“اصحي يا ماما”.. هذا الطفل وغيره السبب في فقر المصريين !
(اصحي بقى يا ماما ) .. عبارة صرخ بها طفل كان إلى جوار أمه التي تم قنصها من جانب ميلشيات الانقلاب ، والتي انتقلت حياته فجأة من طفل له أم إلى يتيم لا يدري ماذا سيفعل بعد أن فقد كل ما يملك في هذه الحياة .
يمثل الطفل “رمضان” تلخيصا وافيا لحال الآلاف من الأطفال الذين تسبب الانقلاب العسكري في فقدهم أعز ما يملكون ، وفي أن يفقدوا أي رغبة أو دافع في الحياة بعد أن فقدوا السند .. وهو بذلك يعبر بشكل واف عن حجم الكارثة التي أدى إليها التعامل الأمني الإجرامي مع فعاليات رافضي الانقلاب الذي هتفوا ضد الاستيلا على الشرعية فتم قنصهم والاستيلاء على أرواحهم من جانب ميلشيات السيسي التي كانت لهم بالمرصاد .
اليوم .. انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي التدوينة التي نشرها أحد الذين تابعوا حالة الطفل بعد هذا المشهد التليفزيوني المبكي ، والذي لم يتعرف أحد على أية معلومة عن مصيره ، ولا عن الذين احتضنوه عقب فقده حضن أمه ، ولا وضعه اليوم ، بعد 3 سنوات تقريبا من تلك الكارثة التي لحقت به .. وبالوطن .
ويؤكد صاحب التدوينة أن ما يحدث للمصريين خلال هذه الأيام ربما بسبب مثل هذا الطفل ، وغيره ، والسكوت على الظلم الذي تعرض له ، سواء باغتيال أمه أو بما حدث له بعد ذلك .. تابعوا التفاصيل في الفقرة التالية :
يقول صاحب التدوينة :
“فاكرين الولد ده ، لفترة من الفترات كنت متابع حالة الطفل ده ، حالة الطفل ده بالذات كانت مؤلمة جدا لأي حد كان يعرفها ، تخيل ان الولد ده كمل حياته بعد كدة مع جماعة قرايبه سيساوية ! اه والله العظيم ! كانوا بيقولوله كلام متتخيلهوش على أمه ويقعدوا يشغلوا قدامه تسلم الأيادي وبشرة خير ، وكان مستغلين حالته علشان يستقطعوا على أهل الخير اللي عايزين يساعدوه ومرضيوش إن أي حد يكفله إلا بعد ما خدوا اللي فيه القسمة ، ولولا بيت طيب ، لا تعلمونهم ، الله يعلمهم ، بيت فعلا من خيار بيوت الدعوة والجهاد اللي في مصر، اللي ربوه بينهم” .
لم يتوقف الأمر عند هذا الطفل ، بل أوردت التدوينة أمثلة أخرى للظلم الذي شهدته مصر خلال سنوات ما بعد الانقلاب ، والتي كانت جميعها السبب ، في رأي المدون وآخرين، في الكارثة والذل الذي لحق بمصر والمصريين منذ ذلك الحين ، وحتى الآن .
يقول : “أخت من الأخوات الفضليات زوجها ممن قضى نحبه في رابعة ، كان جيرانهم بيقربوا من الشبابيك ويعلوا أغاني تسلم الأيادي بأعلى صوت ، لحد ما طلعت وقالتلهم بعد إذنكم الصوت عالي جدا ، فقالولها انتم مش عاجبكم علشان خرفان ، فدخلت بيتها بتعيط والتانيين جابوا ولادهم وقعدوا يغنوا ويعلوا الصوت زيادة” .
وأضاف : “في شهر سبتمبر 2013 ، النظام المجرم السفاح أغلق معبر رفح ، وفيه واحدة كانت حامل وعايزة تخش غزة أو تخش تولد في أي مستشفى في مصر ، فضلوا قافلين المعبر لحد ما ولدت وهي مكانها ، طفلها مات بعدها بـ 24 ساعة بسبب الإهمال الطبي ، الطفل ده اسمه محمد عادل المشهراوي ، دوروا على قصته وانتم هتعرفوها”.
كما استعرض قصة روتها إحدى طبيبات المستشفى الميداني، والتي قالت : “واحنا في المستشفى طلبوا مننا الظباط نخلي المستشفى ، فقلنا لهم فيه هنا مرضى حالتهم حرجة ، فواحد فيهم طلع قاذف لهب حرق المريض اللي كنا بنشاور عليه وقال لهم اتفضلوا ، اما واحد صاحبي تاني وهو خارج من المستشفى الظابط قاله عدي يا عم الشيخ ، عدي متخافش وأول ما عدى ضربه رصاصة في رجله وقال له : إيه رأيك بقى في جبروتنا يا عم الشيخ ؟
وأضاف مثالا آخر : “في يوم 14 أغسطس المشؤوم ، كان فيه عربية ترحيلات مشونة الناس فيها زي البهايم بالظبط ، في حر أغسطس القائظ اللي متعرفش تقف فيه في بيتك بدون مروحة ، تخيل قاعد في علبة صفيح في عز الشمس 37 واحد ، فضلوا يصرخوا علشان شوية مية او يفتحولهم الشباك مرضيوش وفي الآخر ضربوا عليهم قنابل غاز في المساحة دي لحد ما جلدهم اتحرق ، منهم اللي مات محروق ومنهم اللي مات مخنوق ، عارف يعني قنبلة غاز بتضرب في ميدان تموتك من الكحة والدموع ، تخيلها في مساحة 10 متر مربع تعمل إيه ؟ وفي النهاية الظباط دول خدوا لفت نظر مع براءة من كل التهم المنسوبة” .
وقال المدون في تدوينته المحزنة : “ابن عمي دكتور ، صديق من أصدقائه طبيب نزل بدافع إنساني رابعة ومات برصاصة في راسه وهما ساعة دفنه كانوا حريصين إن أبوه ميشوفش الولد ويشوف شكله ، فضل أبوه يتحايل عليهم ويقول لهم أشوفه مرة واحدة بس ، مرة وخلاص أبرد ناري ، ففتحوا له الكفن ، فشافه فضل يعيط ونام عليه وهو بيعيط ومقامش تاني ، الرجل مات على صدر ابنه” .
كما استعرض مأساة زوج المعتقلة رشا منير الذي توجه لزيارتها ، ومات على باب السجن خلال انتظاره لقاء زوجته .
وأضاف : “أحكي لكم على بنات سبعة الصبح ، ودهس المتظاهرين بالعربيات والمجنزرات ؟ احكي لكم على حصار مسجد الفتح ، وحصار غزة ودلجا وكرداسة ؟ أحكي لكم على البنت اللي اغتصبت في المدرعة ؟ ولا أحكي لكم عن الدكتورة بسمة الأم اللي اتهموها بقتل النائب العام ؟ ولا أحكي لكم عن محمود رمضان اللي أعدموه واتهموه بتهمة تلفزيونية منعرفش فيها الضحية من المقتول ؟ ولا أحكي لكم عن القضية العسكرية اللي صدر حكم النقض فيها بوقف التنفيذ بعد إعدام ستة من الشباب ؟
وانتهت التدوينة بالإشارة إلى المسؤول الأول عن تلك الجرائم ، موجها حديثه لمؤيديه الذين يصرخون الآن من ارتفاع الأسعار ولم يصرخوا من ارتفاع الدماء أمتارا في الشوارع : “ده المجرم اللي أيدتوه ودعمتوه وفرحتم بيه وغظتونا بنجاحه ، ذوقوا فتنتكم ! هذا الذي كنتم به تستعجلون” .
إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟
ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …