‫الرئيسية‬ أخبار وتقارير الشهيد عبد الله هلال.. مهندس أزهري غدرت به “داخلية” السيسي
أخبار وتقارير - مارس 10, 2017

الشهيد عبد الله هلال.. مهندس أزهري غدرت به “داخلية” السيسي

لم يفضح استشهاد العشريني، عبدالله هلال المتولي، ابن قرية القباب الصغرى مركز دكرنس، والطالب بالفرقة الثالث بهندسة الأزهر، عفن رءوس الانقلاب، بل فضح أدواته أيضا، من الجنود والأطباء والأكادميين، التي أصابته برصاصة في قدمه برصاص الميري ثم طاردته طالبا واعتقلته ثم فصلته من جامعته وأعادت اعتقاله وإخفاءه قسريا، ثم أطلقت عليه 5 رصاصات وهو أعزل بين يديها، غير تلك الأيدي التي أبقته في ثلاجة مشرحة زينهم، بخلاف مصيبة الأقلام التي كتبت “موته” في تبادل لإطلاق نار، باعتباره “إرهابيا”.

غير أن “عبدالله”، 22 سنة، لم يكن الوحيد الذي فضحهم وهو بين يدي القتلة من ضباط الأمن الوطني في الغرف المظلمة، وهم لا يرحمون ضعفه، واتخاذهم القرار باغتياله في 26 فبراير الماضي، بل فضحهم شقيقاه أبناء الأسرة المجاهدة ووالده الشيخ المسن الذي كان علامة في دعم الشرعية، إبان اعتصام رابعة العدوية، إخوانه محمود ومحمد هلال أمضوا 3 سنوات في سجون عبدالفتاح السيسي، وخرجوا بعد اعتقاله وإخفاؤه قسريا، ينتظرونه ثم كانت صدمتهم بإعلان استشهاد شقيقهم الأصغر، المحكوم بـ11 سنة، وهم الآن ينتظرون مجددا أمام المشرحة.

زملاء عبدالله اعتبروه من الأخفياء الأنقياء، حتى ليكاد أحدهم أن يصفه بـ”الرباني”، فصاحب حساب “صبرا جميلا”، يقول على فيس بوك: “ومن أجملها من خاتمة عبدالله قبل استشهاده لم ينشر عنه، لم يعرفه أحد، لم يتحدث أحد عن اختفائه ولكنه الآن مشهور كتبت عنه كل الصفحات، هو اسمه فى السماء يستقبله الشهداء وتنادى عليه الملائكه فزت ورب الكعبة يا حبيبى، هو وإخوانه زفوا اليوم إلى الحور العين.. تقبلكم الله يا أحباب وصبر أهاليكم، مضيفا “ثائر ثم مصاب ثم معتقل ثم مفصول ثم مطارد ثم مختف قسريا ثم ختمها الله له بشهاده”.

صديقه أيمن جادالله، وهو مهندس الآن يعمل بإحدى الدول، وقع خبر استشهاد “عبدالله” عليه؛ وقع الصدمة فكتب صارخا عبر حسابه “تصفية م.عبدالله هلال.. رفيق الكلية والسكن.. حاسس إني ف كابوس كبير..”.

مراحل الابتلاء
وفي منشور طويل نوعا أوضح لماذا هذا الكابوس، فقال كلاما شاركه معه العشرات من محبي عبدالله ومن تأثر به: “لمن لا يعلم عبدالله هلال.. هو طالب بكلية الهندسة جامعة الشهداء.. الأزهر سابقا.

مختفٍ قسريا.. قُتل في ظلام غرف أمن الدولة بـ5 رصاصات في البطن يوم 16 فبراير 2017.. وأخفوا جثته.. واليوم أخبروا أهله ليأتوا لإستلام جثته!!! مر بكل مراحل الابتلاء اللي ممكن تتخيلها في حياتك

من أبطال جامعة الأزهر.. اتصاب ف مچزرة رمسيس برصاصة جرينوف اخترقت قدمه وأصابتها بالشلل لمدة سنة ونصف.. لكن الإصابة لم تكسره.. هذه الصورة له وهو مضرب عن الامتحانات في الجامعة وهو مصاب!!

وبعدما تعافى بشكل مؤقت.. أكمل مسيرة إخوانه الشهداء واعتقل عقيب مسيرة طلابية من السابع مدينة نصر.. وبعد فترة طلع بكفالة 10 آلاف جنيه.

رجع إلى الكلية ليكمل مسيرته من جديد بكل حيوية.. لكن تم فصله فصلا نهائيا من كلية الهندسة.

لم يستسلم وطالب برجوعه للكلية.. وظل مطاردا لفترة.. ثم رجع الكلية في أواخر التيرم التاني، وكان مش ناوي يدخل الامتحانات عشان مطارد وعشان مش هيلحق يلم المنهج لكني أقنعته انه يدخل.. كنت بقوله انت ذكي وهتلم المناهج بتاعت السنة كلها ف الأسبوعين دول.. وأقنعته الحمد لله بعد أما حكيتله تجربتي المريرة.. ودخل الامتحانات.. ونجح!

رغم ظروفه الصعبة.. قَهَر الواقع بتاعه وكان بيذاكر عشان عايز ينفع بعلمه الإسلام..
عبدالله هلال أقوى شخص شوفته عنده إرادة وثقة بالله!

وكان بسيطا جدا ومتواضعا.. وكان بيعمل شروحات مجانية لمادة الهندسة الوصفية بالكلية
لما كنت أرخم عليه أو أتني دراعه كنت ألاقيه سايبلي نفسه خالص.

كنا لما نيجي نفلّكه كان يسيب نفسه خالص ويرفع رجليه ويقول اضربوني زي م انتو عايزين بس براحة على رجليا عشان تعبانه.

إخوانه محمود ومحمد كانوا معتقلين.. وفضلوا معتقلين 3 سنين ولسه خارجين قريب.. ماشافوش عبدالله.. ولما خرجوا لقوا أخوهم مختفٍ قسريا.. وهما دلوقت منتظرينه أدام المشرحة!

يعني أول مرة هيشوفوا فيها أخوهم عبدالله هيشوفوه ف الكفن.. افرحوا يا شعب السيسي.. فوضتم في قتل خير شباب مصر .. والله لنقتص منكم يوم القيامة يا أيها الحمقى ..يا من بعتم آخرتكم بدنيا غيركم.. بأي ذنب قُتل عبدالله المصاب؟!

والله كان شخصية هادئة وجميلة.. شخص نقي.. كان أما يشوفني تعبان ييجي ويخليني أفضفضله.. كان طيب أوي.. صوت أنينه في قيام الليل لا يزال في أذني.. هذه قصة رجل ثائر.. ومصاب.. ومعتقل.. ومفصول.. ومتفوق.. ومطارد.. كان من الطبيعي أن تختتم هذه القصة بالشهادة.. لا نريد أن يعزينا أحد في عبدالله .. بل هنّئونا”.

لقاء قريب
ومع صور الرحلات الطلابية التي نشرها زميله أحمد الحديني، كتب قائلا: “المهندس عبدالله هلال أو الشهيد عبدالله هلال من أفضل الشخصيات اللى اتعرفت عليها فى الكلية من الناس نادرة الوجود”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟

ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …