هل أنقذت ثورة يناير شاشة السينما من بورنو أبو دبورة؟
يصادف هذا الشهر الذكرى السادسة لاندلاع ثورة الخامس والعشرين من يناير، التي منحت الملايين في مصر والعالم وقتئذ الأمل في غدٍ أكثر إشراقا، واستطاعت أن تزلزل الأرض مع وقع قدومها ودبيب خطواتها، ولم يخطر ببال رواد السينما المصرية التي احتكرتها شركات تعود ملكيتها لرجال أعمال هم في الحقيقة أذرع جنرالات الجيش، أن جمعة الغضب ستكون العامل الرئيسي في تغيير اتجاهات السينما خلال الفترة التي تلت انتفاضة الشعب، وتغيير وجه مصر فنيًّا.
وكانت شخصية “إنجي” التي مثلتها الفنانة مريم فخر الدين، من فيلم “رد قلبي” الذي روج لانقلاب 1952، محلاً للكثير من سخط المصريين، وذلك لأنها رفضت أن يطلق أخوها -أحمد مظهر- النار على حبيبها الضابط، علي -شكري سرحان- هو وشقيقه -صلاح ذو الفقار-، وتسببت في وصولهما للحكم بانقلاب يوليو، كما سخر كثير من الناشطين وصفحات الكوميكس.
وسخرت ماجي “زي النهاردة علي ابن الجنايني قلّب انجي في حتتين الصيغة اللي حيلتها والكام فدان اللي ورثتهم من ابوها #ثوره_يوليو”.
وسخر حساب “محمد على باشا” فكتب: “النهاردة اليوم العالمي للدعاء على اﻷميرة إنجي وأخوها اﻷمير علاء والريس عبد الواحد ومراته ومدير الكلية الحربية والواسطة اللي دخلته الحربية”، وسخر يوسف “على اترفض من ابو إنجي وبقالنا 64 سنه بندفع التمن”.
سينما طغيان الفساد
ولطالما دارت السينما في فلك سلطة العسكر، بخلاف قِلة من الأعمال أيضاً حاولت نقد الواقع بشكل متزن؛ فالسينما التي هللت لانقلاب يوليو 1952، هي نفسها التي انقلبت على العهد الناصري في ظل حكم السادات، ونددت بدولة عبد الناصر البوليسية لصالح بطل الحرب والسلام، ولكن بموت السادات انصبّت الأعمال على النقد الصارخ لعهد الانفتاح الاقتصادي، ثم ابتعدت عن المشكلات التي يمر بها المجتمع المصري، وأصبحت تقدم أعمالاً أقل ما يُطلق عليها أنها نوع من الإسفاف، لتأتي ثورة 25 يناير ــ التي تكافح الانقلاب الآن ــ وتضع صناع السينما وفنانيها في مأزق لم يخطر لهم على بال.
فالمتتبع لمسيرة السينما المصرية خلال الفترة التي سبقت الربيع العربي سيجد أن منتجها الذي قدمته خلال تلك الحقب لم يركز فعليًّا على ما يعانيه الشعب من تدهور وضعه المادي وطغيان الفساد والمحسوبية والظلم عليه إلا القليل منها، الذي ناقش هذه القضايا على استحياء خوفًا من بطش نظام المخلوع مبارك وقتها.
انبرى صناع السينما المصرية بعد ثورة يناير في رصد الواقع المصري وتوابع الثورة عليه، حيث أرخت بعض الأفلام وقائع الثورة، أما البعض الآخر فرصد نتائج الثورة على السلوك المجتمعي.
بعد الموقعة
الفيلم من إخراج يسري نصر الله وبطولة منة شلبي وباسم سمرة، أنتح عام 2012، وتدور أحداثه في الفترة من موقعة الجمل حتى أحداث ماسبيرو، حول باسم سمرة، ذلك الخيَّال الذي كان في بداية الفيلم ضد متظاهري التحرير، وشارك في موقعة الجمل دفاعًا عن النظام وأعوانه، ويمتلئ الفيلم بالعديد من الصراعات من أبرزها ارتباطه عاطفيًّا بمنة شلبي، تلك الفتاة التي تبحث عن المسئول عن موقعة الجمل، وينتج عنه تحول شخصية سمرة للوقوف إلى جانب الثوار والدفاع عنهم، حتى يلقى حتفه دفاعًا عنهم في موقعة ماسبيرو.
نوارة
الفيلم إخراج هالة خليل وبطولة منة شلبي وأمير صلاح الدين. تدور أحداثه عقب اندلاع ثورة يناير، راصدًا الفجوة الكبيرة بين حياة الأغنياء والفقراء في مصر، ومسألة إعادة أموال مصر المنهوبة في الخارج وما تبعها من إطلاق البعض شائعات مفادها حصول كل فرد من أفراد الشعب على مبلغ مالي من هذه الأموال، إضافة إلى قضية هروب بعض رجال الأعمال إلى الخارج عقب الثورة. وينتهي الفيلم نهاية غير متوقعة باتهام منة شلبي تلك الفتاة الفقيرة التي كانت تحلم بنصيبها من هذه الأموال بالسرقة والقبض عليها.
اشتباك
الفيلم إخراج محمد دياب بطولة نيللي كريم ومحمد عادل. تدور أحداثه عقب إسقاط نظام الإخوان داخل إحدى سيارات الشرطة ذات النوافذ الحديدية، والتي تضم أشخاصًا من جماعة الإخوان المسلمين وغيرهم من ذوي الاتجاهات السياسية وآخرين قبض عليهم صدفة؛ لوجودهم في الشارع بين المتظاهرين، حيث يسقط الضحايا من كل الأطراف حتى من ليسوا طرفًا في الصراع.
تعرض الفيلم لهجمة شرسة من وسائل الإعلام الموالية للانقلاب، وذلك عقب عرضه في افتتاح مسابقة “نظرة ما” بمهرجان القاهرة السينمائي، التي تعرض الأفلام الأولى أو الثانية للمخرجين الجدد، حيث اعتبرت وسائل الإعلام المؤيدة للعسكر أن الفيلم يشوه صورة مصر خارجيًّا.
وعند عرض الفيلم في دور السينما خلال يوليو الماضي، تعرض للتضييق من جهات غير معلومة لإسقاطه قبل عرضه على الجمهور، الأمر الذي دفع مخرج الفيلم محمد دياب إلى مطالبة الجمهور بدعم الفيلم حتى يخرج للنور، فدشن مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي هاشتاج «ادعم فيلم اشتباك» الذي لقي رواجًا واسعًا.
إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟
ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …