي اعتمد بشكل كبير على دراما الحب والعشق داخل قصر السلطان، خلال حكم الدولة العثمانية.
المسلسل للمنتح محمد بوزداغ، ويقوم بدور «أرطغرل» الممثل التركي «إنجين ألتان دوزياتان»، وتجاوزت بعض حلقاته الـ2.5 مليون مشاهدة على موقع الفيديوهات الشهير «يوتيوب».
إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟
ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …