بمطالب جديدة..الكونجرس ينقلب على المعونة العسكرية للسيسي ويفضح نظامه

فضحت مناقشات جلسة الاستماع للجنة العلاقات الخارجية بالكونجرس الأمريكي التي انعقدت اليوم الأربعاء، بالعاصمة واشنطن، سياسات الإدارة الأمريكية الجديدة التي ينتهجها الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، بدعم نظام عبدالفتاح السيسي الفاشي عسكريا ومدنيا، على حساب الديمقراطية.

في الوقت الذي يغض ترمب الطرف عن والانتهاكات التي يقوم بها النظام تجاه اعتقال عشرات الآلاف وتعذيبهم في السجون، فضلا عن تكميم الأفواه ومصادرة الحريات، بحسب مناقشات جلسة الكونجرس التي رأسها السيناتور لندسي جراهام وأعضاء لجنة الاستماع إليوت أبرامز، د.ميشيل دان، وتوم مالينوفسكي. لمناقشة المعونة الأمريكية السنوية لمصر.

وأسفرت المناقشات عن اقتراح أوصي به عدد كبير من الحضور بتقليص المساعدات بنسبة 20 إلى 25% من أصلها، “شريطة ألا تُقدّم نقداً إلي مصر بل في صورة برامج لتطوير التعليم وخدمات يلمسها المواطن المصري نفسه وألا تكون مميزات لأفراد الجيش دون غيرهم”.

وشن السيناتور ليندسي جراهام، رئيس الجلسة والسيناتور عن ولاية كارولاينا الجنوبية، هجوما حادا على نظام السيسي قائلا: “إنه علي الرغم من التعاون بين نظام السيسي وإسرائيل في حصار حماس والتضييق عليها غير أن مصر تسير في طريق اللاديمقراطية والقمع وكذلك الفشل الاقتصادي بما يهدد استقرارها ونظامها الحالي”.

وأضاف جراهام: “كما خرج الناس وماتوا من أجل إسقاط نظام مبارك فيجب أن نعطيهم حقوقهم في العيش الكريم والحرية.. لابد وأن نعرف لماذا تذهب مساعداتنا لمصر وخاصة إذا كانت الأمور ليست في الاتجاه الصحيح بل وتسير للأسوأ ولا يستفيد المصريون من مساعدتنا”.

وقالت الدكتورة ميشيل دان، مديرة برنامج الشرق الأوسط بمعهد كارنيجي للسلام: “شاهدنا منذ أيام ڤيديو قتل الجيش المصري لمدنيين عزّل بسيناء وهذا مؤسف للغاية!”، مضيفة أن مصر تعيش في ظل ولاية السيسي في وضع اقتصادي صعب وارتفاع في الأسعار ومعدلات تضخم عالية بما يعني أن النظام في مصر بل والدولة كلها مقبلة علي فترة من عدم الاستقرار.

وقالت دان إنه علي الرغم من أن مصر تواجه إرهاباً بسيناء غير أن استهداف الجيش للمدنيين، والقتل خارج إطار القانون وقمع الحريات وهدم المجتمع المدني منذ 2013 حتّي الآن يجعل الأمور أكثر صعوبةً وتدهوراً.

وأكدت أن هناك مشكلة اقتصادية حقيقية بمصر، موضحة أنه في الشهور القليلة الأولي لعام 2017 معدل “ميزري” الاقتصادي Misery Index بلغ معدل البطالة بالإضافة إليّ معدل التضخم لحوالي 45%، وهو معدل خطير، وقد وصل هذا المعدل ليبلغ 60% بين الشباب صغار السن والذين قد يسببون مشاكل كبيرة إذا ما تحركوا.

وأضافت أن تعويم نظام السيسي للعملة حتّي يستطيع الحصول علي صندوق النقد الدولي مع عدم استطاعته الوفاء بتوفير وظائف للشباب، كاشفة أن 2 مليون شاب مصري يحتاجون لوظائف سنوياً بمعدل مليون كل 6 أشهر.”

وقالت دان إن الدعم لا يصل بالضرورة للمصريين بل أغلبهم ميزات تذهب للعسكريين، وبالتالي فعلينا التركيز علي الدعم الذي يصل مباشرةً للشعب يترتب عنه رفع الوضع التعليمي وإنشاء مشاريع تنموية جديدة يستشعرها المواطنون أنفسهم.

وقالت دان “إن السيسي لم ينقلب على الرئيس مرسي فقط بل أزاح الديمقراطية كلها! ولا ينبغي أن ندفع معونات ونظام السيسي يوقف بالفعل بعض مشاريع المعونة السابقة”.

فيما تساءل إليوت أبرامز، متخصص دراسات الشرق الأوسط بمجلس العلاقات الخارجية: “هل مصر تحتاج دبابات أكثر أم تحتاج لمدارس؟!”.

فيما قال توم مالينوڤسكي، “إن مصر دولة تبتلع المساعدات الخليجية والأمريكية وقد رأينا ڤيديو قتل الجيش المصري لمدنيين عُزّل بسيناء ولمنع حدوث ثورة علي الجيش بمصر اعتقلوا الآلاف وقتلوا الآلاف حتّي أن بعض الأمريكيين تعرضوا كذلك لانتهاكات خطيرة منهم آية حجازي وغيرها ونحن ينبغي علينا في علاقتنا مع مصر ألا نتحمّل أية انتهاكات تجاه الأمريكيين بل والمدنيين”.