جهاد الحداد لـ”نيويورك تايمز”: لم نكن مجهزين بما يكفي للتعامل مع الفاسدين داخل الدولة
نشرت صحيفة “نيويورك تايمز” رسالة مسربة للقيادي الشاب باسم جماعة الإخوان المسلمين “جهاد الحداد” من داخل سجن العقرب، يروي فيها أجواء الحبس الانفرادي، ويؤكد فيها للمسئولين الأمريكان على سلمية الجماعة منذ تأسيسها، وسجنهم ظلم 3 سنوات بلا اتهامات.
الحداد تحدث في رسالته عن اعتقال أعضاء الجماعة وتوجيه التهم الزائفة لهم، وشدد على سلمية الجماعة، وأن منهجها يتركز على العمل المجتمعي والخدمة العامة، وأعرب عن أسفه لما سببته السياسة من إبعاد الجماعة عمن كانوا يخدمونهم.
ومنذ تأسيس الجماعة ونحن نشارك في مؤسسات السياسة المصرية، وكذلك المؤسسات المجتمعية، لمواجهة الاحتياجات المباشرة للشعب.
وأضاف الحداد في رسالته أن الجماعة، مثل أي بشر، كان لها أخطاء، إلا أن العنف لم يكن من بينها، وأن الأخطاء ليست مبررًا كي يتم ظلمهم، مشيرا إلى أن العناصر التي لجأت للعنف “انشقت عن الجماعة لأنهم لم يستطيعوا التأقلم مع فلسفة ورؤية الجماعة للمجتمع”.
وأوضح الحداد أنه “اضطررتُ لكتابة هذه الكلمات بسبب المناقشات الجارية في الولايات المتحدة الأمريكية بخصوص اعتبار الإخوان المسلمين جماعةً إرهابية، واصفا الإخوان بقوله: “كرَّست لهم سنواتٍ عديدة من حياتي”.
وفي رسالة وجهها عبر الصحيفة الأمريكية لإدارة الرئيس الأمريكي ترامب قال: “لسنا إرهابيين، ففلسفة الإخوان المسلمين مستوحاةٌ من فهمٍ للإسلام يؤكد على قيم العدالة الاجتماعية، والمساواة، وسيادة القانون”.
وتابع: “منذ تأسيس الجماعة عام 1928 وهي تقوم بأمرين: تحاول الصمود والبقاء في بيئاتٍ سياسية معادية، والارتقاء بطبقات المجتمع المُهمَّشة”.
وشدد “الحداد” على القول: “نحن جماعةٌ محافظةٌ أخلاقياً، وواعيةٌ بمجتمعها، ولها قواعدها الشعبية، كرَّست مواردها للخدمة العامة طوال العقود التسعة الماضية، وفكرتنا بسيطة، فنحن نؤمن أنَّ الإيمان يجب أن يُتَرجَم إلى أفعال، وأنَّ مقياس الإيمان هو الخير الذي يريد كلٌّ منا تقديمه في حياة الآخرين”.
وأشار لأن “إيماننا في صميمه يقوم على التعددية والشمولية، وأنَّه لا أحد يملك التفويض الإلهي أو الحق لفرض رؤيته الفردية على المجتمع”.
الأكثر تعرُّضاً للاضطهاد
الحداد قال إن الإخوان “كانوا الأكثر تعرُّضاً للاضطهاد أثناء حكم الرئيس السابق حسني مبارك، ومشاركتهم في البرلمان، سواءً في تحالفاتٍ مع جماعاتٍ سياسية أخرى أو كمستقلين، هي شهادةٌ على التزامهم بمسار التغيير والإصلاح القانوني.
وأنهم تعاونوا مع مؤسساتٍ مستقلة أخرى مؤيدة للديمقراطية “لوقف خُطَط النظام المصري لتوريث الرئاسة لجمال مبارك، ابن الرئيس الأسبق حسني مبارك، وعملنا أيضاً بشكلٍ وثيق مع مجموعةٍ من النقابات المهنية والاتحادات العمالية”.
واشار لأنه “خلال العام الذي حظيت فيه مصر بديمقراطيةٍ وليدة، كرَّسنا مجهوداتنا لإصلاح مؤسسات الدولة لترسيخ الحكم الديمقراطي بشكلٍ أكبر، ولم نكن مدركين لحجم المقاومة التي سنتلقَّهاها من المتشددين داخل هذه المؤسسات، ولم نكن مجهَّزين بما يكفي للتعامل مع مستوى الفساد داخل الدولة”.
ووصف سعي الاخوان إلى إجراء الإصلاحات من خلال الحكومة، متجاهلين الاحتجاجات الشعبية في الشوارع بأنه “خطأ” معترفا: “كنَّا مخطئين.. ولكن أي تحليلٍ نزيه للحقائق سيُظهِر أنَّنا معارِضون بالأساس لاستخدام القوة.
واتهم “الجنرال عبدالفتاح السيسي” بأنه ضيَّق الخناق على المعارضة، وترأس حملةً من القمع الوحشي، ونفذ جرائم قتل خارج نطاق القانون، وخطف مئات المواطنين، وحجز عشرات الآلاف من المعتقلين السياسيين، مؤكدا: “ورغم كل هذا، ظللنا متمسكين بأنَّ الخلافات السياسية يجب حلها بالحوار، وليس بالإرهاب وإشاعة الخوف”.
ووصف ما يشاع من أن “الجماعات العنيفة خرجت من رحم جماعة الاخوان، أو أنَّها مجرد أفرع لها بأنه “أمرٌ مضلل إلى حدٍّ كبير”، مشيرا إلى أن “عددا كبيرا من هؤلاء المتطرفين، إن لم يكن كلهم، يعتبروننا مُرتَدِّين وسُذَّج فيما يتعلق بالسياسة”.
نص المقال هنا
https://www.nytimes.com/2017/02/22/opinion/i-am-a-member-of-the-muslim-brotherhood-not-a-terrorist.html?_r=0
إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟
ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …