جهاز “الكفتة” يقود طبيبا للسجن
لم يتوقف تأثير الجهاز الوهمي الذي بشر به الانقلابيون الشعب المصري والذي أطلق عليه “جهاز الكفتة”، على ضياع أحلام المصريين في العلاج التي أوهمهم به الانقلابيون، بل أدى الجهاز إلى سجن أحد الأطباء بسبب سخريته اللاذعة من الجهاز، واعتباره “اشتغالة” للمصريين.
وعلى الرغم من أن الكثرين انتقدوا الجهاز، وعلى رأسهم الدكتور عصام حجي المستشار العلمي السابق للرئيس المعين “عدلي منصور”، والذي استقال بسبب الفضيحة التي تسبب فيها الجهاز لمصر كلها، إلا أن أحدا لم يحاسب سوى الدكتور محمد فتوح رئيس جمعية أطباء التحرير، على خلفية انتقاداته الحادة لاختراع «الكفتة» الذي كان قد أعلنت عنه الهيئة الهندسية للقوات المسلحة لعلاج الإيدز وفيروس سي والصدفية وغيرها، وهو ما تم الإعلان عنه في حضور قائد الانقلاب العسكري.
فتوح، عضو بمجلس نقابة أطباء مصر، كان قد تقدم بشكوى رسمية للجنة آداب المهنة بالنقابة، ضد عضو لجنة جهاز كشف فيروس سي والإيدز، الدكتور أحمد علي مؤنس، يطالب فيها بالتحقيق معه في وقائع يراها تتعلق بالإضرار بصحة المرضى، والإضرار بسمعة الأطباء المصريين، مؤكدا أن “مؤنس” قام بالإعلان عن أسلوب علاج جديد لمرضى الفيروس الكبدي سي، بدون اتباع الأصول العلمية المتعارف عليها؛ فرفع عليه مؤنس قضية سب وقذف.
وفي تصريح صحفي لعضو مجلس النقابة بعد صدور الحكم عليه قال: “نتيجة للتراخي الشديد من مجلس النقابة في التعامل مع ملف محاسبة أعضائها المسؤولين عن فضيحة جهاز الكفتة، وعدم استصدار أي حكم في تلك القضية من جانب المجلس لمدة عامين، ثم التباطؤ الملحوظ في جلسات المحاكمة التأديبية؛ قام الأطباء المتهمون في تلك الفضيحة باستصدار حكم غيابي ضدي شخصيا بالحبس لمدة سنة مع النفاذ في جنحة سب وقذف دون حتى إشعاري بالقضية (بطريقة ملتوية وبالمخالفة للقانون) حتى أستطيع الدفاع عن نفسي كما فعلت في القضية السابقة التي نلت فيها البراءة في الاستئناف”.
وأشار “فتوح” عبر “فيس بوك” : “بالفعل توجهت قوة من القسم التابع له محل سكني للقبض عليّ وتنفيذ الحكم ولم يتمكنوا نظراً لعدم وجودي في المنزل”. موجها “الشكر” لمجلس النقابة على “تراخيه شبه المتعمد الذي حذرت منه أكثر من مرة، وأرفض أي تدخل للنقابة في هذه القضية، وسأقوم بالدفاع عن نفسي عن طريق المحامين الخاصين بي كما فعلت في القضية السابقة والتي لا يزال الجزء المدني منها منظورا أمام القضاء، وأنتظر الحكم فيه”.
وفي تقرير نشرته صحيفة “القدس العربي” تناول ردود أفعال رواد مواقع التواصل الاجتماعي اتهام “فتوح” وعدم اتخاذ إجراءات ضد الأطباء المشاركين في خدعة الاختراع الوهمي، حيث استعرضت هاشتاج” متضامن مع الدكتور محمد فتوح ضد جهاز الكفتة”، ومن تغريداته: “تخيّلوا، قبضوا على الدكتور محمد فتوح وحكم عليه بسنة مع النفاذ لترويجه ونشر إشاعات للنيل من سمعة الأطباء، لطلبه بالتحقيق في جهاز العلاج لفيروس سي والإيدز المعروف باسم جهاز الكفتة، ولم يتم حتى الآن فتح أي تحقيق معلن ممن روّجوا للجهاز وأعلنوا صلاحيته، بل أقرّوا أنهم بدأوا في علاج حالات ويبدون موافقة رسمية من نقابة الأطباء باستخدام الجهاز”.
وكتب آخر: “لم يتم حتى الآن فتح أي تحقيق معلن ممن روّجوا للجهاز وأعلنوا صلاحيته”.
فيما تساءل ثالث: “إلى أي حد سنظل نعاني من سيطرة الجاهل على المتعلم، وسطوة الكاذب في نشر الكذب ومحاسبة الصادق عن صدقه.. من يظن أن الجهاز يعمل فليؤيد القرار.. ومن يظن أنه بصمته عن الجنون يخدم البلد وينقذها من التشرذم فليؤيد القرار”.
إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟
ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …










