“dmc” تولّي المتحدث باسم الجيش إدارة “العاصمة”.. هل بدأت عسكرة الإعلام في مصر؟
بعد 24 ساعة على انطلاق شبكة قنوات “دي أم سي” التي ربط إعلاميون بينها وبين الجيش والمخابرات المصرية، أعلنت شركة “شيري ميديا”، الأحد، أنها تسلمت رسمياً إدارة شبكة قنوات “العاصمة”، وأسندت إدارتها إلى العميد محمد سمير، المتحدث السابق باسم القوات المسلحة الذي ترك منصبه العسكري أوائل يناير الجاري، في مؤشر جديد على “عسكرة الإعلام”.
ويمول القناة رجلا أعمال مقربان من المؤسسة العسكرية، وستار لها، حيث يمول “DMC”، رجل الأعمال طارق إسماعيل الذي يمتلك شركة “دي ميديا” للإنتاج الإعلامي، وصاحب راديو 9090 الذي يطلق عليه في الأوساط الإعلامية اسم “راديو المخابرات”، وسبق له أن اشترى قناة (الناس) من السلفيين، وأسند إدارته للمفتي السابق علي جمعة.
ويعد مالك قنوات “العاصمة” الجديد “إيهاب طلعت”، أحد أشهر رجال الاعلانات الفاسدين في عهد الرئيس السابق مبارك، وهرب خارج مصر بعد صدور أحكام قضائية ضده بالحبس 36 عاماً في 12 قضية شيك بدون رصيد لصالح مؤسسة الأهرام.
وعاد “طلعت” العام الماضي، وسوي مديونيته وأطلق سراحه، واسس بعدها شركة “شيري ميديا” علي اسم زوجته المطربة شيرين وجدي، ووالد كلاهما لواءان سابقان في الجيش، ليتحول بدوره لواجهة للمخابرات الحربية.
وأكد المتحدث العسكري السابق الذي تولي إدارة القناة في أول بيان: “سعي الإدارة الجديدة لتقديم محتوى إعلامي هادف، يتسم بالمهنية والحرفية، ويساهم في رفع الوعي المجتمعي تجاه مختلف القضايا”.
دي ام سي “المايسترو”
في يونية الماضي 2016، كتبت مدير عام الإعلانات بقطاع الأخبار بالتلفزيون المصري الرسمي، “سمية الشناوي” على حسابها علي فيس بوك تكشف نقلا عن مصادر في ماسبيرو أن “ثلاث قنوات تابعة للمخابرات شكلا وموضوعًا وتمويلا تبث من مدينة الإنتاج الإعلامي قريبا، وأن هذه القنوات ستكون القنوات الرسمية للدولة وبديلة عن اتحاد الإذاعة والتليفزيون”.
ما قالته “الشناوي”، التي أصدر رئيس اتحاد الإذاعة والتلفزيون السابق “عصام الأمير” قرارا بعزلها في نوفمبر 2016، أكده لاحقا عدد من الإعلاميين والصحفيين الذين استدعوا للعمل في القناة في لقاءات خاصة.
ثم أعلنه “أحمد حافظ” الصحفي بالأهرام، رسميا على حسابه علي فيس بوك، مؤكدا أنها 10 سنوات لا ثلاثة، وميزانيتها المبدئية مليار جنيه، مؤكدا أنها “هي قناة الجزيرة بس بلوجو مصري وهوية مصرية ولسان مصري”.
وذكر أنها “هتكون صوت الدولة الرسمي بس بشكل غير مباشر، وهتكون حائط صد ضد أي وسائل إعلام خارجية (عربية أو دولية) بتهاجم مصر، يعني هتكون زي قناة الجزيرة كده، لأن الإعلام المصري الحالي كله محلي جدًا، وفشل في مخاطبة الخارج”.
وبسبب ضخامة تمويل هذه الشبكة (مليار جنيه كرقم مبدئي، بخلاف ميزانية خاصة لشراء حقوق بث المباريات مثل بي إن سبورت القطرية)، يعتقد خبراء إعلام وصحفيون مصريون أنها ستقود عسكرة الإعلام وستكون بمثابة “المايسترو”، ويتبعها باقي القنوات الخاصة التي اشتراها رجال أعمال مؤيدون للجيش.
وكشف الحفل الافتتاحي لشبكة “دي ام سي” مساء السبت، عن حجم التمويل الضخم، حيث تعاقدت مع عدد كبير من الممثلين والممثلات والاعلاميين لتقديم العديد من البرامج، من بينهم، المطربة شيرين، والفنان أشرف عبد الباقي، والاعلاميون: أسامة كمال، إيمان الحصري، رامي رضوان، عمرو خليل، محمد عبد الرحمن، إبراهيم فايق، وغيرهم”
فيما تتولي شركة “إعلام المصريين”، المملوكة لرجل الأعمال أبوهشيمة الذي اشترى 100% من كامل أسهم الشركة المالكة لقناة ON TV من الملياردير نجيب ساويرس، مهمتي السيطرة على الصحف والمواقع الإخبارية والإعلان.
حيث استحوذت شركة “أبوهشيمة” في وقت سابق على الشركة المالكة لصحيفة “صوت الأمة” الأسبوعية، كما اشترى أسهم صحيفة اليوم السابع، وأسهم في قناة “القاهرة والناس”، وامتلك موقع “دوت مصر” الذي يريده ضابط المخابرات ياسر سليم، بالشراكة مع أبوهشيمة، وقنوات “النهار”.
وكانت مجموعتا “إعلام المصريين” المالكة لقنوات on tv، و”دي ميديا” لمالكة لقنوات dmc أعلنتا سبتمبر الماضي، البدء في إجراءات دمج الشركتين، ليصبح ثاني اندماج في سوق الإعلام المصري بعد مجموعتي “ميديا لاين” و”فيوتشر” المالكتين لقنوات النهار و cbc، والذي أعلن عن اندماجهما قبل أشهر.
وأكد بيان صادر عن شركة إعلام المصريين، أن “قرار الاندماج جاء في إطار سعي المجموعتين لتكوين كيان إعلامي مصري قوي قادر على المنافسة يستطيع استعادة الدور الريادي للإعلام المصري إقليميا ودوليا”.
ووصف صحفيون واعلاميون مصريون قرار الدمج حينئذ أنه متوقع في ظل وجود قناة خاصة بالأجهزة السيادية (دي أم سي) وقنوات تنفق عليها أو تحركها الاجهزة السيادية.
ووصف الصحفي محمد الجارحي رئيس تحرير برنامج مانشيت السابق على قناة “أون تي في” التي اشتراها رجل الاعمال احمد ابو هشيمة الدمج بالمثل الشهير: “جحا اولي بلحم طوره”.
9 رجال أعمال يسيطرون على الإعلام
وقد فسر حازم عبدالعظيم، عضو الحملة الانتخابية السابق لعبد الفتاح السيسي في 2014، والذي انقلب عليه، شراء أبو هشيمة لقناة ساويرس بأن “هناك توجّه عام في مصر تحت تعليمات مباشرة من الرئيس بشخصه لتأميم الإعلام والسيطرة عليه عن طريق رجال الأعمال ورأس المال”.
وأكد عبد العظيم، في سلسلة تغريدات على تويتر أن أبو هشيمة أحد 9 رجال اعمال يسيطرون على الإعلام المصري الخاص، وأنه “يتم الاعتماد عليه في السيطرة على الإعلام مع محمد أبوالعنين مالك قنوات “صدى البلد”، و”محمد الأمين” مالك قنوات “سي بي سي، وحسن راتب وأحمد بهجت، وعلاء الكحكي وتوفيق دياب، ومحمد أبو العينين والسيد البدوي وطارق نور.
وفي 1 نوفمبر 2015، وخلال إحدى الندوات التثقيفية للقوات المسلحة وبخً السيسي بعض الأجهزة الإعلامية التابعة، بسبب انتقاداتها له، وقال: “ميصحش كده.. المرة الجاية هشتكيكم للشعب”، ما وصفه المراقبون بأنه كان مؤشر لإنشاء إعلام رسمي خاص لا ينتقد السيسي.
ويردد اإلاميون يعملون في هذه القنوات، ونشطاء أن المخابرات الحربية هي من خططت لإنشاء هذه القنوات لتكون صوت الدولة الجديد، والمتحدث الرسمي باسم النظام ورئيسه، بعيدًا عن المنابر الأخرى التي فقدت مصداقيتها لدى الجماهير في الآونة الأخيرة، حسب موقع “نون بوست”.
إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟
ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …